أطباء أكدوا لـ«الراي» أن نسب الشفاء تصل إلى 90 في المئة في حال الفحص المبكر

3 أسباب لـ... زيادة سرطان الغدد الليمفاوية

تصغير
تكبير

فيما كشفت الإحصائيات عن زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية خلال 2023، أكد أطباء استشاريون لـ«الراي»، أن زيادة نسب الإصابة بالمرض ليست بالضرورة مدعاة للقلق، فقد تكون نتيجة لثلاثة أسباب، وهي زيادة معدل السكان أو زيادة الوعي بالأعراض، إضافة إلى التقدم في سبل التشخيص، ما يؤدي إلى اكتشاف أعداد كبيرة من الإصابات.

وإذ أشار الأطباء إلى عدم وجود سبب مباشر للإصابة بالمرض، أكدوا أن «نسب الشفاء من المرض تعتبر عالية مقارنة بالأنواع الأخرى، وذلك إذا تم اكتشافه في المراحل المبكرة، حيث تتجاوز نسبة الشفاء 90 في المئة».

«يمكن الشفاء من المرض إذا عاد للظهور مرة ثانية»

عبدالعزيز حمادة: الإيدز وفيروس «سي» من عوامل الإصابة

عبدالعزيز حمادة

- نسب الإصابة بالكويت متوافقة مع المعدلات العالمية

فيما كشف رئيس قسم أمراض الدم في مركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور عبدالعزيز حمادة عن عدم وجود سبب محدد للإصابة بمرض سرطان الغدد الليمفاوية، أوضح أن هناك بعض العوامل التي تشكل زيادة في احتمالية الإصابة بالمرض وأغلبها ذات علاقة بالمناعة مثل فيروس نقص المناعة «الإيدز» وفيروس الكبد الوبائي «سي» وبعض الأمراض المناعية الأخرى، إلى جانب الأدوية التي تُهبط المناعة.

وأوضح حمادة أن العلاج الأساسي للمرض هو العلاج الكيماوي مع علاج الأجسام المضادة، إذ يعتبر ذلك الخط الأول للعلاج، مؤكداً أنه يمكن الشفاء من المرض إذا عاد للظهور مرة ثانية عن طريق العلاج بزراعة الخلايا الجذعية أو عبر العلاج الخلوي بالخلايا التائية وبعض العلاجات الأخرى التي تستخدم في حال عودة المرض وأغلبها تندرج تحت قائمة العلاجات الموجهة.

وبين أن «بعض المرضى يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي بالإضافة إلى العلاج الكيماوي فيما يحتاج بعضهم إلى العلاج الإشعاعي فقط وهذه حالات نادرة.

واعتبر أن نسب الشفاء من المرض عالية مقارنة بالأنواع الأخرى من الأورام حيث ينقسم المرض إلى نوعين: «الهودجكن» «واللاهودجكن»، وغالباً ما يصيب النوع الأول من المرض «الهودجكن» المرضى في سن المراهقة وخلال فترة العشرينات، وإذا تم اكتشافه في المراحل المبكرة تتجاوز نسبة الشفاء 90 في المئة، فيما تصل في المراحل المتأخرة إلى 75 في المئة.

وأشار إلى أنه بالنسبة إلى النوع الثاني من المرض «اللاهودجكن»، فقد تصل نسب الشفاء إلى نحو 80 في المئة، فيما تصل إلى 50 في المئة في المراحل المتأخرة، لافتاً إلى أن هذه النسبة تعتبر عالية نسبياً مقارنة بالأورام الأخرى.

ولفت إلى عدم وجود سبب مباشر للإصابة بالمرض مثل التدخين في سرطان الرئة أو الوراثة في سرطان الثدي غير أنه شدد على أهمية نمط الحياة الصحي، موضحاً أن التدخين والسمنة إن كان ليس لهما علاقة مباشرة بالمرض لكن الابتعاد عنهما يساعد ولو بشكل غير مباشر في الوقاية من المرض أو تسهيل العلاج في حال الإصابة.

وأضاف أن «هناك زيادة في نسب الإصابة بالمرض ولكنها متوافقة مع النسب العالمية أو نسب دول المنطقة وسبب الزيادة قد يكون نتيجة زيادة معدل السكان أو بسبب زيادة الوعي».

«زيادة الوعي المجتمعي الطريقة المثلى للاكتشاف المبكر»

عبدالله أكبر: 4 عومل للتشخيص السليم للمرض

عبدالله أكبر

- إجراء صبغات مناعية وتحاليل جينية تساعد في اختيار طريقة العلاج المناسبة

كشف رئيس قسم المختبرات الطبية في مركز الكويت لمكافحة السرطان الدكتور عبدالله أكبر أن سرطان الغدد الليمفاوية ليس مثل الأمراض السرطانية الأخرى، حيث إن هناك 4 عوامل لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار للوصول إلى التشخيص النهائي السليم للمرض.

وأضاف أكبر أن «العوامل الأربعة تشمل أعراض المرض، التاريخ المرضي للمريض، نتائج الأشعة والسونار، ونتيجة العينة النسيجية أو الخذعة»، لافتاً إلى أن «هذه العوامل الأربعة مجتمعة هي السبيل للتشخيص النهائي السليم الذي يساعد الطبيب على اختيار نوع وطريقة العلاج».

وبين أن «دور المختبر سابقاً كان يختصر على وصول العينة وفحصها عبر الشرائح الزجاجية ومراجعتها تحت الميكروسكوب لكن مع تطور العلم وسبل العلاج، زادت أهمية دور المختبر من التشخيص فقط إلى عمل صبغات مناعية أخرى وتحاليل جينية على العينة، الأمر الذي يساعد الطبيب أكثر على اختيار نوع وطريقة العلاج المناسبة، إذ إن طرق العلاج اختلفت عن السابق حيث باتت لكل حالة مرضية طريقة معينة للعلاج تختلف عن الحالات الأخرى».

وشدد على أن زيادة الوعي المجتمعي تعد الطريقة المثلى للاكتشاف المبكر للمرض ليس فقط في ما يخص سرطان الغدد الليمفاوية ولكن في ما يخص أمراض السرطان بشكل عام، داعياً لضرورة تعزيز الوعي المجتمعي عبر تنظيم المحاضرات العامة وتسخير وسائل التكنولوجيا وبرامج التواصل الاجتماعي، ما يساهم في زيادة فرص اكتشاف الأمراض في مراحل مبكرة.

وأضاف أن «الاختلاف بين الكبار والصغار فيما يخص اللجوء إلى أخذ العينة النسيجية من الغدد الليمفاوية، فالأطفال معرضون للالتهابات التي يصاحبها تهيجات في الغدد، وعليه لا داعي للسرعة في أخذ العينة النسيجية من هذه الغدد إلا في حال استمرار تهيج الغدد بعد تقديم العلاج عبر مضادات الالتهابات أو المضادات الحيوية».

وأفاد بأن هناك عاملاً أساسياً في الاكتشاف المبكر لسرطان الغدد اليمفاوية وهو مكان وجود الغدد نفسها حيث إن كانت ظاهرة في الجسم والمريض يشعر بها، كلما ساعد ذلك في الاكتشاف المبكر للورم بخلاف إن كانت الغدد داخل جوف الصدر فقد لا يلاحظها المريض إلا عندما تؤثر على أجهزة الأخرى في الجسم وحينها سيذهب المريض للفحص

وحول الزيادة في نسب الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، أوضح أن نسب سرطان الغدد الليمفاوية في البلاد تعادل معدل الزيادة العالمية ودول المنطقة وترجع أسباب الزيادة إلى زيادة الوعي المجتمعي والتقدم في سبل التشخيص ومعدل الزيادة السكانية.

علياء الجاسم: التصوير البوزيتروني مهم لمتابعة الخطة العلاجية

 علياء الجاسم

أكدت اختصاصية الطب النووي الدكتورة علياء الجاسم أن فحص التصوير البوزيتروني PET/CT يعتبر من الفحوصات المهمة لمتابعة الخطة العلاجية للمرضى المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية.

وأوضحت الجاسم أن «هذا الفحص الذي يتم عمله في قسم الطب النووي يتم عبر استخدام مادة F18-FDG وهي مادة مشعة مناظرة للجلوكوز، حيث تُعطى للمريض عن طريق حقنة وريدية بعد الصيام 6 ساعات قبل موعد الفحص وإيقاف الأدوية التي تحتوي على كورتيزون، والامتناع عن الإجهاد العضلي إلى جانب بعض التعليمات الخاصة بمرضى السكري».

وبينت أن «تصوير المريض يتم بعد مرور ساعة واحدة من أخذ الحقنة الوريدية، وتستغرق مدة التصوير من 20 إلى 30 دقيقة تقريباً على أغلب الجسم، حيث تتم بعد ذلك معاينة الصور فور انتهاء التصوير من قبل طبيب الطب النووي للتأكد من جودة التصوير».

وأشارت إلى أن «الفحص يعد آمناً ويتم إجراؤه لكل الأعمار بمن فيهم الأطفال وكبار السن وهو من الفحوصات الدقيقة التي يتم من خلالها تقييم نشاط الخلايا في الأورام السرطانية ومدى انتشارها في الجسم لتحديد مرحلة المرض مبكرة أو متقدمة.

وبشأن مراحل الفحص البوزيتروني، أفادت بأن «الفحص يتم إجراؤه لأغلب مرضى سرطان الغدد الليمفاوية على 3 مراحل حيث في المرحلة الأولى يتم بعد التشخيص بالخزعة/العينة، وقبل بدء العلاج لمعرفة مرحلة المرض ومدى انتشاره وتحديد العلاج المناسب، فيما يتم التصوير في المرحلة الثانية بعد جلستين من العلاج الكيماوي (أو أكثر حسب الحالة) لتحديد مدى الاستجابة للعلاج عند طريق قياس نشاط وحجم الأورام، كما أن التصوير في المرحلة الثالثة يتم بعد نهاية العلاج للتأكد من فاعليته.

وأوضحت أنه «في بعض الأحيان يتعذر أو يصعب أخذ العينة ويتم إجراء الفحص لتحديد المكان المناسب لأخذ العينة من الغدد الليمفاوية النشطة لسهولة الوصول إليها، كما يمكن إجراء الفحص للمرضى بعد مدة من شفائهم تماماً إذا كان هناك شك في رجوع المرض أو تحوله إلى نوع متقدم أو مختلف».

ولفتت إلى أنه بعد التصوير يستغرق طبيب الطب النووي نحو يوم إلى يومي عمل لكتابة التقرير النهائي متمنية لجميع المرضى موفور الصحة والسلامة.

228 حالة في 2023

لفت حمادة إلى أنه «بحسب السجل المركزي في مركز الكويت لمكافحة السرطان، فقد تم تسجيل مرض الليمفوما في المرتبة الرابعة بين الأورام الأكثر شيوعاً لدى الذكور والخامسة لدى الإناث، حيث تظهر الإحصائيات بالنسبة لحالات الإصابة بين المواطنين الكويتيين خلال الفترة بين 2010 و2019 أن معدل الإصابة يبلغ 12.4 لكل 100 ألف بين الذكور و9.4 لكل 100 ألف بين الإناث.

وبيّن أن حالات الإصابة بلغت 159 حالة في 2019 وهناك نمط تزايد ملحوظ حيث بلغت 228 حالة 2023».

الإسراع بأخذ عيّنة من الكبار

بالنسبة لأخذ عينة من الغدد الليمفاوية من الكبار، أوضح الدكتور أكبر «أنه لا يجب أن ننتظر في حال انتفاخ الغدد الليمفاوية أكثر من أسبوعين، إذ يجب الإسراع في أخذ العينة خصوصاً مع عدم وجود سبب لهيجان هذه الغدد، مع وجود أعراض مصاحبة لتورم الغدد مثل نقصان في الوزن وعدم الرغبة في الأكل وأرق في النوم ووجود حكة في الجسم، فجميعها أعراض تجعل الطبيب المعالج يسرع في عملية أخذ عينة من الشخص المشتبه فيه بالإصابة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي