أعلنت مؤسسة البترول الكويتية عن توقيعها عقداً مدته عامان مع المؤسسة الوطنية لكوريا الجنوبية بتخزين 4 ملايين برميل من النفط الخام الكويتي. والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هو الغرض الإستراتيجي من تخزين كمية بسيطة من النفط ولمدة عامين، في حين استهلاك كوريا يبلغ حوالي 2.600 مليون برميل في اليوم. وهذه الكمية تساوي أقل من استهلاك كوريا النفطي في يومين؟
ويعتبر مركز الكويت في تصدير النفط إلى كوريا الثالث بعد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
وما أهمية موقع كوريا في تصدير النفط الكويتي إلى بقية الدول الآسيوية، وكيف ان 4 ملايين برميل من النفط الخام تمثل مؤسسة البترول الكويتية بسلسلة إمدادات والاستجابة السريعة بهذه الكمية والتي لا تتعدى شحنات لا تزيد على 4 ناقلات نفط، بسعة مليون برميل؟
وما هي المتغيرات الجيوسياسية الإقليمية التي دعت إلى ضرورة تخزين النفط الكويتي في كوريا؟.( القبس الجمعة 1-11 )، ومن يتكلف بمصاريف وتكاليف التخزين والمواصلات وما هي هذه الكلف؟ ومن يتحمّلها؟ وهل تستطيع أن تغطي هذه المصاريف عند بيع النفط الخام الكويتي إلى كوريا أو أي دولة أخرى؟ ومتى تنتقل الملكية إلى الطرف الآخر. ومن سيشتري النفط الخام بتكاليف أعلى من السعر المعلن في الأسواق العالمية. أم ستشتري كوريا الجنويبة الكميات نفسها بأسعار إضافية لتتحمل مصاريف الشحن والتخزين؟.
من الصعب التخمين بالأسباب الحقيقية من وراء تخزين النفط الكويتي في كوريا(!)، بالإضافة إلى أن الكويت تفتقر إلى كميات فائضة من النفط الخام، وهذا ما أدى إلى تخفيض تكرير النفط في مصفاة الزور. حيث من الصعب إنتاج أكثر من 2.600 مليون برميل في اليوم. في حين الطاقة الإنتاجية من المصافي الخارجية الثلاث عند 600 ألف برميل في اليوم، والطاقة الإنتاجية المحلية من التكرير في المصافي الثلاث تتعدى معدل 1.300 مليون برميل. بمعنى إجمالي طاقة التكرير تقريباً 1.900 مليون برميل. وليتبقى أقل من صافي 700 ألف برميل من النفط الخام للتصدير الخارجي! ومع ذلك فإن القيام بتخزين 4 ملايين برميل في الخارج في الوقت ذاته رغم الحاجة إلى بيع المزيد من النفط الخام لمنع واجتناب العجز المالي المتوقع أو على الأقل من تخفيضه، وليس التخزين.
ومع التمني بأن تكون أرقامنا النفطية المدرجة هذه غير دقيقة. لكن بحاجة إلى مزيد من المعلومات، للتوصل إلى اقتناع بسياسة القطاع النفطي وتوجهاته المستقبلية.
وهل 4 ملايين برميل من النفط الخام الكويتي تعزز الإمدادات وقدرتها على الاستجابة السريعة للطلب في الأسواق النفطية وسط تدفقات نفطية تصب من كل اتجاه، ولتحقق العائد المالي الأعلى؟. مقارنة بالأسواق الأوروبية والأميركية والتي قد شارفت على الاكتفاء الذاتي عند إنتاج أكثر من 13.500 مليون برميل في اليوم، ولتصب في أسواق آسيا ولتنافس نفوط الخليج العربي.
محلل نفطي مستقل
naftikuwaiti@yahoo.com