«الأونروا» تُحذّر من «كارثية» حظر عملها... إسرائيلياً
«حصار داخل حصار»... الجوع والقتل يفتكان بأهل شمال غزة
- الجيش الإسرائيلي يوسّع منطقة سيطرته حول محور نتساريم
واصلت قوات الاحتلال، ارتكاب جريمة «الإبادة الجماعية» في غزة، لليوم الـ 395 على التوالي، وسط حصار خانق وجوع يلف أنحاء القطاع المحاصر، في حين أبلغت إسرائيل، الأمم المتحدة رسمياً بقطع العلاقات مع وكالة «الأونروا»، في خطوة يتوقع أن تؤدي إلى تقليص توزيع المساعدات في كل أنحاء القطاع الذي تمزقه الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال ارتكب العديد من المجازر، منذ فجر أمس، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 33 مدنياً، 22 منهم في شمال القطاع.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي فورة وأمن في محيط مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا (شمال)، ما أوقع العديد من الضحايا.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها أجلت مساء الاثنين، 30 جريحاً ومريضاً، و33 مرافقاً من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بالتعاون والتنسيق من خلال منظمة الصحة العالمية.
وأضافت أنه تم إجلاء 14 جريحاً ومريضاً من مستشفى الشفاء إلى مستشفى ناصر الطبي جنوب القطاع.
وبذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على غزة حتى ظهر أمس، إلى 43374 شهيداً و102264 مصاباً منذ أكتوبر 2023.
«حصار داخل حصار»
وفي السياق، نشرت صحيفة «هآرتس»، أمس، تقريراً تحت عنوان، «حصار داخل حصار»، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يحجب المساعدات الإنسانية عن عشرات الآلاف المتبقين شمال غزة.
وأضافت أنه في 18 أكتوبر الماضي تم قصف مبنى في الفالوجا - مخيم جباليا، كان بداخله 32 فلسطينياً، نجا بعضهم بصعوبة وطلبوا المساعدة لمن هم تحت الأنقاض، مشيرة إلى رفض طلب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الدخول للمكان، كما جرى مع عشرات الطلبات التي قدمت في الوقت ذاته.
وكان جيش الاحتلال يبلغ المنظمة الأممية أنه «لم يعد هناك أي جدوى من الذهاب إلى المكان لأن احتمال بقاء أي من المحاصرين على قيد الحياة هو صفر».
ولفتت «هآرتس» من ناحية ثانية، إلى أن إسرائيل مازالت تتجاهل مقترحاً مصرياً - فلسطينياً، في شأن اليوم التالي للحرب.
وأضافت أنه في الآونة الأخيرة اطلع مسؤولون في المخابرات المصرية، رئيس جهاز «الشاباك» رونين بار على تفاصيل المقترح، لكنها لم تتلق منه رد.
محور نتساريم
إلى ذلك، نقلت القناة 14، عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية أن «الجيش الإسرائيلي وسع منطقة سيطرته حول محور نتساريم، وأقام عدداً كبيراً من المواقع العسكرية في غزة».
وتابع المسؤولون «سنبقى في القطاع غزة ونسيطر أمنياً على المنطقة»، مؤكدين أن «السيطرة على محور نتساريم زادت إلى 7 كيلومترات من السياج الحدودي إلى البحر وعرض 7 كيلومترات من الشمال إلى الجنوب».
وأشاروا إلى أن «القوات دمرت بلدات فلسطينية بأكملها في المنطقة من أجل خلق مساحة أمنية، وأن الجيش يستعد بالفعل لاحتمال بقاء طويل في غزة».
«الأونروا»
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الاثنين، بأنه «بتوجيه من وزير الخارجية يسرائيل كاتس، قام مدير عام وزارة الخارجية بإبلاغ الأمم المتحدة رسمياً بإلغاء الاتفاق الموقع منذ العام 1967 بين الدولة العبرية ووكالة الأونروا، والذي بدوره يشكل الأساس القضائي للعلاقة بين الطرفين».
وادعى كاتس أن «الأونروا التي شارك موظفوها في مذبحة السابع من أكتوبر والكثيرين منهم نشطاء في (حركة) حماس هي جزء من المشكلة في غزة وليست جزءاً من الحل».
وكان الكنيست صوت قبل أسبوع على قانونين أحدهما يحظر عمل «الأونروا» في إسرائيل، والثاني يحظر التعامل مع الوكالة الأممية بأي شكل من الأشكال ويبطل كل الاتفاقات الموقعة معها، حيث من المنتظر أن يدخل القانون الجديد حيز التنفيذ خلال ثلاثة أشهر.
في المقابل، حذّرت «الأونروا» من أن الحظر قد يؤدي إلى «انهيار» العمل الإنساني في غزة الذي مزقته الحرب.
وأوضح الناطق باسم «الأونروا» في المنطقة عدنان أبوحسنة أن «الاتفاقية التي وقعت مع إسرائيل عام 1967 سمحت للوكالة بالعمل في القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، مشدداً على أن قرار إلغائها (خطير جداً)».
بدوره، حذّر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة جورجيو بتروبوليس من«أي مكان في القطاع قد يصبح تحت النار وفي أي وقت»، مشيراً إلى أنه«لا يوجد شيء اسمه منطقة إنسانية في غزة»، مشيراً إلى أن«وتيرة توزيع المساعدات في باتت (بطيئة للغاية)».
وأوضح «بهذا المعدل سيستغرق توزيع الخيام على المحتاجين 4 سنوات»، مؤكداً أن «الجوع يتفاقم في المنطقة المحاصرة وآخر مخبزين أغلقا».
وأضاف في تصريحات لـ«العربية/الحدث»، أنه «في حال تطبيق هذا القرار بإجراءاته العملية (وقف المعاملات المصرفية، وقف التأشيرات للعاملين في الأونروا ) سيكون له نتائج كارثية على الأرض».