وجع الحروف

«صون اللسان»... كيف؟

تصغير
تكبير

خُطبة الجمعة التي عمّمتها وزارة الأوقاف على مساجد الكويت عنونتها «الراي» بـ«... صون اللسان»، وجاء فيها: (فليحذر الإنسان مما تكتبه يداه وإن استتر خلف اسم مستعار... ومن الشرر المستطير أن يستلذ الإنسان الوقوع في الأعراض ويتأول لنفسه تأويلات فاسدة).

لنا في منهج عمر بن عبدالعزيز، قدوة نتمنى أن تطبق لدينا... ومن أهم مبادئه (كما جاء في بحث علمي محكم للدكتور علي جمعة الرواحنة ـ جامعة آل البيت)،«اتخاذ البطانة الصالحة والإيجابية والفعالة في البناء الإصلاحي» ويظهر ذلك من توصيته لمن حوله، وأورد، قال عمر بن عبدالعزيز،«يا عمرو بن مهاجر: إذا رأيتني ملت عن الحق فضع يدك في تلابيني ثم هزّني ثم قل لي ماذا تصنع»؟

عمر بن عبدالعزيز، الإمام العادل عندما سأل الحسن البصري، بمن يستعين، رد عليه «عليك بأهل الشرف، فإن شرفهم يمنعهم من الخيانة»، ومن الصعب في ظل المتغيرات والثقافة تطبيق المنهج ذاته إلا أن الخطوط العريضة له بالإمكان تطبيقها.

يعني... الكل يجمع على أن البعض ممن استتر خلف اسم مستعار ويبث الإشاعات والسموم والفرقة لهو خطر شديد ونحذّر منه.

قد يتساءل سائل «طيب شنو تبي توصل له»؟

نجيب بمختصر مفيد، إن الرفاه الاجتماعي مطلوب وإن البطانة الصالحة وسعة الصدر نراهما مطلباً منطقياً لتحقيق التنمية بشقيها الاجتماعي والاقتصادي.

ولو تابعنا ما ينشر وتتداوله وسائل التواصل الاجتماعي لعلمنا ما يحتاجه أفراد المجتمع الكويتي من تعليم متميز، رعاية صحية أفضل، وتحسين لمستوى المعيشة، وخدمات تقدم بشكل احترافي وكل صاحب حق يرد له حقه (العدل والمساواة وتكافؤ الفرص) وبناء ثقافة المجتمع بناءً سليماً.

إذا رأيت شخصاً مُبتلى أو يقوم بأعمال منافية لعاداتنا وتقاليدنا، فالتزم الصمت وقل هذا الدعاء (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به وفضّلني على كثير من خلقه تفضيلا).

إنّ الوقوع في الخطأ وارد، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) والذنوب كذلك، إن وقعنا بها فلنلتزم الاستغفار.

وعلى الرغم من التحذير حول خطورة إفرازات البعض وتأويلاتهم الفاسدة، نرى أن هناك فئة تبحث عن الإصلاح وتتحدث عن كل قضية وتعرض الحلول لها وهؤلاء يحتاجون إلى من يحتضنهم ويقربهم ويستمع إليهم.

الزبدة:

لقد جاء في الأثر، إن رجلاً شتم خالد بن الوليد، فالتفت إليه وقال (هي صحيفتك املأها بما شئت)، ونحن هنا نذكر وننصح أحبتنا وأهل الخبرة والعلم والثقافة الصالحة وحسني السيرة والسلوك أن يأخذوا بمبدأ الرأي والرأي الآخر... فالدين النصيحة.

اللهم هب ولاة أمرنا البطانة الصالحة الناصحة، وابعد عنهم بطانة السوء... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي