بالقلم والمسطرة

وزيرة الأشغال والشركة العملاقة!

تصغير
تكبير

بعد توقيع وزارة الأشغال لعقود الصيانة الجذرية للطرق بقيمة تقرب من 400 مليون دينار وتشمل 18 ممارسة كبرى، فإن ذلك بحد ذاته يمثل خطوة إيجابية على الطريق الطويل للتغيير الإيجابي لعلاج وضع الطرق حتى يتم تفادي ظاهرة الشوارع المتكسرة والبعض منها مملوء بالحفر، وكأنها تصطاد من يخطئ في الجواب لسؤال في لعبة افتراضية!

ولتفادي أيضاً الظاهرة العجيبة والمتمثلة بالحصى المتطاير والذي كسّر زجاج السيارات، أو ما يحصل من اهتزازات السيارات على تلك الطرق، وكذلك يجب التعامل المفيد مع تساقط المطر ونحن في بداية موسم الأمطار لتصريفها بطريقة عملية بدلاً عن غرق عدد من الشوارع والساحات والاختناقات المرورية كما حدث في السابق، فتصريف تلك الأمطار بطرق ذكية يكون ناتجاً عن تصريف الأمور الإدارية والتنظيمية المرتبطة بها وبطريقة علمية تشمل خطط الطوارئ وعمل اختبارات وتفعيل الأبحاث العلمية والأفكار الهندسية، والتي تساعد بالاستفادة من الأمطار وتدويرها، وهي بالطبع خير من رب العالمين، دون أن تكون تلك الأمطار سبباً للتعرض للأخطار سواءً للأرواح أو الممتلكات.

والمفروض تطوير فرق الطوارئ والصيانة المختصة لتلك الطرق وتكون لها معالجة سريعة تختلف عن المشاريع الكبرى، وتكون هناك صلاحيات تتجاوز الدورة المستندية، ويتعين أن يكون هناك تصوّر وحلول وقائية وروتينية وتطبيق لقواعد الأمن والسلامة المهنية، وتفعيل أكبر لأمان بيئة العمل في المشاريع المختلفة، والتأكيد على تأهيل الشركات ومدى جاهزيتها في هذا المجال، وعمل اختبارات عملية وتمرينات وهمية للتأكد من مدى استيعابها للإجراءات المتبعة والاستفادة من المتخصصين محلياً وعالمياً.

وكذلك التأكيد على عمل دورات تدريبية أساسية للعاملين، بحيث تكون معتمدة على برنامج زمني ومبادرات إيجابية وعلمية، وبعد هذا السياق في مقالتي فأنا ومن وجهة نظري أقترح على وزيرة الأشغال أن تدرس إمكانية تأسيس شركة عملاقة حكومية لتنفيذ الطرق والجسور والأعمال الهندسية والإنشائية، بما فيها التعامل مع البنية التحتية والخدمات المتعلقة بها، وتكون أشبه بشركات القطاع النفطي أو الخطوط الجوية الكويتية أو المطاحن، فالجودة للطرق مطلوبة مثل الحرص على جودة إنتاج وتكريرالنفط وجودة النقل الجوي وجودة الخبز!

فتلك الشركة الافتراضية توفرعلى الدولة الكثير من الأموال وتوفر فرص عمل للكوادر الوطنية وتكون أسرع في التنفيذ وتتطور بالتدريج وتكون انعكاساً لبعد النظر حتى بعد كفالة الشركات المحلية والعالمية بعد تنفيذ الطرق حتى لا يتطلب الأمر كل مرحلة زمنية لمبلغ مهول للتنفيذ.

لذا، من المهم أن يكون التفكير خارج الصندوق ويتجاوز الوضع التقليدي ومنها تأسيس مثل هذه الشركة المقترحة، وكل ذلك من أجل الصالح العام. والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي