مانشيت «الراي» في عدد الأحد الماضي يقول (مستشار عالمي لـ... «منظومة إدارة الأداء الحكومي»).
هذا المسعى طيّب إلا أننا نخشى أن تكون توصياته في تقاريره المقدمة كبقية توصيات المكاتب الاستشارية العالمية مثل ماكينزي العالمية 2004 وغيرها.
أعتقد أن الاستعانة بأصحاب الخبرة الطويلة (أهل الشرف) في مجال الإدارة ممن تقلّد مناصب تنفيذية أكثر منفعة حيث تشير الدراسات إلى أن المنظومة قيادياً لا يمكن بحثها إلّا من طرف يملك إلماماً كاملاً في السياق الثقافي للمجتمع الذي تعمل فيه المؤسسة، وهو ما قد يجهله الكثير من المكاتب الاستشارية العالمية.
الحسنة في هذا التوجه، أنه سيكون مدخلاً لخلق منظومة متكاملة لقياس الأداء للجهات الحكومية والرضا على الخدمات بعد أن شهدنا فراغاً قيادياً غير مسبوق وداء «الواسطة» توغّل في التعيينات.
وفي ما يخص ديوان الخدمة المدنية، فقانون الخدمة المدنية رقم 15 لسنة 1979 يحتاج إلى مراجعة شاملة لمواده، وقد كتبنا ملاحظاتنا وتوصياتنا حوله وقُدّم تقرير من قبل.
قد يتساءل البعض «ليش... ما عندنا مستشارين أكفاء: وينهم»!
سؤال في محله، وصحيح أن لدينا كفاءات في المجالات كافة، لكن وكما قيل «مزمار الحي لا يطرب»... و«يا ليت عندنا بنك خبرات كما هو في اليابان وغيرها من الدول التي شهدت تطوراً ملحوظاً وحققت عن طريق الاستعانة بتلك الخبرات التنمية».
أعتقد أن المستشار العالمي سيطالب أولاً بإعادة هيكلة المنظومة الإدارية لفك التشابك بين الجهات الحكومية بالنسبة للمهام، وتغيير قانون الخدمة المدنية وسد الشواغر الكثيرة، ومن ثم يستطيع المستشار العالمي تصميم نظام أو أنظمة عدة لقياس الأداء على مستوى المؤسسات (قياديين/إشرافيين/موظفين)...
إنّ المثل الشعبي يقول «أهل مكة أدرى بشعابها» عند بحث التطوير وإجراء عملية التقويم والقياس، وأتمنى أن نستعين بأهل الخبرة من المتقاعدين ممن تقلدوا مناصب تنفيذية ولديهم إنجازات خلال رحلة أعمالهم السابقة... وهذا يتطلّب التحرر من ثقافة «ما فيه بهالبلد إلا هالولد»، فحسن الاختيار هو المدخل خاصة في الفريق الملازم للمستشار العالمي.
السؤال: متى يتم الإعلان والانتهاء من مهمة المستشار العالمي؟ وكيف ستكون آلية العمل؟ ومن هم أعضاء فريق عمل المستشار العالمي (هل لديهم الخبرة الكافية والدراية بالنظم القائمة وثقافة المجتمع الكويتي)؟
الزبدة:
في أي منظومة إدارية محترفة، تستخدم برامج وتطبيقات لكل مجال ويعتمد التوقيع الإلكتروني ويعمل بالبريد الإلكتروني عوضاً عن كتابنا وكتابكم، ولا يوجد بيروقراطية كون عامل الزمن والإنتاجية هما الأساس والهدف المرجو من تطبيقها.
لننتظر... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi