خطاب العقل والمنطق

تصغير
تكبير

خُلِق الإنسانُ عامل زرع وبناء ونماء، ولم يخلق معدوم الحس والضمير، فالحزن والشعور بألم الفراق صفة تميز البشر دون المخلوقات الأخرى، وهنا مربط الفرس.

فالحديث عن الأذى ونشر الحزن والألم والشقاء يوجه للبشر دون سواهم والنصيحة توجه للعاقل الذي هو خصم نفسه، فمتى نكون خصماً أميناً لأنفسنا، ومتى تنهض النفس اللوامة فينا لتوقف نزف الدم الذي حرم سكبه إلّا بالحق والعدل لصالح البشرية بمِطرقة العدل والحق والقانون؟

لهذا، كله أرسل رسالة من القلب موجهة إلى العقل والضمير الإنساني بصفة عامة إلى كل إنسان عربي أو أعجمي أبيضهم وأسودهم، أخاطب كل من يرى ويسمع وينطق وبكل شفافية وتقدير واحترام، هل ما يحدث حولنا من قتل ودمار ونشر للفتنة والتحريض يرضي أحداً؟

إنّ الله سبحانه وتعالى العادل القاسط والحكم فطرَ النفس البشرية على الخير ونشر المحبة والسلام، فماذا نقول لهؤلاء المؤججين الساعين في الأرض فساداً يدعون للشر ويسعون للقتل وحرق الأخضر واليابس؟ هل من المنطق أن تعيش أمة على أشلاء غيرها؟ هل دمعة طفل بريء تسعد أي سفاح عنده مثقال ذرة من ضمير؟

لا أصدق أن العبد الصالح يسعده بكاء وحسرة أم وزوجة ثكلى على عزيزها، فالموت مكروه والدمار مرفوض والتشرد مرفوض، فمن الذي يعجبه أن يرى الدنيا في هرج ومرج؟ قولوا كلمة حق بشرط ألا تخادع نفسك أو تظلمها وتنحاز، فما يحدث عمل من أعمال الشيطان لا يرضاه إنسان، اتقوا الله تعالى في أنفسكم لأن الله يسمع ويرى وإن نجحت في الكذب والخداع وتخطيت الشيطان مكراً ودهاءً فتعالوا أيها العقلاء بجميع أطيافنا نقول للخطاء لا وألف لا، ونسعى جميعاً بنشر المحبة والأمن والسلام ونزرع بدلاً من أن نخلع الأشجار، فالنور أحق أن ينشر والخير أجدر أن يعم، فما يحدث في اليمن والعراق وسورية وغزة ولبنان اليوم يهتز له عرش الرحمن وترفضه الشريعة السماوية، يمقته الله وتنهى عنه الأديان، كيف تقبلون وتقولون ما لا يقبله العقل ازرع الخير ليحصده الناس..

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي