خارج الصندوق

على فكرة

تصغير
تكبير

جرت الحكايات الشعبية والروايات التاريخية عامة والإسلامية خاصة على خطين غُيِّب الثالث لهما، أحدهما الكريم المعطاء الباذل للمال بلا مقابل والآخر الفارس الهمام والبطل المقدام المقاتل، وذلك الحصر لأسباب عدة حزبية أو فكرية أو نفسية... وبطبيعة الإنسان صاحب العقل الكسول المتلقي دون تحقق ترك تصنيف الإنجاز على هذين الخطين والوجهتين اللتين من خلالهما ينظر للشخص على أنه صاحب قيمة بناء على الاقتداء بالسلف ذكرهم، وبتحجير الواسع ترتب عليه من أراد أن تكون له بصمة، ففي الحياة ليس له إلا هذان المسلكان، ليقف بالمقابل عاجزاً من كانت له موهبة أو قدرة مختلفة أمام إيجاد حل آخر لما يستطيع فعله، ومن أراد التفكير في مسلك مختلف كان بعين الميزان الموضوع مختلفاً وخارجاً عن جادة الصواب الاعتيادي، أدى ذلك إلى نقص وتهميش الطاقات البشرية التي ظننا أن لا حاجة لها تذكر ولا فائدة منها تُرجى.

يضعنا ذلك أمام التفكير في أمور عدة منها: هل عند قراءة التاريخ أو سماعه كان موجهاً بحصرٍ أمام مسلكين لأهداف معينة أو بصورة عشوائية؟ أم نحن من ساعد في حصر ذلك فكرياً من خلال النظر للأمور بمنظار مسبق من التفكير وميزان واحد مستهلك لقياس المعلومات والتعامل معها؟ وهل العقل الجمعي بالنظرة للأمور صحيح دائماً؟ وهل على الإنسان أن يعمل ضمن مجموعة ليكوّن نفسه ويحقق ذاته بنظرتهم له؟

يقف الشاب عاجزاً عن رسم فكر مختلف لخطه الإنساني له شخصياً أو لمن يماثله بالتفكير والمواهب، ما يجعله يشعر بالعجز والتهميش ثم اللجوء للانعزال، وليس ذلك الخط ابتداعاً من الخيال وإنما انطلاق كل شخص مما يظنه ميلاً شخصياً يستطيع من خلاله وضع رسالة إنسانية ولو على محيطه الشخصي أو الأُسري.

لا شك أن اختلاف المواهب والمشارب وتمايز الطاقات والميول أمر محمود في الطبيعة البشرية ليحصل التكامل البشري في البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً،

وأعتقد أنه آن للطاقات الفردية واستثمار المواهب الشخصية البعيدة عن القيود المجتمعية أن تنهض، فالمجتمعات أحوج ما يكون لها الآن، والتاريخ الذي لم يحكِ لنا مليء بالكثير من الأمثلة الفردية المنعزلة في العمل وترك بصمة يُجنى ثمارها وإنجازها بعيداً عن الأمثلة المحصورة طرحاً وفكراً وغايةً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي