وجع الحروف

أقول... أنت توحي!

تصغير
تكبير

استكمالاً لمقال الثلاثاء الماضي المعنون بـ «لا تؤذِ أحداً...!»، كثيراً ما نسمع بحديث يختتمه البعض بعبارة «أنت توحي...!» وفي الغالب تأخذ طابع التندر حالها حال عبارة «تدل دربها»!

ما علينا... فكل رسالة لها فئة مستهدفة ونحن هنا نشد على يد كل من ذكرها بقصد حسن النية نابع من حس وطني، وأكثر ما يحزنني قراءة هذه العبارة من أشخاص هم بذاتهم بحاجة لمن يوقظهم من غفلتهم حيث إنهم بالفساد منغمسون، وهم يذكروننا ببيت شعر شهير للشاعر أبو الأسود الدؤلي:

لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثله

عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ!

الحاصل، ان الساحة الإعلامية خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي «اختلط بها الحابل بالنابل» وثلة ممن ستر الله عليهم وفضحت وسائل التواصل الاجتماعي ضحالة فكرهم وبعضهم تجاوز حد الضحالة ليبلغ السفاهة في طرحه ومع الأسف نجد الكثير من يتابعهم... ترى التجاهل «زين»!

«أنت توحي» الدارجة تعني «أنت تسمع... بقصد ايصال الرسالة» وأخرى تعني أنت توحي أي تصور لنا أنك كذا وواقع حالك العكس...!

نتمنى أن «توحي» النصائح التي يرسلها البعض بسياق مؤدب هادف يرمي إلى تصحيح الوضع عن طريق عرض المشكلة والحلول.

أما «أنت توحي...» الثانية فباتت متكررة: كيف؟

البعض يوحي لك أنه صالح مصلح، وعندما كان في منصب رفيع شاب سلوكياته الكثير من الملاحظات الدالة على أنه يناقض نفسه بنفسه بالضبط، كما صوره الشاعر الدؤلي والدليل أن القضايا العالقة هي ذاتها منذ عقود.

إن أي مجتمع ينوي القائمين على إدارة مؤسساته ومعالجة الملفات العالقة يجب أن يكونوا متسلحين بالعلم والمعرفة والثقافة الصالحة والخبرة في المجال وحسن السيرة والسلوك.

والثابت إن ثقافتنا مع الأسف لا تساعدنا أن نطبق نهج مهاتير محمد، قائد النهضة الماليزية، ولي كوان يو، مؤسس سنغافورة الحديثة!

أرى أن الرحلة الإصلاحية تبدأ في طريقة اختيار المسؤولين والاستشاريين وتفعيل المعنيين بالأمر لنهج الحوار والمكاشفة عبر عمل برامج تلفزيونية حوارية تجمع المختصين من أصحاب الخبرة من المتقاعدين وغيرهم بقيادي مؤسساتنا لنعرف أي نوع من «يوحي» هو... وعندها سيكون المشاهدون هم الحَكم.

الزبدة:

الرفق بالبلد والعباد أمر مطلوب وتوجيه النصيحة منهج شرعي «الدين النصيحة» وإنني كنت وما زلت على ثقة مطلقة بأن سبب سوء الأداء يعود لعدم وجود معايير محترفة شفافة محايدة تقوم على أساسها طريقة اختيار مسؤولينا ومستشارينا، إضافة إلى عدم تطبيقنا للإدارة الإستراتيجية ومفاهيم القيادة الحديثة وعدم تقبل النقد المُباح... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي