توقعات بأن تؤدي سياسة الرئيس الجمهوري إلى زيادة النمو الاقتصادي وكذلك التضخم

ماذا تعني عودة ترامب للاقتصاد... عالمياً وإقليمياً؟

تصغير
تكبير

- تباين القراءات بين مؤيد ومتخوف من ارتفاع العجز ونشوب حرب تجارية عالمية بسببه
- السياسة التجارية والاستثمارية لأميركا تؤثر مباشرةً على اقتصادات الشرق الأوسط
- ترامب قد يسعى لدعم الشركات الأميركية ورفع تنافسيتها العالمية عبر سياسات تجارية حمائية
- الصين قد تكون مستعدة لمرحلة منافسة جديدة مع توقعات بفرض تعريفات جمركية

شبّه دونالد ترامب، فوزه في الرئاسة الأميركية بعودة جون كينيدي، الذي تولى الرئاسة مطلع ستينات القرن الماضي، وأضاف أمس «أن أميركا تمتلك أكبر قدر من النفط في العالم، ونستطيع أن نحقق التوازن في السوق العالمي، وكذلك لدينا القدرات الاقتصادية التي تمكننا من سداد ديوننا».

وتعهّد ترامب والذي ينظر إليه باعتباره داعماً للمخاطرة وضخ استثمارات بالأسهم، في مؤتمر صحافي عقب فوزه بإعادة إصلاح الاقتصاد الأميركي وخفض الضرائب، ما أعطى جرعة تفاؤل واسعة للأسواق، رغم تباين مشاعر المستثمرين في الأسواق المالية، حيث يعتقد البعض أن سياسات المرشح الجمهوري قد تؤدي إلى زيادة في النمو الاقتصادي وأيضاً التضخم، ويرى آخرون أن فوز ترامب قد يتسبب بارتفاع العجز المالي، إلى جانب احتمال نشوب حرب تجارية عالمية، وارتفاع عوائد السندات، مع تحقيق مكاسب في سوق الأسهم، وفقاً لموقع (سي إن بي سي).

وبما أن العوائد والأسعار تتحركان في اتجاهات متعاكسة، فإن ذلك سيكون سيئاً لقيمة الدخل الثابت الأساسية. وبناءً على كيفية تطور الأمور، هناك حديث عن عودة «حراس السندات»، وهم المتداولون الذين يجبرون الحكومة على اتخاذ قراراتها إما عن طريق الامتناع عن شراء الدين الحكومي وإما بيعه بشكل مباشر.

وعلى صعيد المنطقة، أشار تقرير نشره موقع «سكاي نيوز»، إلى أن فوز ترامب قد يعني استمرار السياسة الصارمة تجاه إيران، بما لذلك من تداعيات على المنطقة، كما أن السياسة التجارية والاستثمارية للولايات المتحدة تشكل عاملاً حيوياً يؤثر مباشرةً على اقتصادات دول الشرق الأوسط، سواءً من حيث فرض الرسوم الجمركية أو تعزيز الشراكات التجارية. فقد يسعى ترامب لدعم الشركات الأميركية ورفع تنافسيتها العالمية عبر سياسات تجارية حمائية.

حراس السندات

وقد صاغ المستثمر إد يارديني هذا المصطلح في الثمانينات، وحذر من أن الحراس قد يعودون. وبشكل محدد، حيث حذر من احتمال أن ترتفع عائدات سندات الخزانة لمدة 10 سنوات، وهي معيار لسوق السندات، فوق 5 في المئة وهو مستوى لم تصل إليه منذ منتصف 2007.

وكتب يارديني في تعليقاته الاثنين الماضي: «نحن لا نطالب (حتى الآن) بوصول عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 5 في المئة، ولكن يبدو أن حراس السندات يهددون برفعها إلى هذا المستوى».

حيطة أوروبية

وحسب «سكاي نيوز»، يحاول المستثمرون في أوروبا الحيطة ضد التقلبات التي من المرجح أن تشهدها الأسواق بسبب فوز دونالد ترامب.

وذكر تقرير لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية عن إستراتيجيي بنك باركليز، أن الأسهم الأوروبية قد تواجه صعوبات كبيرة بسبب فوز ترامب، مرجعين ذلك إلى احتمالية فرض تعريفة جمركية وسياسات حمائية. لكن البنك الاستثماري يعتقد بأن التأثير الكامل قد لا يكون واضحاً في التقييمات الحالية.

وتحدث باركليز عن الأسهم الأكثر تعرضاً لاحتمالية فرض التعريفات الجمركية، وذكر أنها سجلت أداء أقل من السوق الأوسع بنسبة تقارب 15 في المئة منذ بداية أبريل.

وبالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى حماية محافظهم من المخاطر السلبية، أوصى باركليز بعدد من إستراتيجيات التحوط، منها تفضيل خيارات البيع على مؤشرات الأسهم الأوروبية الكبرى مثل «يورو ستوكس 50» أو «داكس» الألماني.

وبسب التقرير، قدّر اقتصاديون في باركليز أنه: إذا قام ترامب بتنفيذ تعريفة جمركية عالمية بنسبة 10 في المئة وتعريفة بنسبة 60 في المئة على السلع الصينية، فقد يتعرض الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو لانخفاض 0.7 في المئة.

ورغم أن هذا أقل من التأثير المتوقع على كل مالتأثير ن الصين والولايات المتحدة، إلا أنهم حذروا من أنه قد يكون أكثر استمرارية بالنظر إلى الاقتصاد الأوروبي المفتوح نسبياً.

وفي ظل هذا السيناريو، حذرّ استراتيجيو باركليز من أنه لن يكون لدى المستثمرين مكان يختبئون فيه، وقالوا: «لكن بينما من المحتمل أن تتأثر أوروبا، فإننا لا نعتقد أن الأسهم الأميركية ستكون محصنة».

ويرى الخبراء أن الصين قد تكون مستعدة لمرحلة جديدة من المنافسة، مع توقعات بفرض تعريفات جمركية وازدياد الخطاب التصعيدي من واشنطن، وفقاً لـ«رويترز». ويقول تونغ زاو الباحث في صندوق كارنيجي للسلام الدولي: «إن الصين قد تسعى للحفاظ على علاقات ودية ظاهريا مع ترامب، لكنها ستكثف في الوقت نفسه استعراض قوتها عالميا. ويضيف أن عودة ترامب قد تكون غير مرغوب فيها لدى بكين، لكنها ليست غير متوقعة بالكامل؛ نظرا لسياسته الخارجية التي تتسم بالانعزالية والتي قد تتيح للصين مساحة لتوسيع نفوذها».

ويضيف زاو أن الصين تخشى تسريع ترامب لعملية «فك الارتباط» التكنولوجي، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الصيني على المدى الطويل، وفي مواجهة هذه التحديات، يبدو أن بكين تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا وتدعيم علاقاتها التجارية مع دول مثل روسيا، كمحاولة للتصدي للضغوط الأميركية المتوقعة.

مدير مركز الأمن الدولي في جامعة تسينغهوا دا وي، يشير إلى أن فوز ترامب قد يعيد إشعال الحرب التجارية ويثير القلق في شأن التعريفات الجمركية المرتفعة التي اقترحها ترامب على المنتجات الصينية، والتي قد تتجاوز 60 في المئة، ومثل هذه الخطوات تهدد الاستقرار الاقتصادي الصيني، حيث تعتمد الصين بشكل كبير على السوق الأميركية لبيع سلع تصل قيمتها إلى مئات المليارات من الدولارات سنويا.

بريطانيا في خطر

وذكر موقع أرقام نقلاً عن تقرير مجموعة بحثية بريطانية رائدة أن معدل النمو الاقتصادي البطيء بالفعل في المملكة المتحدة قد يتراجع بأكثر من النصف بسبب دونالد ترامب وحال فرضه تعريفات جمركية شاملة على الواردات.

وحتى من دون خطة «ترامب»، رسم المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية صورة قاتمة للاقتصاد البريطاني على مدى السنوات المقبلة، مع توقعاته بوصول معدل النمو إلى 1.4 في المئة في 2026، و1.7 في المئة في 2030، بعد نمو متوقع 1.2 في المئة 2025.

أما في حال فرض «ترامب» للرسوم الجمركية التي وعد بها، فإن المملكة المتحدة -التي تتسم بالحساسية تجاه التغيرات في تدفقات التجارة العالمية- قد تسجل نمواً قدره 0.4 في المئة فقط في العام المقبل، حسبما ذكر «أحمد كايا» كبير خبراء الاقتصاد بالمؤسسة وما نقلته «رويترز».

كما يرى أن الاقتصاد العالمي سوف يعاني أيضا إذا فرض «ترامب» تعريفات جمركية 60 %على الواردات الصينية و10 في المئة على كافة الواردات الأخرى.

وأشار إلى أن بنك إنكلترا ربما يضطر لرفع الفائدة لمواجهة زيادة الأسعار التي ستنتج عن رفع أميركا للتعريفات الجمركية.

«داو جونز»... مستوى تاريخي

عقب إعلان فوز ترامب، وفي أولى جلسات السوق الأميركي، سجل مؤشر داو جونز مستوى تاريخياً، وقفز بنحو 3.1 في المئة خلال الساعات الثلاث الأولى من تداولاته، ليصل إلى 43560 نقطة.

انخفاض الذهب بأدنى مستوى

رغم توقعات سابقة للخبراء بارتفاع الذهب إذا ما فاز ترامب إلا أن الأسعار بلغت الأربعاء أدنى مستوى في 3 أسابيع، بفعل حفاظ الدولار على قوته مع ارتفاع «التداولات المراهنة على سياسة ترامب» فيما يترقب المستثمرون عن كثب الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في شأن السياسة النقدية.

مكاسب «تسلا»

حسب موقع «أرقام»، يتوقع «دان إيفز» المحلل لدى «ويدبوش سكيورتيز» مكاسب هائلة لشركة «تسلا» من فوز ترامب الأشهر المقبلة.

وخلال مقابلة مع «سي إن بي سي» توقع ارتفاع القيمة السوقية لـ«تسلا» إلى تريليون دولار، لأنه يرى أن فوز «ترامب» قد يضيف ما يتراوح بين 40 إلى 50 دولاراً لسعر السهم.

وكتب «إيفز» على منصة «إكس» أن فوز ترامب سيكون إيجابيا لـ«تسلا» ومديرها التنفيذي إيلون ماسك، لكنه سلبي لصناعة السيارات الكهربائية مع التخلي عن الحوافز الضريبية للمركبات العاملة بالكهرباء.

النفط يتراجع بقوة الدولار

تراجعت أسعار النفط، بفعل ارتفاع الدولار مع توقعات المستثمرون أن تعزز إدارة ترامب قيمة الدولار إذ سيلزمه إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم الذي قد ينتج عن فرض تعريفات جمركية واتباع سياسات جديدة قد تزيد الضغط على اقتصاد الصين، لاسيما مع تعهد سابقاً بزيادة الرسوم على البضائع الصينية 60 في المئة، وعلى كافة الواردات 10 في المئة على الأقل، وغلق الحدود مع المكسيك.

ضغط على الأسهم الآسيوية و«الصينية» الأكثر تضرراً

ضغطت نتيجة الانتخابات الأميركية بشكل كبير على أسواق الأسهم الآسيوية، وكان الضرر الأكبر من نصيب الأسهم الصينية، في المقابل تفاعلت الأسواق الأوروبية مع بدء التداول، بحركة صعودية حملت مؤشراً إلى اتجاه أوسع عبر مختلف البورصات الأوروبية.

وأشار المحللون إلى أن سياسات ترامب المقترحة، ستدفع المستثمرين نحو الأسهم بدلاً من السندات.

ردود سلبية على العملات العالمية

أظهرت أسواق العملات ردود فعل كبيرة، لكنها سلبية بشكل جماعي، حيث ارتفع الدولار مقابل الجنيه الإسترليني واليورو والعملات الأسيوية مع استعداد المستثمرين لتغييرات محتملة في السياسة المالية الأميركية تحت قيادة ترامب.

100 في المئة ارتفاعاً بتداول العملات المشفرة

سجلت سوق العملات المشفرة أهم يوم في تاريخها، حيث ارتفعت بيتكوين إلى مستويات غير مسبوقة وتجاوزت 75 ألف دولار للمرة الأولى، كما ارتفعت أحجام تداول سوق العملات المشفرة 100 في المئة إلى 160 مليار دولار وهذا مستوى يومي تاريخي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي