مَن هو القبطان الذي فرّتْ به عملية الإنزال الإسرائيلية في البترون اللبنانية؟
انطبع الميدان اللبناني، أمس، بتطور غير مسبوق منذ بدء الحرب بصيغتها الأولى، في 8 أكتوبر 2023، وتمثّل في تنفيذ إسرائيل إنزالاً بحرياً على شاطئ منطقة البترون الساحلية (الشمال) حيث عمدتْ قوة خاصة قوامها نحو 25 جندياً (بحارة وغواصون) بكامل أسلحتهم وعتادهم إلى اقتحام شاليه قريب من الشاطئ وخطف عماد أمهز ونقْله بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر.
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي أن أمهز «عضو في القوة البحرية لحزب الله»، موضحاً «أن القوات البحرية الإسرائيلية هي التي نفذت العملية» التي أظهرت بعض وقائعها كاميرات مراقبة تم عرْض ما التقطتْه على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفيما لفت المسؤول إلى أن «أمهز خُطف بهدف استجوابه ومعرفة المزيد عن العمليات البحرية لحزب الله»، أشارت تقارير إلى أن المخطوف كابتن بحري مدني وخريج معهد العلوم البحرية، وهو ما أكده وزير الأشغال والنقل علي حمية الذي أعلن أنَّ «المخطوف في إنزال البترون هو قبطان بَحْري لسفن مدنية وتجارية ويتلقى تعليمه في معهد مدني»، مشدداً على أنَّ «البحر مراقب ونحن بانتظار نتيجة التحقيقات وبالطبع وزارة الخارجية وزارة الدفاع والحكومة ستقوم بالتواصل مع اليونيفيل ومعرفة ما إذا تمت العملية بالتنسيق معها».
وإذ أوردت معلومات، أن أمهز (38 عاماً) استأجر الشاليه لمدة شهر لإكمال دورة بحرية ثانية في معهد العلوم البحرية لتطوير مهاراته كضابط بحري مدني، وأن بعض مَن كانوا في المبنى حيث يقيم، فوجئوا بصراخ باللهجة اللبنانية «فوتوا لجوّا» قبل مشاهدة المخطوف وعلى رأسه غطاء أسود، لم تمر بهدوء محاولة ربْط قوة «اليونيفيل» البحرية بهذه العملية حيث تحدثت تقارير عن شبهة تنسيقٍ بين القوة الخاصة الإسرائيلية (من وحدة الكوماندوس البحرية شايطيت 13 أو من وحدة النخبة العسكرية «سييرت متكال») مع البحرية الألمانية العاملة ضمن القوة الدولية الموقتة في جنوب لبنان.
وقد نفت «اليونيفيل» في بيانٍ، أي دور في ما حصل في البترون، لافتة إلى أن «نشر المعلومات المضللة أمر غير مسؤول ويُعرّض قوات حفظ السلام للخطر»، ومؤكدة «لا علاقة لنا بتسهيل أي عملية خطف أو أي انتهاك لسيادة لبنان».