دعا إلى «الوحدة» ووعد بـ«العصر الذهبي لأميركا» وبإنهاء حروب العالم
ترامب... أعظم عودة في تاريخ السياسة الأميركية
أكمل دونالد ترامب، أمس، أعظم عودة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، بعد ما حصلت «الموجة الحمراء»، على عدد كافٍ من أصوات المجمع الانتخابي، لهزيمة الديمقراطية كامالا هاريس، التي ستُكلف باعتبارها نائبة للرئيس، بدور رئاسة تصديق الكونغرس على فوز الجمهوري في 6 يناير من العام المقبل.
عام 2016 فجّر ترامب أكبر مفاجأة سياسية في التاريخ الأميركي الحديث بفوزه بالرئاسة... بعدها بأربع سنوات، غادر البيت الأبيض وسط فوضى غير مسبوقة.
وبدلاً من إنهاء حياته المهنية على نغمة خاسرة، كرئيس تمت محاكمته مرتين وحكم فترة واحدة وكمدان، نجح ترامب (78 عاماً) في رهانه بالعودة الى البيت الابيض، وبدا وكأنه لا يُقهر، بعدما تقدم أيضاً على هاريس بنحو خمسة ملايين صوت في التصويت الشعبي، في فوز من دون منازع أثار مفاجأة واسعة في الولايات المتحدة ترددت أصداؤها عبر العالم.
وستكون لدى الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، 4 سنوات أخرى لإعادة تشكيل إدارته وفرصة لتعزيز إرثه باعتباره الرئيس الجمهوري الأكثر أهمية منذ رونالد ريغان.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض أغرقت ملايين الأميركيين الذين يرتدون القبعات الحمراء في حالة من الفرح العارم، لكنها تغرق كثيرين آخرين في الخوف بسبب خطابه الحاد بشكل متزايد ولا سيما في ما يتعلق بالمهاجرين.
وعند أدائه اليمين في 20 يناير، سيكون على الجمهوري أن يضمد الجراح في البلد المنقسم تماماً.
لكن في خطاب النصر الاستباقي، في مركز مؤتمرات مقاطعة بالم بيتش - فلوريدا، دعا ترامب إلى «الوحدة»، وحض الأميركيين على وضع «الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية خلفنا».
وتابع ترامب، حيث كان برفقته المرشح لمنصب نائب الرئيس جيه.دي فانس وقادة جمهوريون وأفراد عائلته، «منحتنا أميركاً تفويضاً قوياً وغير مسبوق».
وتوجّه إلى أنصاره قائلاً «صنعنا التاريخ لأننا ببساطة تخطينا عقبات لم يظن أحد أنها ممكنة»، معتبراً أن فترة ولايته ستكون بداية «العصر الذهبي لأميركا».
كما وعد ترامب الذي يعود للبيت الأبيض مثقلاً بالملفات الدولية، بإنهاء حروب العالم.
ووصف نفسه بأنه كان العقل المدبر «لأعظم حركة سياسية في كل العصور»، واعداً بالتغيير و«مساعدة بلادنا على التعافي»، بعد أن تعهد خلال الحملة بـ «الانتقام» من أعدائه السياسيين.
وشكر الشعب الأميركي «على الشرف الاستثنائي بانتخابي لأصبح رئيسكم الـ45 ورئيسكم الـ47». وتابع «سأقاتل من أجلكم، لأجل عائلاتكم ولأجل مستقبلكم، ولن أرتاح حتى نحقق أميركا القوية والآمنة والمزدهرة التي يستحقها أطفالنا وتستحقونها».
وفي وقت سابق، أعلن ترامب أمام حشد من أنصاره «الرب أنقذني لينقذ البلاد، هذا فوز سياسي لم ير بلدنا مثيلاً له من قبل، انتصاري توافق سياسي تاريخي... اليوم انتصار للديمقراطية، لقد صنعنا التاريخ وتخطينا عقبات كثيرة».
وحقق الرئيس السابق أداءً قوياً في مناطق واسعة، وأحرز تحسناً عن أدائه في عام 2020 في كل الأماكن، من المناطق الريفية إلى المراكز الحضرية.
وبذلك تحدى ترامب التاريخ، وأنشأ ائتلافاً جديداً ومتنوعاً، وهو إنجاز غير عادي في تاريخ الرئاسة، وسيتولى منصبه وقد استعاد الجمهوريون مجلس الشيوخ، ما يعني أن تعييناته الوزارية والقضائية من المرجح أن تواجه الحد الأدنى من المقاومة.
ومن المرجح أن تمثل القيادة الجديدة اختباراً للمؤسسات الديمقراطية الأميركية في الداخل وعلاقات الولايات المتحدة الخارجية.
«أميركا أولاً»
تحت شعار «أميركا أولاً»، كان ترامب مرّة تلو مرّة أبعد ما يكون عن الدبلوماسية، لم يتوان عن اعتماد المواقف المتشدّدة حتى مع حلفاء الولايات المتّحدة، وخاض تصعيداً خطراً مع إيران، وأبدى إعجاباً مقلقا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، ووجّه ضربة قاسية إلى الجهود العالمية لمكافحة التغيّر المناخي، وله مبدأ بسيط «إما أنّ تكون معي، وإما ضدّي».
وستبقى صورة ترامب، وهو ينهض عن الأرض مدمّى الوجه وقد رفع قبضته متحدّياً، من أكثر اللحظات تحدياً في حملته الانتخابية الثالثة... وتحوّلت صرخته، «ناضلوا، ناضلوا، ناضلوا»، الى شعار يهتف به أنصاره.
وسيكون لانتصاره آثار كبيرة على سياسات الولايات المتحدة التجارية وتغير المناخ والحرب في أوكرانيا والضرائب والهجرة. وربما تكون الفترة الرئاسية الثانية سبباً في اتساع الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين حول قضايا مثل العرق والجنس، وماذا وكيف يتم تعليم الأطفال وحقوق الإنجاب.
الرجل الذي هزم امرأتين
يعتبر دونالد ترامب، أول رئيس مهزوم يترشح للمنصب ويفوز مجدداً منذ أواخر القرن التاسع عشر.
فقد دخل التاريخ، كونه ثاني رئيس أميركي يشغل فترتين غير متتاليتين بعد فوزه في انتخابات الثلاثاء، وهو إنجاز لم يُحقق منذ 132 عاماً.
فخلال العام 1884، تغلب الديمقراطي غروفر كليفلاند، على فضيحة جنسية وأزمات عديدة، أثرت سلباً على صورته، وفاز في مواجهة المرشح الجمهوري جيمس بلين.واللافت أنه في كلا الفوزين هزم امرأة.
ففي العام 2016، حقق ترامب نصره الأول على منافسته هيلاري كلينتون. وفي 2024، حقق فوزه الثاني على كامالا هاريس.
أكبر رئيس
عبر انتخاب دونالد ترامب رئيساً، قرر الأميركيون وضع رجل يبلغ 78 عاماً على رأس أكبر قوة في العالم، وسيصبح في 20 يناير المقبل، أكبر رئيس للولايات المتحدة يؤدي اليمين الدستورية.
3 أسباب وراء النصر!
أظهر دونالد ترامب، أنه قادر على تحويل أجزاء كبيرة من الولايات المتأرجحة إلى ولايات أكثر ميلاً للجمهوريين، بل إنه قد تفوق في الضواحي التي حقق فيها الديمقراطيون مكاسب طوال فترة رئاسته السابقة.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن ترامب حقق تقدماً واسع النطاق بين الناخبين السود واللاتينيين.
وقد ذكر موقع «فوكس»، أن هناك 3 أسباب محتملة وراء فوز ترامب بالرئاسة، وهي: قدرته على تعزيز دعم المناطق الريفية له، تراجع دعم الضواحي للديمقراطيين، وتآكل الدعم الديمقراطي بين الناخبين اللاتينيين.
مجلس الشيوخ... جمهورياً
انتزع الجمهوريون الغالبية في مجلس الشيوخ، للمرة الأولى منذ أربع سنوات. وذكرت محطتا «فوكس نيوز» و «أن بي سي نيوز»، أمس، أن الجمهوريين استعادوا السيطرة على المجلس بعد فوزهم بمقعدين أساسيين في ولايتي أوهايو وفرجينيا الغربية، ما جعلهم يتخطون عتبة 51 مقعداً فيه.
وخلال خطاب النصر في فلوريدا، أعلن ترامب أن تقدم حزبه الجمهوري في انتخابات الرئاسة، امتد ليشمل السيطرة على مجلس النواب (الغرفة السفلى من الكونغرس) مشيراً إلى مواصلة الحزب سيطرته على مجلس الشيوخ (الغرفة العليا).
ويُعنى مجلس الشيوخ بالمصادقة على كل التعيينات الرئاسية، وإقرار المعاهدات الدولية، و«خلع» الرؤساء في حال عزلهم في النواب.
وخاض ثلث أعضاء المجلس، المؤلف من 100 سناتور، السباق الانتخابي. وكان الجمهوريون بحاجة إلى انتزاع مقعد واحد فقط من الديمقراطيين في حال كان نائب الرئيس، الذي يخدم رئيساً للمجلس، جمهورياً، أو مقعدين في حال وصول ديمقراطي إلى مقعد نائب الرئيس.
أسهم ترامب تقفز وماسك يربح 5 مليارات
قفز سهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا 31.67 % إلى 44.69 دولار عقب إعلان دونالد ترامب فوزه بالانتخابات الرئاسية وعودته إلى البيت الأبيض، في حين ربح إيلون ماسك 5 مليارات دولار.
«مقصلة القضاء»
فاز دونالد ترامب بسباق الانتخابات الرئاسية، إلا أنه لاتزال تطارده قضايا عدة تؤرقه خلال فترة ولايته وقد يكون فوزه برئاسة البيت الأبيض فرصة لنجاته من مقصلة الدعاوى القضائية التي تلاحقه.
وبحسب وكالة «بلومبيرغ»، فإن قدرة ترامب على الانتهاء من تلك القضايا قبل توليه رسمياً مقاليد الحكم في 20 يناير المقبل تبدو ضئيلة، وقد يتجه لإسقاط تلك الدعاوى القضائية أو إرجائها.
إيران... بين العقوبات والتحدي
تثير عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قلقاً في إيران، حيث مازالت تبعات فرض «الضغوط القصوى» والعقوبات خلال ولايته الأولى تلقي بثقلها على الحياة اليومية للإيرانيين.
بعد إعلان فوز ترامب في الانتخابات أمس، قال بشير عباس بور الذي كان يرتدي ملابس رياضية أمام سفارة الولايات المتحدة السابقة في طهران التي تغطي سورها لوحات جدارية مناهضة لأميركا «سيكون الأمر سيئاً بالنسبة لإيران».
ولم تحتل نتيجة الانتخابات الصفحات الأولى للصحف اليومية.لكن «اعتماد» الإصلاحية خرجت بعنوان «عيون العالم القلقة»، مع صورة كاريكاتورية على صفحة كاملة لكامالا هاريس وهي تحمل ترامب الصغير بين ذراعيها.
من جانبها، سلطت «جام جم» الرسمية، الضوء على صور المرشحين على خلفية ظلال شيطانية - في إشارة إلى الريبة التي تبديها السلطات الإيرانية تجاه الولايات المتحدة، أيا كان رئيسها.
وجاء في العنوان الرئيسي «نتيجة الانتخابات الأميركية لن تشكل فرقاً بالنسبة لنا»، وهو تكرار لتعليق أدلى به وزير الخارجية عباس عراقجي.
أصوات انتخابية
انتُخب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في مواجهة كامالا هاريس بتجاوزه عتبة 270 ناخباً كبيراً.
كان انتصاره واضحاً وسريعاً، بحيث بالولايتين المتنازع عليهما، كارولينا الشمالية وجورجيا، خلال ساعات قليلة، قبل أن تعطيه بنسلفانيا وويسكونسن الدفع النهائي، علماً أنه في العام 2020، صوّتت ثلاث منها للديمقراطي جو بايدن.
في ما يأتي قائمة بالولايات التي فاز بأصواتها كل من المرشحَين للبيت الأبيض، حتى مساء أمس...
• ترامب (276)
ألاباما (9)
أركنسو (6)
فلوريدا (30)
أيداهو (4)
إنديانا (11)
أيوا (6)
كنساس (6)
كنتاكي (8)
لويزيانا (8)
ميسيسيبي (6)
ميسوري (10)
مونتانا (4)
نيبراسكا (4)
كارولاينا الشمالية (16)
داكوتا الشمالية (3)
أوهايو (17)
أوكلاهوما (7)
بنسلفانيا (19)
كارولينا الجنوبية (9)
داكوتا الجنوبية (3)
تينيسي (11)
تكساس (40)
يوتا (6)
فرجينيا الغربية (4)
ويسكونسن (10)
وايومنغ (3)
جورجيا (16)
• هاريس (219)
كاليفورنيا (54)
كولورادو (10)
كونيتيكت (7)
ديلاوير (3)
هاواي (4)
مقاطعة كولومبيا (3)
إيلينوي (19)
ماريلاند (10)
ماساتشوسيتس (11)
مينيسوتا (10)
نيويورك (28)
نيوجرسي (14)
أوريغون (8)
رود آيلاند (4)
فيرمونت (3)
فرجينيا (13)
واشنطن (12)
نيومكسيكو (5)
نيبراسكا (1)