رأي نفطي

الطلب والسعر ضعيفان ... و«الخفض» لم يعد بلسماً!

تصغير
تكبير

الطلب على النفط ضعيف والسعر أيضاً، ليبقى حالياً معدل سعر البرميل ما دون 74 دولاراً وفق مؤشر برنت العالمي.

في ضوء ذلك، إلى متى سيستمر الوضع النفطي لما هو عليه آنياً، وماذا على (أوبك+) عمله؟

... ليس بالمقدور سوى الانتظار وترقب تحسن في زيادة الطلب العالمي وسط الموجودات الكافية من النفط الخام داخل ومن خارج (أوبك+)، إذ من الصعب على الدول النفطية خفض إنتاجها ثانية ولتصب مرة أخرى في صالح الدول النفطية خارج منظمة (أوبك+). ومن نافلة القول «الانتظار مفتاح الفرَج».

وعلى الرغم من التزام معظم دول المنظمة النفطية بحصصها الإنتاجية وخفضها أكثر من 6 ملايين برميل يومياً. إلا أن ذلك الأمر لم يسهم في رفع سعر النفط، في وقت أن الدول النفطية من خارج المنظمة مثل أميركا (14 مليون برميل) وكندا (5 ملايين) والبرازيل ما بين 4 إلى 3 ملايين برميل، تلك الدول مجتمعة لم تخفض لأسباب فنية سوى ما يقدر بمليون برميل يومياً، وذلك أيضاً لم يساعد في رفع السعر.

وحقيقة الأمر أن معدل 75 دولاراً هو مناسب للدول المنتجة الأخرى من خارج (أوبك+) طالما أن المعدل السعري يغطي إجمالي مصاريفها وتكاليفها، وأيضاً في ظل اعتمادها على (أوبك+) باتخاذ اللازم من الأمور حيث لا ضغوط داخلية محلية ولا خارجية بعمل أي شيء ولها كامل الحرية. بحكم أن الشركات المنتجة مملوكة لأشخاص وهم أصحاب القرار الوحيد.

ومن الصعب التوقع بحصول أي تغيير في أسعار النفط بالرغم من المناوشات الدائرة حالياً في الشرق الأوسط ومن احتمال وقوع حرب، وهذه أخبار فقط تبث من أجل فعل أي شيء لزيادة سعر البرميل، نظراً لأن الموجودات من النفط أكثر من كافية.

وحتى ولو توقفت الإمدادات النفطية من إيران مثلاً فإن (أوبك +) مازالت تمتلك من الكميات الفائضة والاحتياطات التي تغطي أكثر من 2 أو 3 ملايين برميل من النفط الإيراني، بالإضافة إلى كميات أميركا، كندا والبرازيل. وقد تزيد أميركا من إنتاجها إلى معدل 20 مليون برميل في اليوم في خلال الـ 3 سنوات المقبلة، ما يعني تغييراً جذرياً في خارطة النفط ولدور المنظمة النفطية مستقبلاً.

الطلب العالمي على النفط غير متاح حالياً والتوقع بانخفاض محتمل لسعر البرميل، و(أوبك +) لا تستطيع الإقدام على فعل أي شيء، واتباع سياسة خفض الإنتاج لم تعد بلسماً. وهي أخبار غير مطمئنة للمنظمة النفطية العالمية، ولمواجهة الواقع ما على دول المنظمة سوى إيجاد البديل المالي العملي.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي