طهران تتحدث عن «أضرار محدودة» في محافظات العاصمة وخوزستان وإيلام وتؤكد «واجبها الدفاع عن نفسها»
«أيام القصاص» الانتقامية الإسرائيلية تستهدف 20 هدفاً إستراتيجياً في إيران
- 3 موجات رئيسية من الغارات ضربت منشآت صاروخية وللمسيّرات ومنظومات أرض جو وقدرات جوية
- تل أبيب: بات لدينا هامش تحرك أوسع في الأجواء الإيرانية
بعد أسابيع من الترقب، شن الجيش الإسرائيلي، أمس، ضربات «دقيقة وموجهة» على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران، رداً على هجوم الأول من فبراير الجاري، مهدداً الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع «ثمناً باهضاً» في حال قررت الرد، بينما أعلنت طهران أن الهجوم أدى إلى «أضرار محدودة»، وأكدت «الحق في الدفاع عن نفسها وملزمة به»، لكنها «تدرك مسؤولياتها تجاه السلام والأمن بالمنطقة»، وذلك في بيان اتسم بلهجة تصالح أكبر من البيانات الصادرة في موجات سابقة من التصعيد.
وأدى خطر اندلاع حرب أوسع نطاقاً بين الخصمين المدججين بالسلاح إلى توتر في المنطقة التي تشهد تصعيداً بالفعل في ظل حربي غزة ولبنان، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية ستؤدي لمزيد من التصعيد، في ظل الرسائل الإسرائيلية لإيران، قبل الهجوم، الذي لم يستهدف مواقعها النفطية والنووية بعد دعوات ملحة من الحلفاء ودول الجوار لضبط النفس.
واستهدفت عملية «أيام القصاص» الانتقامية 20 هدفاً إستراتيجياً على مسافة نحو 1600 كيلومتر داخل الأراضي الإيرانية.
وتمت العملية على ثلاث موجات رئيسية، ابتداءً من الساعة 02:00 فجراً، حيث استهدفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على إسرائيل خلال العام الماضي، ومنشآت المسيرات، ومنظومات صواريخ أرض - جو وقدرات جوية إضافية، «كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران».
وأكد الناطق باسم الجيش دانيال هغاري في بيان منفصل أنّه أن إيران «دفعت الثمن، والآن نحن نركز على أهداف الحرب في غزة ولبنان».
وتابع «إذا ارتكب النظام الإيراني خطأ ببدء دورة تصعيد جديدة، سنضطر إلى الرد».
وقال «باتت إسرائيل الآن تتمتع بهامش تحرك أوسع في أجواء إيران أيضاً».
وانتهى الهجوم الذي شاركت فيه مقاتلات وطائرات للتزود بالوقود وطائرات جمع المعلومات والإلكترونيات وطائرات القيادة والسيطرة، في الساعة 06:00 عندما عادت كل الطائرات بسلام إلى قواعدها، بحسب إسرائيل.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى تقييماً أمنياً في قاعدة سلاح الجو في تل أبيب خلال تنفيذ الهجوم، بحضور وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز «الموساد» ديفيد برنياع ورئيس جهاز «الشاباك» رونين بار.
كما تحدث غالانت إلى نظيره الأميركي لويد أوستن بعد بدء الضربات بفترة وجيزة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية إن أوستن أكد على تعزيز وضع القوات الأميركية للدفاع عن الجنود الأميركيين وإسرائيل والشركاء في أنحاء المنطقة.
وفي طهران، أعلنت وزارة الخارجية في بيان «تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية، على أساس الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».
وفيما أكدت طهران أنّ الهجوم «تسبّب بأضرار محدودة»، ذكر الجيش الإيراني، إنّه «فَقَد 4 من جنوده الذين كانوا يتصدّون لقذائف الكيان الصهيوني المجرم دفاعاً» عن الأراضي الإيرانية.
وأفاد التلفزيون الرسمي عن سماع دوي «ستة انفجارات» قرب العاصمة «مرتبطة بتفعيل منظومة الدفاع الجوي ضد عملية الكيان الصهيوني الذي هاجم ثلاثة مواقع في ضواحي طهران».
وبعد الانفجارات الستة التي، كان بالإمكان سماع ومشاهدة انفجارات متواصلة مصحوبة بشهب ضوئية من العاصمة الإيرانية.
وذكرت قوات الدفاع الجوي في بيان إنّ إسرائيل قامت «بمهاجمة مراكز عسكرية في محافظات طهران وخوزستان (جنوب غرب) وإيلام (غرب)» عند الحدود مع العراق «في خطوة تثير توتراً».
وأضافت «بينما تم اعتراض هذا العمل العدواني ومواجهته بنجاح من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي، فقد لحقت أضرار محدودة ببعض النقاط، ويجري التحقيق في أبعاد الحادث».
وذكرت «وكالة تسنيم للأنباء» أن قواعد الحرس الثوري التي جرى استهدافها لم تتعرض لأضرار.