إطلالة

«الصمت»... يُغذّي الإشاعة!

تصغير
تكبير

مازلنا إلى يومنا هذا نُعاني من الأخبار المضروبة والإشاعات التي لا تنتهي بين الناس تحت مسمى: «يقولون»، فتارة نسمع عن إلغاء مكافأة نهاية الخدمة أو تقليصها لموظفي الدولة، وتارة أخرى نسمع عن إلغاء مكافأة نهاية الخدمة لجميع العسكريين، ثم نسمع عن تعديل السن المطلوبة للتقاعد، ثم عن البصمة الثلاثية لجميع موظفي الدولة التي تكرّرت في تصريح قديم لديوان الخدمة يعود إلى قبل 3 سنوات مضت، وآخرها إشاعة إلغاء جميع الكوادر والامتيازات المالية في الدولة.

وفي ضوء ما سبق ظل الناس خصوصاً موظفي الدولة مشغولي البال مترددين بقرارهم لا يعلمون ما النهاية، وما إذا كانت هذه الأقاويل فيها الجدية أو مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، وفي المقابل ظل الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة صامتاً ولم يرد بالوقت المناسب في حينها، ما جعل معظم موظفي الدولة في حيرة وتوتر دائم، منتظرين رد ديوان الخدمة على الأقل، فأصبحوا يتساءلون: هل يتقدم هؤلاء للتقاعد قبل اتخاذ أي قرار من الحكومة أم لا؟

وفي حينها لاحظنا جلياً كيف تقدمت مجموعة كبيرة من الحقل التربوي إلى التقاعد أي حوالي 30 إلى 40 في المئة قد تقدموا بطلبات الإحالة إلى التقاعد في وقت قياسي، ومنهم بوظائف إشرافية ومديرو مدارس وإداريون خوفاً من الإفلاس من مكافأة نهاية الخدمة للكادر التربوي، ولكن في نهاية المطاف تم سحب جميع الطلبات بعد نفي الجهات المعنية.

وما نريد قوله هنا إن إشاعة إلغاء مكافأة نهاية الخدمة ظلت هاجساً يحوم حول أمنيات وحقوق موظفي الدولة رغم نفي الناطق الرسمي السابق باسم الحكومة، ما يتم تداوله حول وجود أي توجه لدى الحكومة لتقليص مكافأة نهاية الخدمة أو المساس بها، كما أنه لا يوجد أي تعديل يتعلق بالسن المطلوبة للتقاعد، وما أُثير عن تصريح ديوان الخدمة بشأن البصمة الثلاثية كان تصريحاً قديماً!

وبالتالي لاحظنا أن البلاد ظلت تُعاني من انتشار الأخبار غير الصحيحة «الإشاعات» من دون وجود جهة رسمية ترد سريعاً لتضع حداً لانتشار هذه الإشاعات إلى أن جاءت وكالة «كونا» الرسمية لتُطلق تطبيقها الإخباري على الهواتف الذكية، بالإضافة إلى منصة «مرصد كونا» الخاص بالتحقق من الأخبار المتداولة والرد عليها أي الرد على هذه الإشاعات المتداولة في وقت قصير، وهذا ما أردناه حقاً منذ البداية.

فالأخبار المضروبة والإشاعات الكاذبة قد تنال من مكانة الحكومة، وبالتالي سرعة الرد عليها واجبة حتى لا تتوسّع وتصبح أكذوبة العصر أو ظاهرة سيئة، في حين كلنا يعلم أن للنقد والتعبير حدوداً ولكن من دون التجريح والتشويه للحقائق والتشهير بالأشخاص من دون دليل أو سند، كما أن حرية التعبير في الكويت مكفولة تحت إطار النقد البنّاء وليس تحت إثارة الأقاويل الباطلة والإشاعات.

لذلك سعدنا كثيراً عند إنشاء «مرصد كونا» حيث ستكون هذه المنصة وسيلة فعّالة للرد على الإشاعات والأخبار المتناولة في وقتها المناسب، ناهيك عن قدراتها العالية في هذا المجال من خلال الوسائل المتاحة والكوادر الجيدة لديها وعلى رأسهم السيدة فاطمة سعود السالم، فالمرصد أصبح قادراً على متابعة الشأن الإعلامي ومتابعة منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى بيئة إعلامية تتميز بمصداقية عالية ودقة وموضوعية في العمل الجماعي الواحد.

وفي الختام لا يسعني إلّا أن أشكر النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، على سرعة تجاوبه في ما تم تداوله في الآونة الأخيرة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي بشأن إلغاء مكافأة 36 راتباً لنهاية خدمة الضباط عند التقاعد، حيث نفى اليوسف هذا الأمر في حينه، مؤكداً أن هذا الموضوع لم يُناقش في اجتماع مجلس الوزراء، داعياً في وقت سابق إلى ضرورة تحري الدقة والمصداقية في وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات الإخبارية الأخرى مع الحرص على أخذ مثل هذه الأخبار من مصادرها الرسمية.

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي