قبل أيام، استقال جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، أو رئيس الكنيسة الأنجليكانية في إنكلترا، من منصبه بعد أن وجه له اتهام من خلال تحقيق بأنه تعمّد التغطية على جرائم اغتصاب أطفال قام بها متطوّع محامٍ في مخيمات صيفية مسيحية داخل بريطانيا وخارجها في زيمبابوي وجنوب أفريقيا خلال عقود، بداية من سبعينات القرن الماضي.
الكنيسة الأنجليكانية في إنكلترا، هي بروتستانتية، وتتبعها الكنائس الأنجليكانية في أنحاء العالم، يقابلها في الأهمية لمسيحيي العالم الفاتيكان الذي يمثل الكنائس الكاثوليكية، والذي لا يزال تلاحق قساوسته دعاوى جرائم اغتصابهم لأطفال المدارس الدينية، وقد أدت تلك الفضائح الجنسية إلى استقالة بابا الفاتيكان السابق بندكتوس، حيث وجهت إليه تهم التغطية على جرائم قساوسته، عندما كان يشغل منصباً رفيعاً في الفاتيكان، واستقال دون أن يقدم اعتذاراً عن جرائم الاغتصاب، واكتفى بتبرير استقالته باعتلال صحته، وتقدمه في السن، على عكس جاستن ويلبي، الذي اعترف بتحمله للمسؤولية، والتي تتمثّل بعدم التعامل بجديّة مع الدعاوى التي رفعت ضد المحامي المتطوّع جون سميث، المتهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال، ولم يبلغ الشرطة.
عدد ضحايا الاعتداءات الجنسية التي دفعت جاستن ويلبي إلى الاستقالة من منصبه كرئيس أساقفة كانتربري بلغ أكثر من 100 طفل وفتى، على مدى العقود الخمسة الماضية، بينما جرائم الاعتداءات الجنسية التي مارسها كثير من قساوسة الفاتيكان تعدّ بالآلاف منذ عقود، وقد تورّط فيها بعض كاردينالاتهم، مثل الكاردينال الأسترالي جورج بيل، الذي صدر في حقه حكم بالسجن ست سنوات، والكاردينال الفرنسي فيليب باربارين، وكاردينال واشنطن دي سي، ثيودور ماكريك، وغيرهم.
ومن المعلوم أن رتبة الكاردينال هي أعلى رتبة في الكنيسة الكاثوليكية، ويعمل ضمن الدائرة الخاصة لبابا الفاتيكان. الأمر الذي يدل على أن جرائم الفاتيكان الجنسية ضد الأطفال تفوق بكثير جرائم الكنيسة الأنجليكانية عدداً، وستدفع المزيد من أتباع الكنيستين الكاثوليكية والأنجليكانية إلى تركهما، وسيكون من الصعب عليهما إعادة الثقة بأتباعهما من جديد، وقد تلاشت هالة القداسة عنهما، بعد أن تحولت صورة القسيس إلى وحش يفترس الأطفال.
وبينما يعرب رئيس الكنيسة الأنجليكانية جاستن ويلبي عن أسفه، ويقدم استقالته بعد افتضاح جرائم الاعتداءات الجنسية على الأطفال في المخيمات الصيفية التابعة لكنيسته، يطالب الصحافي الصهيوني يهودا شليسنجر، على القناة 12 الصهيونية بجعل اغتصاب المساجين الفلسطينيين سياسة رسمية لكيانه كوسيلة من وسائل ردع الفلسطينيين وإرهابهم، ويرى أنه من المخجل عدم تقنين ذلك! وكان تعليقه دفاعاً عن حادثة اعتداء جنسي على سجين فلسطيني من قبل جندي صهيوني في سجن «سدي تيمان» في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، الأمر الذي يؤكد حقيقة أن هؤلاء الصهاينة المحتلين ليسوا سوى مجموعة من المخلوقات الشريرة، من غير البشر، الذين لا يمكن التعايش معهم، لما يشكّلونه من خطر كبير على مستقبل العرب والبشرية جمعاء.