بكل حزن وأسى وأسف، فقدت الكويت في الأيام القليلة الماضية ابناً بارّاً من أبنائها، هو الأستاذ الفاضل صالح محمد المذن، الباحث في التراث الكويتي والأمثال الشعبية، الذي عشق تراث الكويت وسبر أغواره وحفظ الأمثال الشعبية من الاندثار والنسيان والضياع، فكان بحق مرجعاً غنياً في هذا المجال، استفاد منه الكثير من خلال تقديمه لبرنامجه الشهير «الدهريز»، الذي يُعرض عبر شاشة تلفزيون الكويت، حيث يتطرق في حلقاته إلى الحديث عن تراث الكويت وعادات أهلها الأصيلة وأحاديثه الماتعة والقيمة عن المباني والمعمار الكويتي القديم.
لقد أحب الفقيد الكويت وسكنت بين جوانحه وترجم هذا الحب باهتمامه البالغ والكبير بحفظ هويتها الثقافية العتيدة، فقد بث تراثها من خلال لقاءاته التلفزيونية المتعددة، ومن خلال أيضاً حضوره الزاهي لمجالس ودواوين أهل الكويت المختلفة، ومساهمته وتثقيفه للناس من خلال نقل المعلومات التي تشربها عن الكلمات الكويتية ودلالاتها وشرح معانيها لمن لا يعرفها، وتوثيقه كذلك للأمثال الشعبية التي كانت متداولة في العقود الماضية.
عم صالح، ستظل منارة متلألئة لن يخبو ضوؤها، ونبراساً مشعاً في سماء التراث الكويتي.
عم صالح، ستتذكرك الأجيال القادمة، ويُخلّد اسمُك في الذاكرة الكويتية وستظل حياً في وجدان وقلوب أهل الكويت جميعاً.
عم صالح، رحيلك خسارة كبيرة للوطن، ولكن عزاؤنا أنك في جوار أرحم الراحمين.
عم صالح، استودعناك الله عزوجل، الذي لا تضيع عنده الودائع، فنم قرير العين، وخالص العزاء لأهلك ومحبيك ولعموم أهل الكويت، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومضة:
أقترح تسمية إحدى مدارس الكويت الجديدة، سواءً في منطقة المطلاع أو منطقة جنوب سعد العبدالله السكنية، باسم فقيد الكويت الأستاذ صالح محمد المذن؛ وذلك تقديراً لجهوده الثقافية التي قدمها للوطن.