موسكو تنفي اتهامات «لا أساس لها» بأنها وراء فيديو مزيف

واشنطن تستعد لأي عنف محتمل قبل الانتخابات الرئاسية

من يدخل البيت الأبيض؟
من يدخل البيت الأبيض؟
تصغير
تكبير

واشنطن، موسكو - أ ف ب - قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية، الثلاثاء، تستعد مدينة واشنطن لأي تكرار محتمل لأعمال العنف التي هزّتها قبل أربع سنوات عندما خسر دونالد ترامب أمام جو بايدن.

وحذّرت سلطات العاصمة الأميركية من أنه يمكن توقع «بيئة أمنية متقلّبة وغير متوقعة» في الأيام وحتى الأسابيع التالية لإغلاق مراكز الاقتراع، مضيفة أنها لا تتوقع إعلان الفائز في يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر الجاري.

فمازال شبح 6 يناير 2021 يخيّم على المدينة: في ذلك اليوم، اقتحم مئات من أنصار المرشح الجمهوري ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لمنع التصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن.

وقال كريستوفر رودريغيز، أحد المسؤولين في المدينة خلال اجتماع مجلس المدينة الأسبوع الماضي «بدأت استعداداتنا لعام 2024 في 7 يناير 2021 من نواحٍ عدة».

في تلك الفترة، رفض ترامب مراراً الإعلان ما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات، مدّعياً وجود تزوير وغش في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، ما أدى إلى اندلاع المزيد من الاضطرابات.

وحتى قبل الهجوم على مبنى الكابيتول، هزّت واشنطن تظاهرات عنيفة خلال الحركة الاحتجاجية المناهضة للعنصرية «بلاك لايفز ماتر» (حياة السود مهمة) في صيف 2020.

تضليل

على مسافة خطوات من البيت الأبيض، الجمعة، كان عمال يثبّتون ألواحاً خشبية على نوافذ الكثير من المحلات التجارية والشركات.

ومنذ أسابيع، أقيم حاجز أمني لقطع طريق مؤدٍ إلى إحدى الساحات أمام المقر الرئاسي، كما وضعت حواجز خلف البيت الأبيض، فيما كان عمال بناء يعملون على تشييد المنصة التي ستستخدم خلال مراسم تنصيب الرئيس الجديد في يناير.

وتقليداً، يبدأ العمل في نوفمبر، لكن خلال أعمال الشغب التي اندلعت في الكابيتول، اضطر العمال إلى الفرار من الموقع عندما احتشد أنصار ترامب على درج مقر الكونغرس.

وهذا العام، أعلنت إدارة المنتزهات الوطنية أن العمل سيبدأ قبل شهر من موعده «لإتاحة الوقت الإضافي اللازم لبيئة أكثر أماناً».

وقالت سائحة لوكالة فرانس برس في لافاييت بارك «أشعر بخيبة أمل لأننا كنا نرغب في التقاط صورة أمام البيت الأبيض».

وخلال اجتماع مجلس المدينة الأسبوع الماضي، حذر كريستوفر رودريغيز خصوصاً من المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تؤثر على السلامة العامة في العاصمة الأميركية.

وأضاف أن أحداثاً جيوسياسية مثل الحرب في قطاع غزة تضيف «طبقة من التعقيد» التي «قد تؤدي إلى عنف سياسي».

تعزيزات أمنية

وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أنه بصدد إنشاء مركز قيادة لمراقبة هذه التهديدات، في حين أكد جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية كبار الشخصيات السياسية، أنه سيعزز نظامه الأمني إذا لزم الأمر.

من جهتها، امتنعت شرطة الكابيتول التي أصيب العديد من عناصرها خلال أحداث 6 يناير 2021، عن التعليق على استعداداتها الأمنية.

لكن رئيسة بلدية المدينة مورييل باوزر قالت في مؤتمر صحافي في أكتوبر، إن هذا الجهاز الذي يعنى بحماية أمن الكونغرس سيكون «جاهزاً».

بدورها، أكّدت قائدة شرطة المدينة باميلا سميث أنه لم يتم تحديد أي «تهديد حقيقي» يستهدف واشنطن خلال فترة الانتخابات.

وأشارت إلى أنه سيسمح بتنظيم تظاهرات سلمية لكن «لن نتسامح مع أي عنف». وأعلنت أن تعزيزات تصل إلى أربعة آلاف جندي ستنشر في المدينة في 20 يناير، يوم تنصيب الرئيس.

موسكو تنفي

من جانبها، نفت موسكو، أن تكون وراء فيديوهات مزيفة مرتبطة بالانتخابات الأميركية، بعدما اتّهمتها الاستخبارات الأميركية ببث فيديو مزيف يظهر مهاجراً هايتياً يعلن بأنه صوت مرات عدة.

وذكرت ثلاث وكالات استخبارات أميركية الجمعة في بيان مشترك أن «أطرافاً روسية مؤثّرة» قامت باختلاق الفيديو كجزء من «مساعي موسكو الأوسع لإثارة أسئلة لا أساس لها عن نزاهة الانتخابات الأميركية».

وأشار البيان أيضاً إلى أن أطرافاً روسية تقف وراء تسجيل مصوّر زائف آخر.

وأعلنت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة على «تلغرام»، أمس، «لاحظنا أن بيان الاستخبارات الأميركية يتهم بلادنا بنشر مقاطع فيديو ملفقة حول انتهاكات انتخابية في الولايات المتحدة. هذه الادعاءات لا أساس لها».

ويظهر التسجيل البالغة مدته 20 ثانية، رجلاً يقول بنبرة متكلفة وآلية «نحن من هايتي. قدمنا إلى أميركا قبل ستة أشهر وحصلنا بالفعل على الجنسية الأميركية وسنصوّت لكامالا هاريس».

واعتبر مسؤول الانتخابات في ولاية جورجيا الحاسمة براد رافنسبرغر الجمعة، أن الفيديو نموذج عن «المعلومات المضللة المحددة الأهداف».

وأشار إلى أن التسجيل «الزائف بشكل واضح» هو على الأرجح من إنتاج «مزارع المتصيّدين الروسية».

وذكرت السفارة أن روسيا لم تحصل على «أي دليل على هذه المزاعم أثناء تواصلها مع مسؤولين أميركيين».

وتابعت السفارة في بيان نشرته أيضاً الخارجية الروسية «كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين مراراً، نحترم إرادة الشعب الأميركي. كل التلميحات عن دسائس روسية هي افتراءات خبيثة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي