قدّمتها «باك ستيج قروب» ضمن «الضاحك الباكي»
«لما التقينا»... حروب نفسية اشتعلت بفتيل الذكريات
قدمت فرقة «باك ستيج قروب»، أمس، عرضها المسرحي «لما التقينا»، ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان «الضاحك الباكي»، الذي يُقام حالياً على خشبة دار المهن الطبية بالجابرية.
المسرحية، من تأليف الكاتب والفنان شاهين النجار، الذي يشارك أيضاً في بطولتها إلى جانب الممثلة سلمى شريف، بقيادة المخرجة الواعدة فرح الحجلي.
فقد دارت أحداث العرض باللغة العربية الفصحى، حول الصراعات والحروب النفسية، التي يكابدها الكثير من البشر، بعدما اشتعلت بفتيل الذكريات الحزينة وضغوطات الحياة.
إذ فاجأ بطلا المسرحية سلمى وشاهين، الجمهور بتواجدهما في مكان مهجور، وكل منهما يعاني من صراعاته الخاصة وحروبه النفسية، وسط ضوضاء الذكريات والحنين إلى حياة مستقرة ليعيشا بلا عناء في هذه الدنيا. وهو ما دفع الثنائي إلى الهروب من المكان ولو للحظات، ولكنهما إن نجحا في الهروب من الحاضر، فلن يتخلصا من لعنة الماضي التي ظلّت تطاردهما، وتسبقهما دوماً بخطوة واحدة، إذ لا مفر من الخوف والقلق، طالما أنه موجود في دواخلنا.
كما أعاد بطلا العرض الجمهور إلى الماضي، ليستذكرا أحداثاً سابقة وتجارب مريرة في حياتهما السابقة، الأمر الذي ترك آثاراً سلبية هشّمت قلبيهما، وبددت آمالهما للعيش في حياة سعيدة، لا تشوبها الرهبة من المستقبل.
سينوغرافياً، كان صوت الساعة الذي يصدح بالعرض دليلاً على طول الزمان وقساوته، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التي تم توظيفها بشكل متقن ومناسب للحالة الدرامية والأحداث السوداوية، فضلاً عن الديكور الذي جاء متناغماً مع القصة، وكذلك نجحت مصممة الأزياء حصة العباد في اختيارها لثياب ذات لون رمادي كئيب، طرزتها بسلاسل لتشير بها إلى القيود المزعجة التي كبّلت أحلام هذا الثنائي.
كما أبدع بطلا العرض، كل منهما على حدة، في تجسيد الدور المنوط به، وكان التفاهم بين الشخصيتين جلياً، بينما تألقت المخرجة الحجلي في رؤيتها لسرد القصة من دون ملل، بل كانت تتنقل بفضاء رحب من لوحة إلى أخرى، كما لو أننا أمام شريط متنوّع الأزمنة، من الماضي إلى الحاضر، وصولاً إلى المستقبل.
«الفريق الفني»
فيما تكفلّت حصة العباد في تصميم الأزياء، تولت لين الأطرش مهمة الماكياج، وسالم الجسمي الإضاءة، والموسيقى التصويرية محمد الحجي. أما الديكور، فتم تصميمه بلمسات المصمم خالد السالم.