مشاهدات

إلى متى عدم الحرص... على سلامة أرواح مرتادي الطريق (2 من 2)

تصغير
تكبير

ذكرنا في الجزء الأول من المقالة مسبّبات الحوادث وأهمية الدور الذي يتعين أن تقوم فيه إدارة المرور من فرض القانون وتفعيله، بالإضافة إلى أهمية تطبيق وتفعيل نُظم الأمن والسلامة لحماية أرواح مرتادي الطريق.

أهمية الأمن والسلامة عند العمل في الطرقات:

من أهداف الأمن والسلامة المرورية هو اتباع التدابير للحفاظ على الأرواح، وتجنب وقوع الإصابات البليغة، والحد من المخاطر المتوقع حدوثها، وذلك بتنبيه وتحذير السائقين من مخاطر الطريق أثناء سيرهم عليه ليكون ذلك سبباً لتلافي الأخطاء التي قد يرتكبونها وليمكنهم ذلك من اتخاذ الإجراءات المناسبة لعدم ارتكابهم للأخطاء المرورية.

يتعيّن توفير ما يلي عند القيام بأعمال الطرق:

1/ العلامات الإرشادية الفسفورية العاكسة.

2/ الإضاءات التحذيرية تكون من أحد الألوان التالية (الأحمر - الأصفر - البرتقالي).

3/ وضع المصدات والعلامات البلاستيكية غير الخطرة للحد من مخاطر الاصطدام العنيف.

4/ الإضاءة التحذيرية تكون ذات مواصفات خاصة (قوة الإضاءة ترى من مسافة آمنة - تعمل بشكل متتابع ).

5 / المطبات تكون وفق ارتفاع وقياس معينين وتصبغ بألوان فسفورية عاكسة أو بوضع إضاءة متقطعة عليها لتكون واضحة لمرتادي الطرق.

إنما ما نشاهده بالواقع عكس ذلك تماماً:

1/ مصدات إسمنتية (تُشكّل خطورة على سلامة مرتادي الطريق).

2/ الإضاءات الإرشادية والتحذيرية من ضمنها إضاءات غير صالحة، والبعض منها ذات إضاءة خافتة!

3/ العلامات التحذيرية دهانها عادي وليس فسفورياً عاكساً!

( العاكسة تشاهد من مسافة آمنة).

4 / العلامات الدالة عى الإرشادات منها ماهو تالف وغير صالح (اللون باهت - إضاءات لا تعمل).

5/ الإضاءة المستخدمة للتوجيه إلى الاتجاه الجبري (السهم) إضاءتها باللون الأبيض الساطع! مما يُشكّل خطراً على مرتادي الطريق لأن الإضاءة الساطعة والقوية تؤثر على النظر.

6/ المطبات ذات ارتفاعات مختلفة ومتغيرة، غير مصبوغة باللون العاكس - عدم وجود إضاءة تنبيه عليها -(وذلك يُشكّل خطراً على قائدي المركبات).

7 / بعض العلامات المرورية تالفة واختفت معالمها من اللون والشكل.

وهنا نتساءل:

-أين دور المراقبين والمشرفين على تلك الشركات؟ -أيعقل ألا يرى كل تلك المخالفات الظاهرة علناً أحداً من المسؤولين بمختلف القطاعات المسؤولة عن الطريق؟

مسؤولية الطريق:

تقع مسؤولية تنفيذ وبناء الطريق وسلامته في المقام الأول على وزارة الأشغال، هيئة الطرق، إدارة المرور، والهدف المرجو من الإشراف على هذه المشاريع وتنفيذها هو تطوير أنظمة الطريق لتكون بمستوى عالمي وتطبيق أفضل المعايير العالمية للمحافظة على أرواح مرتادي الطرق.

فالدور المنوط بكل مسؤول عن هذه القطاعات هو القيام بجولات تفقدية على الطرقات، ومتابعة سير الأعمال على أرض الواقع، حال عدم قيامهم بذلك، تكون النتيجة أن يخرج العمل وفيه الكثير من الأخطاء الهندسية والتي تتسبّب في وقوع الكثير من الحوادث المرورية والتى يذهب الكثير من أبنائنا وأحبائنا ضحايا بسبب الإهمال ناهيك عن الذين يتعرضون لإصابات بليغة، بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة التي تلحق بالمركبات.

الآن:

بعد أن تم الاتفاق بين وزارتي الأشغال والداخلية، على إعادة تأهيل وإصلاح الطريق لتفادي الأخطاء السابقة، وبحضور رئيس جهاز متابعة العمل الحكومي والسادة المحافظين، يتعين أن يتم التأكد من استخدام المواد المناسبة لعمل الأسفلت وبالنسب الصحيحة المقررة لها (صلبوخ - بتومين -الركام الخشن -الركام الناعم -الألياف المعدنية -مسحوق الحشو -سماكة وكثافة الأسفلت) والتأكد من النوع المطلوب الملائم لمناخ الكويت، يُوصى باستخدام بیتومین ذي اللزوجة العالية VG-30 وVG-40 أو PMB نظراً لمقاومته العالية للحرارة الشديدة وأشعة الشمس المباشرة.

-استخدام الطريق يجب أن يخضع بشكل مباشر لقواعد وقوانين المرور، ومَنْ يُدير تلك المنظومة هي إدارة المرور التي عليها أن تتحقق من صلاحية الطريق ليكون آمناً للاستخدام المروري حفاظاً على سلامة قائدي المركبات.

أي (أن السلطة التامة فى جميع طرق الدولة تخضع لسلطتها).

وإن حصلت حوادث بسبب تلف في الطريق وأدت إلى فقد الأرواح... ما هو دور تلك الإدارة التى هى المسؤول الاول عن سلامة قائدي المركبات في الطرقات التي يفترض أن تكون آمنة؟

تساؤلات:

-هل الشركات التي أسندت إليها مناقصة إصلاح الطرق حالياً من ضمنها شركات قامت بإصلاح الطرق سابقاً وظهرت عليها كل تلك العيوب التي نحن الآن بصدد إعادة إصلاحها؟!

-أليس هناك فريق عمل يتابع وجود العلامات الإرشادية الصحيحة في مواقع العمل والتأكد من صلاحيتها؟

المطلوب الآن ؛

1-الالتزام التام بمواصفات العقد المبرم بين الطرفين (الحكومي - الشركات).

2-لا للأوامر التغيرية.

3-يتعين على موظفي الأشغال أن يتواجدوا ويراقبوا أعمال المقاولين يومياً في مواقع العمل.

4-الالتزام بنتيجة الفحص المخبري للمختبر المركزي.

5-تفعيل براءة الذمة المالية لجميع مسؤولي الجهات التي يُناط بها إنجاز تلك المشاريع الضخمة.

ختاماً:

-يتعيّن قبل طرح المناقصة أن يتم عمل دراسة بجدوى المشروع المطروح لتحديد القيمة التقديرية لهذا المشروع مع ذكر سلبياته وإيجابياته.

-يتعين أن يكون المهندس المشرف على تلك المشاريع الضخمة من المهندسين الأكفاء من ذوي الخبرة فى هذا المجال ومن ذوي السمعة الحسنة، ومن أهل الخبرة ويملك القرار والصلاحية لاتخاذ ما يلزم في موقع العمل إن كان هناك أي تجاوز من المقاول.

-غالباً الشركات تعتمد على الربح من الأوامر التغيرية، لذلك يتعين على المهندسين الفنيين المتمرسين بأن يتفادوا تلك الثغرات بعمل المناقصة بشكل متكامل، وفرض عقوبات مالية ضخمة إن لم يتم إنجاز المشروع بالمدة المتفق عليها.

-للردع وتجنب المخالفات يجب محاسبة الشركة واصحابها بصفتهم الشخصية بادراجهم باللائحة السوداء لمدة زمنية محددة لكل أنواع المناقصات في الدولة بالحرمان من الدخول بالمناقصات المستقبلية.

-وزارة الداخلية عليها دور كبير في متابعة الشاحنات التي تسير بالطريق بحيث يتم أخذ وزنها بعد التحميل في مواقع النقل وقبل الانطلاق إلى الطريق العام لأنه إن كانت الأحمال زائدة ستدمر الشوارع.

- توفير مراكز لأخذ (وزن الشاحنات) من المنافذ البرية والبحرية وكذلك في المواقع الداخلية مثل (المصانع -الخلطة الخرسانية -الإسمنت - الحديد - الطابوق).

-الجهة المسؤولة الأولى لمراقبة إنجاز الطرق هي وزارة الأشغال، لذلك، يتعين أن تكون هناك رقابة من المركز الحكومي ومركز الأبحاث وجهات خارجية محايدة، بالإضافة إلى المهندس المشرف على المشروع لئلا نقع بالخطأ كما كان بالسابق، والفحص المستمر والمفاجئ للتأكد من صحة نسب الخلطة وسماكة الأسفلت حسب المواصفات العالمية بصورة مفاجئة و مستمرة.

-نريد الحزم... شدِّدوا القوانين وطبِّقوا العقوبات الرادعة للحد من عدد الضحايا لمرتادي الطريق، بل يتعين إصدار قانون ضرورة بكبس سيارة المستهتر مهما كانت قيمتها، ومعاقبة المخالف المستهتر بأرواح الناس بحرمانه من رخصة القيادة، ويتم تحديد صلاحية تجديد رخصة القيادة باتباع نظام النقاط بالمخالفات المرورية.

-إضافة مادة التوعية المرورية لأبنائنا الطلبة في المدارس من أجل تأسيس مادة علمية متكاملة تشمل جميع المحتويات المطلوبة لتوعية وتوجيه الأبناء لكيفية اتباع طرق الأمن والسلامة في الشوارع.

-نحن متفائلون بالمقبل من الأيام بأن التصحيح يسير بمساره الصحيح بإذن الله، والحزم هو المطلوب في إدارة كل مشاريع الدولة.

نتقدم بالمواساة لكل أسرة فقدت عزيزاً بسبب الإهمال في الطريق، وعظّم الله أجوركم ورحم الله موتاكم وأحسن الله عزاءكم - وقد وفدت أرواحهم إلى رب كريم - وندعو الله لشفاء كل مَنْ أُصيب بتلك الحوادث الأليمة.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي