قيم ومبادئ

أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل؟

تصغير
تكبير

أن تضع نفسك في مواجهة العالم، هذا التحدي ماذا يعني على المستوى التشريعي والاقتصادي والاجتماعي؟ فهل أنت مستعد لذلك؟ فالمسألة ليست عنتريات ولماذا نزج فئة قليلة مستضعفة في اتون حرب كونية؟ ونراهن بعد ذلك على ما تبثه وسائل الإعلام من مقاطع مظاهرات هنا وهناك ولافتات تنصر الضحايا المدنيين وتندد بالعدوان؟

نظرياً، يمكن لأي دولة أن تنص في دستورها على أن دين الأغلبية ودينها الرسمي كما في إيران والفاتيكان وجورجيا وأرمينيا... ولكنها عملياً تصطدم بالنظام الدولي من خلال المعاهدات الدولية التي تلزم الدولة بما قد يتعارض مع قانونها الداخلي وينتقص من سيادتها! فكيف ستواجه العالم وأنت متخلف بتشريعات القوانين؟

هذا في (المجال التشريعي) أما في (المجال الاقتصادي) فنجد أن فكرة الندرة للموارد الطبيعية التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الصراع (البقاء للأقوى) والمنتصر هو الأجدر بالبقاء، وهنا تبرز فكرة اليد الخفية التي تدير اقتصاديات العالم حيث القوانين الميكانيكية الآلية هي التي يجب أن تسود في الاقتصاد العالمي وتخضع لها جميع السلع والخدمات وهذا ما يعرف بـ (الرأسمالية الليبرالية الخفية).

وما تشيعه وسائل الإعلام من الثقافة الدولية وآليات السوق قادرة على خلق هذه المنظومة – بدلاً من المعتقدات الدينية – ولا ترى الرأسمالية المتوحشة أي غضاضة في تجميع السبل التي تحرك السوق وتحرك الاقتصاد حتى لو كانت حرباً مفتعلة أو بيع أسلحة دمار شامل أو ترويعاً بنشر الأوبئة! وهنا كيف ستواجه العالم وهو الذي يملك محركات الحروب والسيطرة على الممرات المائية وصندوق النقد الدولي؟ وقوانين الأمم المتحدة ومؤامراتها؟

وفي (المجال الثقافي) الذي تزيد أهميته على البُعد الاقتصادي في أحيان كثيرة في سبيل حماية الملامح العرقية للأقليات وثقافة المظلومية المهيمنة على مكونات المجتمع والتي يمكن إثارتها لخدمة أجندات معينة ومن خلال الثقافة التي يتم نشرها دولياً وآليات الثقافة المتطورة مثال ثقافة الاستهلاك و(صناعة التافهين) وذلك بنشر في كل قطر من الأقطار ما يناسبه لتحقيق مزيد من التبعية والربح من خلال الشركات متعددة الجنسيات وبرامج وتطبيقات الحاسوب التي دخلت مفاصل الحياة العامة ومثالها (الأمن السيبراني)، وصولاً إلى ذوبان الهوية وتحقيقاً لتغيير الإطار المرجعي للأمة الإسلامية عن طريق مزاحمة الفتوى – لكل من هب ودب – واستبداله بإطار مرجعي يتفق مع سياسة الدول الكبرى. وهذا ما تفعله التكنولوجيا الحديثة التي خَلَبَت لُبَّ المستهلك الفرد حتى استسلم لها... وصولاً إلى فكرة وحدة الأديان والتعايش مع الإلحاد؟

وأخيراً في المجال الاجتماعي... وبعد التطور السريع الذي أوجده النظام الدولي وتبعه سلسلة من التداعيات الاجتماعية وتغيرات هيكلية وقيمية عميقة في عقل المسلم ونظام الأسرة المعاصر حتى أصبحنا في وضع يصعب (إعادة المرأة للبيت) في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة؟ وفي ظل ثقافة الانفتاح وهذا ساعد بصورة أو بأخرى بارتفاع معدلات الطلاق وجرائم الدعارة وزعزعة القيم والثوابت!

هذا وغيره كثير يستحيل معه مجرد التفكير بأننا قادرون ومستعدون على مواجهة العالم بهذه الظروف؟

أما المجال العسكري فلعل الواقع خير شاهد على ما نقول واللبيب بالإشارة يفهم!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي