بعد أن قرأت خبراً نُشر في «الراي» عن بيع عدد محدود من المقاصف المدرسية لمشروب الطاقة تذكّرت العنوان «لا تؤذِ أحداً»!
ودي أعرف بس... من يبحثون عن الربح بأي طريقة: ماذا يريدون؟
لكل باحث عن الربح بالغش والنصب وغسل الأموال وتبييضها تذكّروا قوله عز من قائل «إنّك ميت وإنّهم ميّتون» فاتقوا الله في البلد والعباد.
البعض بعيداً عن الغش والنصب والعمولات وغيرها، حتى على المستوى الاجتماعي لم يسلم أقاربهم وربعهم وغيرهم من سهامهم من غيبة ونميمة وبعضها يصل إلى حد الطعن بالأعراض.
استشهدت في مقال «سرقوك... وليتك تسلم!» الذي نشر في 20 يناير 2019، بحادثة من الأثر.
فقد سُئل الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله،: كيف السبيل إلى السلامة من الناس؟ فقال: تعطيهم ولا تأخذ منهم؟ ويؤذونك ولا تؤذيهم؟ وتقضي مصالحهم ولا تكلفهم قضاء مصالحك... قيل له: صعبة يا إمام! قال: وليتك تسلم؟
نحن نرى الشيء العجاب أثناء تعاملاتنا ومخالطتنا مع الناس، بعضهم «يعطيك من طرف اللسان حلاوة... ويروغ منك كما يروغ الثعلب» وبعضهم امتهن الكذب والعياذ بالله وبعضهم «يهرف بما لا يعرف»!
الشاهد أن الأذية تلحقنا أينما كنا، ولا مفر لنا إلّا بتحصين أنفسنا وحفظ ألسنتنا لعلنا ننجو بأقل الخسائر.
في أحد الليالي سمعت شخصاً يتحدث عن حدث وكأنه جالس مع أطراف القضية محل النقاش، وكنت على علم بالتفاصيل وحاولت ردعه وتصحيح معلوماته لكن أخذته العزة بالإثم.
المطلوب منا فتح قلوبنا أمام من يستحق الاستماع مع أخذ الحيطة فالمجالس فيها الصالح والطالح وثلة من المرضى النفسيين والمتسلقين ومساحي الجوخ... فكما قيل «لكل مقام مقال»!
الشاهد، وعودة إلى معاناة «الصغار» فلذات أكبادنا فالمسألة ليست ببيع المحظور بيعه والمضر بالأطفال، بل نحتاج إلى العودة لقائمة بالمأكولات والمشروبات الصحية يتم وضعها للبيع في المقاصف المدرسية أو العودة إلى النظام القديم وجبات مدرسية تحضر في المدارس أو التعاقد مع مورد معتمدة جودة منتجاته و«نزيه السمعة»!
وليت الأطفال سلموا من شر سموم البعض، فعندما تريد أخذ ابنك أو ابنتك الصغيرة لعلاج الأسنان في الصحة المدرسية فأنت أمام معاناة لا مثيل لها!
فيه شيء خطأ... أكيد فيه شيء خطأ!
الزبدة:
إنّ الخطأ لا يتجاوز سوء إدارة أوقعت الضرر على الصغار والكبار... وأستغرب من عدم إصلاح المنظومة الإدارية التي تعاني من الشواغر وحالات التكليف!
أسأنا في إدارة مؤسساتنا وأسأنا في إدارة ذواتنا والأذية طالت الكبير والصغير... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi