ترامب... دبلوماسية الفزاعة الإيرانية لسلب الأموال الخليجية!

تصغير
تكبير

مع وصول دونالد ترامب، لكرسي البيت الأبيض ستتداعى بعض الأحداث أو السيناريوهات المتوقعة والتي يتعين أخذها بعين الاعتبار. أول تلك التداعيات هو احتمال قيام الرئيس ترامب بزيادة ضخ حوالي 6.5 مليون برميل من النفط الأميركي على ما ينتج حالياً، ليصل إلى 20 مليون برميل يومياً، وهو ما يعنى زيادة العرض وهبوط الأسعار العالمية والمتوقع أن تهبط إلى 60 دولاراً للبرميل وفقاً لبعض التقديرات العالمية. ومن المؤكد بأن ذلك سيؤدي إلى هبوط حجم العوائد النفطية والتي تعتمد عليها دول الخليج جميعاً.

هذه السياسة الاقتصادية التي ينتهجها ترامب لن تتوقف عند ذلك بل سيعزّزها بدبلوماسية التلويح بالفزاعة الإيرانية من أجل ابتزاز الدول الخليجية كما كان يدعي ذلك علناً أثناء فترة رئاسته الأولى.

الرئيس دونالد ترامب، مشهود له صراحته التي يعتبرها البعض فجة وبعيدة عن البروتوكولات السياسية، ولكنه بسبب خلفيته التجارية وشخصيته القوية لا يخفي ثنائيته التي يتعامل بها مع دول الخليج وإيران. فبينما يعتبر دول الخليج حليفة له يظهر بصورة غير مسبوقة بالمطالبة علناً بدفع فواتير ما يعتبره تعاوناً أمنياً عبر مفردات غير لائقة. وفي المقابل، بينما يعتبر إيران دولة عدائية يرسل لهم الخطابات الشفهية أو غير المباشرة الراجية لفتح المحادثات والدخول في التفاوض مستخدماً مفردات المديح للحضارة الفارسية.

ومن المتوقع أيضاً أن يطالب دول الخليج «الثرية» بإعادة ما دمّرته صهيونية نتنياهو في كل من لبنان وغزة! ومن هنا سيعمل على إيجاد حل للحرب الدائرة عبر تحميل الوزر على دول الخليج وقد يستخدم الدبلوماسية الابتزازية ذاتها في سبيل ذلك.

ما يجب معرفته هو أن ترامب 2024، لن يكون كمثل ترامب في 2016، أثناء فترة رئاسته الأولى. فهذه الفترة لا ثالث لها فهو لا يرتجي الدعم الكبير الذي يؤمله لإعادة انتخابه فهو سيكون متحرراً من قيود نتنياهو إلى حد ما. كما أن ترامب 2024، يمكن أن يجازف بسياسات جديدة ذات أهداف اقتصادية «أنانية» بحتة حتى لو كانت سياسياً أو أمنياً مكلفة لحلفائه. وبناء عليه، يتعين دراسة أو بالأحرى استشراف السيناريوهات المتوقعة بعناية وفقاً للاعتبارات السابقة التي تجمع بين دبلوماسية الابتزاز وثنائية المنهج وأنانية السلوك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي