«الدوما» الروسي يتبنّى اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع بيونغ يانغ

انتقال صراع الكوريتين إلى أوكرانيا يُعزز المخاوف من «حرب عالمية»!

يون وأندريه دودا خلال مؤتمر صحافي في سيول (رويترز)
يون وأندريه دودا خلال مؤتمر صحافي في سيول (رويترز)
تصغير
تكبير

يلوح شبح الحرب العالمية في الأفق، حيث تتشابك الصراعات الدولية وتقترب من التماس مع بعضها... فوسط المخاوف من ضربة إسرائيلية لإيران قد تشعل منطقة الشرق الأوسط برمتها، هناك في شرق أوروبا يجتذب الصراع بين روسيا وأوكرانيا خصمين آخرين، هما كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية ما ينذر بتحول العالم لساحة حرب واسعة.

فقد أكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، أمس، أن بلاده لن «تبقى مكتوفة الأيدي»، فيما ترسل جارتها الشمالية آلاف الجنود لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا، وفق ما ذكرت «فرانس برس».

وذكر جهاز الاستخبارات في سيول أن نحو 3 آلاف جندي كوري شمالي يتدربون حالياً في روسيا، ويرجّح بأن يتم نشرهم على الجبهة في مواجهة أوكرانيا قريباً، فيما يتوقع بأن يتم إرسال المزيد من الجنود بحلول ديسمبر المقبل.

وأكد كل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وواشنطن أن الجنود الكوريين الشماليين يتلقون التدريبات في روسيا، وحذرا من أن مشاركتهم في الحرب تشكل تصعيداً خطيراً في النزاع الذي بدأ في فبراير 2022.

وقال يون بعد محادثات مع الرئيس البولندي أندريه دودا الذي يزور سيول حتى اليوم، إن «كوريا الجنوبية لن تبقى مكتوفة الأيدي حيال ذلك».

وأضاف أن كوريا الجنوبية وبولندا العضو في «الناتو»، اتفقتا على أن نشر القوات الكورية الشمالية يعد «استفزازاً يهدد الأمن العالمي بما يتجاوز حدود شبه الجزيرة الكورية وأوروبا».

ودان الرئيسان «بشدّة تطوير كوريا الشمالية الصواريخ و(برنامجها) النووي واستفزازاتها، إضافة إلى تعاونها العسكري مع روسيا».

من جانبه، قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي يول، إن حكومته لا يمكنها أن تظل سلبية بشأن الرد على إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا.

ونقلت «وكالة يونهاب للأنباء» الكورية الجنوبية عن تشو خلال جلسة استماع أمام البرلمان، أمس: «لا اعتقد أننا في وضع يمكننا فيه أن نقف مكتوفي الأيدي عندما يصبح الأمر في نهاية المطاف تهديداً لأمننا».

وقال تشو في معرض رده على سؤال من عضو برلماني، بشأن ما إذا كانت الحكومة ستبحث مسألة تقديم أسلحة بصورة مباشرة إلى أوكرانيا، «إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة».

وأضاف لاحقاً أن نشر كوريا الشمالية لقواتها «ما كان ليحدث من دون أن تعدها موسكو بشيء في المقابل».

جدير بالذكر أن سيول لم تزود أوكرانيا حتى الآن بأي أسلحة ثقيلة، خشية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الحرب.

البرلمان الروسي

في غضون ذلك، صوت مجلس الدوما، المجلس الأدنى في البرلمان الروسي، على نحو سريع على تبني اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال زيارة لبيونغ يانغ في يونيو الماضي.

ومن المتوقع أن يحذو المجلس الأعلى حذو «الدوما»، قريباً.

وتلزم الاتفاقية روسيا وكوريا الشمالية على تقديم المساعدة العسكرية على الفور بـ«كل الوسائل» في حال تعرض أي منهما لهجوم، وهي تمثل أقوى رابط بين موسكو وبيونغ يانغ منذ نهاية الحرب الباردة.

وأكدت الولايات المتحدة، الأربعاء، أنه جرى إرسال 3 آلاف جندي كوري شمالي إلى روسيا ويتم تدريبهم في مواقع عدة، ووصفت الخطوة بأنها شديدة الخطورة وحذرت من أن تلك القوات ستكون «عرضة للهجوم».

ورفضت بيونغ يانغ وموسكو في السابق التأكيدات من جانب الولايات المتحدة وحلفائها أن الشمال زود موسكو صواريخ بالستية وملايين من قذائف المدفعية للاستخدام في أوكرانيا.

وعندما سئل بوتين في يونيو ما إذا كانت القوات الشمالية يمكن أن تقاتل إلى جانب قواته في أوكرانيا بموجب الاتفاقية، قال إنه لا يوجد حاجة لذلك، ولكنه أعلن أيضاً للمرة الأولى أن روسيا يمكن أن تزود بيونغ يانغ بالأسلحة.

وذكر مراقبون انه مقابل الدعم العسكري، يمكن أن تتشارك موسكو تقنيات أسلحة متقدمة مع بيونغ يانغ لمساعدتها على تحسين قدراتها الخاصة بالصواريخ البالستية والأقمار الاصطناعية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي