«الراي» سألت سفراء الدول الخمسة الدائمة العضوية بمجلس الأمن المعتمدين في الكويت

ما رؤية دول «الفيتو» لوقف الحرب في المنطقة؟

تصغير
تكبير

ما بدأ انتقاماً من حركة «حماس» على هجومها على دولة الاحتلال الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، تحوّل إلى عقاب جماعي لكل سكان غزة، مع سقوط أكثر من 42 ألف شهيد وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطيني، وامتداد الانتقام ليشمل توجيه ضربات عنيفة ومتواصلة على لبنان، أدت لسقوط مئات الضحايا الأبرياء من النساء والأطفال، وطوابير طويلة لمدنيين مُهجّرين من منازلهم.

ومع دخول الحرب عامها الثاني ووقوف المجتمع الدولي صامتاً إزاء التصعيد المتزايد من قبل جيش الاحتلال، سواء في غزة أو في لبنان ومناطق عربية أخرى، وجهت «الراي» سؤالاً واحداً لسفراء الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وهم سفراء كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا، وسفارة فرنسا، المعتمدين في الكويت، لاستجلاء رؤيتهم ودور دولهم في تهدئة الصراع الدامي الذي يلفّ المنطقة.

سفيرة أميركا: الخمسة الكبار في مجلس الأمن مطالبون بجهد أكبر لتهدئة التوترات




سفيرة الولايات المتحدة

دعت سفيرة الولايات المتحدة لدى البلاد كارين ساساهارا، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى لعب دور أكثر فاعلية، لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن «على الجميع أن يبذلوا جهوداً للتوصل إلى وقف نهائي للأعمال العدائية، يسمح بوصول المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في غزة، ويتيح للناس على جانبي الحدود الإسرائيلية مع لبنان العودة بأمان إلى ديارهم».

وقالت ساساهارا لـ«الراي»، إن «هذا هو الطريق نحو استقرار إقليمي أكبر، وستواصل الولايات المتحدة بذل كل ما في وسعها لدعم تهدئة التصعيد والتوصل إلى حل دبلوماسي دائم».

وأشارت إلى أن «لدى الولايات المتحدة ثلاث أولويات تم تحديدها في خطاب الرئيس جو بايدن في 24 سبتمبر الماضي أمام الأمم المتحدة، الأولى أن نبذل جهودنا في السلام والأمن، ليس في غزة ولبنان فقط، بل وفي السودان وأوكرانيا، وفي الصراعات الأخرى بأي مكان من العالم».

وأضافت: «ثانياً، النظام الإنساني في جميع أنحاء العالم، يتعرض لضغوط هائلة، والعاملون الإنسانيون يتعرضون للهجوم ويُحرمون من الوصول لبؤر الصراع ويفتقرون إلى الموارد الكافية، وقد أثار الرئيس بايدن مخاوف بشأن النظام الإنساني وكيف ينبغي لنا أن نعمل معاً للاستجابة للمواقف التي نشهدها على الأرض».

وتابعت: «أخيراً، كانت الولايات المتحدة تتحدث على مدى العامين الماضيين عن إصلاح الأمم المتحدة وكيفية جعل مجلس الأمن أكثر شمولاً وتمكيناً، وأعلنا تأييدنا إضافة مقعدين دائمين لأفريقيا، ومقعد دوري للدول الجزرية الصغيرة النامية، والتحرك نحو المفاوضات القائمة على النصوص، والتي من شأنها السماح لنا بتحريك عجلة إصلاح مجلس الأمن».

سفير روسيا: هدف إسرائيل تحويل الأراضي الفلسطينيةإلى منطقة غير صالحة للعيش




السفير الروسي

قال السفير الروسي لدى البلاد فلاديمير جيلتوف، إنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب الدائرة في غزة، والتي تتصاعد لتُشكّل صراعاً كبيراً وغير مسبوق، على مدى السنوات الأخيرة، «لا شيء يبرر مثل هذه العقوبة الجماعية للشعب الفلسطيني».

وأضاف جيلتوف لـ«الراي»: يبدو أن تحويل الأراضي الفلسطينية إلى منطقة غير صالحة للعيش، أصبح هدفاً رئيسياً للقيادة الإسرائيلية الحالية، مشيراً إلى أن هذا لم يحدث في فراغ، إذ لم تتم محاسبة إسرائيل في مجلس الأمن طوال السنوات الماضية التي ارتكبت فيها عنفاً ضد الفلسطينيين وغيرهم من جيرانها العرب، متسائلاً «من قدم للجناة الإسرائيليين كل هذه الحصانة لمواصلة التصعيد وقتل المزيد من الأبرياء؟».

وأشار إلى أن روسيا «حافظت، باستمرار، على موقف مبدئي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، على أساس معترف به دولياً»، مؤكداً أن «أي محاولات لاستبدال الحل الشامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بمختلف أنواع (صفقات القرن) أثبتت أنها غير واقعية ولا تنجح ولا يمكن أن تحظى بدعم مجلس الأمن». وحذر من أن منطقة الشرق الأوسط بأكملها تقف على شفا حرب واسعة النطاق، مذكراً بأن روسيا كانت قد دعت مجلس الأمن، منذ بداية التصعيد، إلى اتخاذ التدابير الحاسمة لضمان وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط، لكن تمت عرقلته بـ«الفيتو» من الأعضاء الغربيين. وأكد جيلتوف أن الدمار المستمر مع ارتفاع عدد القتلى في غزة، هو ثمن تقاعس الدبلوماسية المتعددة الأطراف، والمصالح القصيرة الأجل لبعض أعضاء مجلس الأمن، «والآن نشهد تمدّد العنف إلى لبنان تحت ذريعة الدفاع عن النفس من جانب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل المئات من الأبرياء».

وأكد أن روسيا «تعتقد اعتقاداً راسخاً بأن مجلس الأمن لا يستطيع ولا ينبغي له أن يغضّ الطرف عما يحدث في المنطقة، كما لا يمكنه إهمال تفويضه المباشر في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، لصالح طرف واحد لا تتوافق رؤيته الضيقة المنحازة مع ركائز التسوية في الشرق الأوسط».

سفيرة بريطانيا: ملتزمون تسهيل الطريق نحو حل الدولتين




السفيرة البريطانية

أكدت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس، عمل حكومة المملكة المتحدة «بلا كلل، للمساعدة في تهدئة الصراع الحالي في المنطقة»، مستشهدة بما ورد في خطاب مندوبة بريطانيا الدائمة بالأمم المتحدة، السفيرة باربرا وودوارد، أمام مجلس الأمن الشهر الماضي.

وقالت لويس لـ«الراي»: «نحث جميع الأطراف على خفض التصعيد، والانخراط في الدبلوماسية والموافقة على وقف فوري لإطلاق النار - بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2735 لعام 2024، الذي تم اعتماده في يونيو - كخطوة أولى نحو السلام المستدام».

وأضافت أن المملكة المتحدة أوضحت في مجلس الأمن، أن الوضع في غزة مدمر، وأن الفلسطينيين في غزة ليس لديهم مكان آمن يلجأون إليه، ولقد أدنّا مراراً وتكراراً توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، باعتبار ذلك انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، وفرضنا عقوبات على الأفراد والكيانات الذين استخدموا المضايقة والترهيب والعنف للضغط على المجتمعات الفلسطينية لمغادرة أراضيهم.

وقالت: «سنظل ملتزمين تماماً بتسهيل الطريق نحو حل الدولتين الدائم على أساس حدود 1967، والذي من شأنه أن يؤدي لدولة فلسطين التي تضم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية».

سفير الصين: ندعو إسرائيل للتوقف

عن أي مجازفة تدفع المنطقة إلى كارثة




السفير الصيني

شدد سفير الصين لدى البلاد تشانغ جيناوي، على أن هجمات إسرائيل العشوائية وما أفضت إليه من قتل وتدمير، سواء في غزة أو جنوب لبنان، وتفجير أجهزة الاتصالات، هو أمر لا مثيل له وغير مسبوق على مدى التاريخ.

وأضاف جيناوي لـ«الراي»: هذا العمل يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة الدول وأمنها وخرقاً واضحاً للقانون الدولي، وهو عمل يُدمي الأرواح البشرية بقسوة لا توصف، فالهجمات وحشية وفظيعة إلى الحد الذي لا تستحق معه أقل من الإدانة الشديدة. وأشار إلى أن التأثير غير المباشر للقتال المستمر في غزة، يتجلى بوتيرة أكبر، مع تمدد الحرب إلى لبنان، لافتاً إلى أن الصين تحث إسرائيل على التخلي عن هوسها باستخدام القوة ووهمها الساعي إلى تحقيق نصر عسكري كامل، ووقف عملياتها في غزة فوراً وانتهاكاتها لسيادة لبنان وأمنه، والتوقف عن أي مجازفة قد تدفع المنطقة إلى كارثة.

وأضاف: نحث البلدان ذات النفوذ على إسرائيل، على اتخاذ خطوات ملموسة لمنعها من المضي قدماً في هذا المسار الخاطئ، ونحن ندعم مجلس الأمن في كل الإجراءات التي يتخذها في هذا السياق، وندعوه لبذل ما في وسعه لوقف إطلاق النار في لبنان والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأكد أن القضية الفلسطينية تشكل جوهر قضايا الشرق الأوسط، وباعتبار الصين صديقاً مخلصاً للدول العربية، فإنها تدعم الشعب الفلسطيني بحزم لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة.

سفارة فرنسا: التصعيد يقوّض الاستقرار الإقليمي

دانت السفارة الفرنسية الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في كل من غزة وجنوب لبنان، مشددة على أنها لا تؤدي إلا إلى تصاعد العنف وتعريض حياة آلاف الأبرياء للخطر، فضلاً عن تقويض الاستقرار الإقليمي.

وذكرت السفارة في ردها على سؤال «الراي»، أن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو، دعا إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الأمن للتركيز على الوضع في لبنان.

وأكدت حرص فرنسا على البقاء على اتصال مع جميع الأطراف المشاركة في الصراع، والعمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير كل الرهائن.

وأضافت: «كنا حاضرين دائماً في جنوب لبنان، من خلال قوة اليونيفيل، وسنواصل الدعوة إلى السلام والاستقرار في المنطقة، واحترام القانون الدولي، لنتمكن جميعاً من السير نحو مستقبل أفضل».

ولفتت إلى تمسك فرنسا بـ«نظام تعددي، أكثر عدالة وتمثيلاً، لن يتخلى عن أحد، من أجل مواجهة تحديات الغد».

مبادرة صينية لإقامة دولة فلسطينية

قال السفير الصيني إن الصين تقترح مبادرة من ثلاث خطوات، للمساعدة في الخروج من الصراع العنيف في غزة، مشدداً على أن بلاده ستواصل الاضطلاع بدور إيجابي وبنّاء، إلى جانب جميع الأطراف، من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.

وخطوات المبادرة هي:

• الخطوة الأولى: وقف إطلاق نار شامل ودائم ومستدام في قطاع غزة بأقرب وقت ممكن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية وعمليات الإنقاذ على الأرض.

• الخطوة الثانية: بذل جهود مشتركة نحو حوكمة غزة، في مرحلة ما بعد الصراع، بموجب مبدأ «الفلسطينيون يحكمون فلسطين».

• الخطوة الثالثة: مساعدة فلسطين على أن تصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، والبدء في تنفيذ حل الدولتين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي