«بعض الأعمال تتبنى قضايا... والآخر للتسلية فقط»

همام رضا لـ«الراي»: الدراما السورية إلى تَحسُّن وتحتاج وقتاً للتعافي

همام رضا
همام رضا
تصغير
تكبير

برز اسم همام رضا من خلال أعمال عدة وهو يخوض تجربة جديدة في تركيا، كما من المتوقع أن يطل في الموسم الرمضاني المقبل بعمل جديد.

رضا تحدث إلى «الراي» عن أدواره وأعماله وعن وضع الدراما السورية في هذا الحوار:

• هل ترى أن مسيرتك الفنية الحقيقية بدأت في العام 2020 التي قدمت خلالها أربعة أعمال، رغم مشاركتك في باقة من الأعمال المنوعة خلال الأعوام التي سبقتها؟

- هذا صحيح، ولكن ينقصني الكثير من التجارب والعمل مع مخرجين لم تتح لي الفرصة حتى الآن للعمل تحت إدارتهم، ومن بينهم الليث حجو، وسيف السبيعي ورشا شربتجي، فكلهم أساتذة ويمكن أن نتعلم منهم.

• الليث حجو سيعود بعد غياب بعمل للموسم الرمضاني المقبل؟

- نعم، وأتمنى له التوفيق ولقد حصل تواصل بيننا ولكن لا يوجد شيء رسمي حتى الآن.

• هل ترى أن الممثل، ابن الممثل القدير، كحالك ستظلمه المقارنة دائماً؟

- صحيح، لأنني عندما أتحدث عن والدي (أيمن رضا) تبدأ المقارنة على الفور مع أن طريقي وتجاربي مختلفة تماماً عن طريق وتجارب والدي وشقيقي لا يمكن المقارنة بيننا، ولكن الآخرين سيظلون يقارنوني بوالدي إلى أن أثبت نفسي من خلال أدوار عدة.

• هي ليست مقارنة بل تهمة، لأن الكثيرين يعتبرون أن اسم الوالد سيسهّل على الفنان شق طريقه، أليس كذلك؟

- لا شك أن اسم الأب يساعد، ولكن يبقى القرار النهائي للشركات في التعامل مع الفنان أم لا، وعندما يثبت الفنان نفسه يتوقف التعامل معه على أنه ابن فلان. عندما يقدم الفنان ثلاث أو أربع شخصيات مؤثرة ومختلفة ولا تشبه بعضها، ينظر إليه الناس على أساس موهبته وتميزه واختلافه.

•... وهل لعبت أدواراً أثرت في الناس؟

- شخصية «شريف» في مسلسل «الكندوش» أثرت فيّ وأثرت في المشاهدين وكانت من بين الشخصيات الأكثر عمقاً ونضجاً وتحمل رسالة مهمة. في «الكندوش» و«زقاق الجن»، سمحت لي مساحة الدور بإبراز نفسي في شكل أفضل، وأيضاً مسلسل «الفرسان الثلاثة» للمخرج علي المؤذن الذي لعبت فيه دور البطولة إلى جانب أيمن زيدان وشكران مرتجى ورامي أحمر، لكنه ظُلم ولم ينل حقه بسبب سوء توقيت عرضه.

• وهل ينزعج الممثل في مثل هذه الحال أم أنه لا يكترث ما دام تقاضى أجره؟

- بل هي تجربة يعيشها الممثل وتضيف إليه. خلال الدراسة في المعهد، نقدم شخصية جديدة كل شهرين أو ثلاثة أشهر ويحضر العرض نحو 200 شخص... لا ننزعج ونقول ذهب تعبنا سدى. نحن نتعلم، وأنا لا أندم على أي عمل شاركت فيه. حتى في حال وصلني النص وحضّرت للشخصية ولم يتم الاتفاق، فلن أزعل أبداً لأني أكون قد اختبرت نفسي وأدواتي كممثل وتعمقت في عوالم الشخصية وقرأت عنها. فهذا الأمر يزيد إلى ثقافتي، وهنا تكمن المتعة، لأن الإنسان يبحث عن المعرفة ويصبح أكثر عقلانية في اختياراته وتجاربه.

• وفي أي أعمال كانت اختياراتك عقلانية؟

- لم أصل إلى هذه المرحلة، لأنني لم أتمكن من المهنة ولم تصلني الأدوار التي تجعلني أختار بعقلانية. حتى الآن أنا أعتمد فكرة التجربة لكي أمكّن تجربتي في المهنة وأكتسب قاعدة شعبية عند الناس والمخرجين وشركات الإنتاج. وعندما يتحقق هذا الأمر يمكن أن أصبح عقلانياً.

• ولكن بعض الممثلين أصبحوا نجوماً بقاعدة جماهيرية عريضة بعد تجارب قليلة؟

- هذا الأمر يعود إلى الفرصة أو الحظ أو القدر، ولكنني أفضل صعود سلم الفن درجة بعد درجة، والتعلم من تجارب الممثلين الكبار الذين سبقونا وعاشوا تجربتهم كاملة ولم يصلوا إلى النجومية إلا بعد تعب وجهد وتجارب كثيرة.

• هل تحمل الدراما التي تقدم اليوم قضايا تؤثر في الناس والمجتمع؟

- طبعاً، عدا عن أن الممثل يمكن أن يوصل في بعض الأدوار رسائل يرغب هو شخصياً في إيصالها، ولذلك يقال إن الممثل أبدع في دوره وفي الرسالة الشخصية التي يقدمها.

• وكم نسبة القضايا التي تقدمها الدراما اليوم؟

- بعض الأعمال تتبنى قضايا وبعضها الآخر للتسلية فقط، وهذا ليس خطأ شرط ألا تتضمن ما يمكن أن يفسد المجتمع، كما أنني ضد الأعمال الترفيهية التي لا هدف لها.

• وما أبرز الأعمال الهادفة التي عرضت أخيراً؟

- آخرها «مال القبان» و«أولاد بديعة»، وهما عملان يحاكيان المجتمع. وأحياناً يذهب الفن إلى الأقصى على نحو متعمد بهدف إيصال الفكرة. وهذا أمر طبيعي. عندما كنت طالباً، كانت تقدم الدراما السورية 25 مسلسلاً محلياً تحاكي الواقع والمجتمع. والعام الماضي تم تقديم 12 مسلسلاً بينها 6 أعمال من نوع البيئة الشامية.

• ولماذا تغير الوضع؟

- بسبب الظروف وندرة النصوص الجيدة. القاعدة الأساسية بالنسبة إلينا كممثلين هي النص، ولا يمكن لأي ممثل ومخرج مهما بلغت درجة أهميتهما أن يصنعا تحفة فنية من دون نص جيد.

• كتابياً، هل تجربة علي وجيه ويامن الحجلي هي الأفضل في سورية؟

- تجربتهما من بين التجارب البارزة، كما أنها جديدة وفريدة بدأت بـ«هوا أصفر» ثم «صفيح ساخن» وأنا متابع جيد لأعمالهما.

• هل تتوقع أن ينعكس انفصالهما على تجاربهما الناجحة، لأن مسلسل «مطبخ المدينة» يحمل توقيع علي وجيه فقط؟

-... ويامن الحجلي يتشارك مع رامز أسود في كتابة عمل جديد. المعهد يدرّس مادة الدراسات المسرحية ويخرج سنوياً 12 طالباً كلهم مشاريع كتاب، ويوجد بينهم على الأقل 3 كتّاب مهمين. وهذه السنة يوجد تركيز على الأعمال الاجتماعية وهناك ابتعاد عن الأعمال الشامية وتقليص لعددها، وهذا يؤكد أن الدراما السورية تتحسن، ولكنها تحتاج إلى وقت كي تتعافي وأنا أتأمل خيراً.

• ما هي أعمالك للفترة المقبلة؟

- حالياً نحن نصوّر في تركيا مسلسلاً سورياً جديداً إخراجاً ونصاً وكتابة وإنتاجاً وتمثيلاً، لكن فريق المخرج الفني يضم فنيين سوريين وأتراكا ومصريين. المسلسل مؤلف من 10 حلقات وأقدم فيه شخصية «تامر». ونحن نصور في تركيا، لأن قصة المسلسل تتناول مناطق حدودية وطبيعة إسطنبول حلوة ومناسبة، كما أن المخرج والمنتج يقيمان في إسطنبول ويحملان الجنسية التركية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي