الحروب والصراعات يشعلها القادة العسكريون، وبعدها تبدأ الانقسامات في الآراء، فتجد لكل طرف مؤيدين ومعارضين، وهذا التأييد أو المعارضة تتحكم به المصالح، فمن كان مؤيداً بالأمس قد تقوده مصلحته ليصبح معارضاً شرساً...!
ومن السهل عليك ملاحظة أن كل من له مصلحة ببقائها مشتعلة يحاول بشتى الوسائل لإبقائها مشتعلة، ولا يقيم للخسائر الميدانية أي وزن ويتجاهل الخسائر بالأرواح أو الأُسر التي تشتّت إنما الأهم هو إطالة أمد هذه الحرب...!
الحروب تكون عادة بحاجة للحكماء والسياسيين لكي يطفئوا نارها، ولكي تنتهي أي حرب يجب على كل طرف أن يقدم تنازلات، وهذه التنازلات قد تكون معلنة أو سرية، وسواءً كانت هذه التنازلات سرية أو علنية فإن هذه التنازلات يتحكم بها حجم الخسائر التي تكبدها كل طرف...
نأتي للأهم الآن، مقياس النصر يختلف باختلاف الثقافات، فهناك من لديه المقدرة على إقناع كل اتباعه بالانتصار بالرغم من الخسارة التي يصعب إخفاؤها والخسارة الفادحة بالأرواح، فمجرد الوصول لحل للمعركة القائمة فهذا يترجم على أنه انتصار يجب أن نحتفل به، لتبدأ بعدها معركة جديدة أشد شراسة مع أبناء جلدته، فكل من علا صوته بعد انتهاء الحرب شارحاً وموضحاً أن ما حصل لا يمكن اعتباره انتصاراً إنما هو هزيمة يجب علينا أن نقر بها فإنه سيصبح خائناً يجب قتله...
وكل من يطالب بالجلوس لدراسة أسباب هذه الخسارة وما هي الدروس المستفادة من هذه الحرب سيصبح هو عميلاً للأعداء ومثبطاً للمعنويات والهِمم، ويصنف كميل للأعداء تجب معاقبته أولاً ثم بعد ذلك محاسبته...!
القناعة بالخسارة تعتبر العامل الأساسي للإعداد للمستقبل والتطور، والأهم هو أنّ اعترافك بالخسارة هو الحجر الأساس لعدم تكرار الخطأ...