من الأطلسي

الشيخ عثمان الخميس... شكراً لك

تصغير
تكبير

في الوقت الذي يبكي فيه المسجد الأقصى خذلان أمة المليار ونصف المليار، ويشكو فيه أهل غزة وأهل لبنان إلى الله عز وجل قلة حيلتهم، مع محاولات بطولية وجبارة للمقاومة في البلدين لصد العدوان الصهيوني ليس على فلسطين ولبنان فحسب، بل هم يقاتلون نيابة عن بلدان الشرق الأوسط كافة، فهذا الكيان لن تردعه القوة فحسب بل إن رادعه الأكبر هو اتحاد المسلمين بشتى مذاهبهم في وجه الطغيان الصهيوني ومَن وراءه.

ابتليت الأمة ببعض مَن نصّبوا أنفسهم فقهاء وعلماء للدين بمدى خذلان هؤلاء لقضايا الإسلام وعلى رأسها المجازر التي تحدث في غزة الدامية وفي لبنان، فبدلاً من قيام هؤلاء المتفيقهين بمناصرة أبناء الإسلام ومناصرة المظلومين إذا بهم يلقون باللوم على الضحية، بل تمادى بعضهم إلى أن قال إننا لسنا ملزمين حتى بالدعاء لأهل فلسطين!، ألهذا الحد وصل بنا الحال، يا عجباه، لم يتبق سوى أن يطلب من المسلمين ألا يدعو على الصهاينة، وكثر اللغط على الساحة الإسلامية بين من هم يحملون في قلوبهم عقيدة الإسلام الصحيحة وبين من عليهم علامات استفهام وإن ظهروا بمظاهر التدين.

الشيخ الجليل عثمان الخميس، حفظه الله، أثبت هذا العالِم الفاضل أنه يحمل في قلبه حباً للإسلام والمسلمين وان اختلف مع بعضهم ويحمل قلباً مؤمناً صادقاً ولا نزكيه على الله عز وجل، إذ طالب الشيخ عثمان، حفظه الله، أن نضع كل اختلافاتنا المذهبية والسياسية جانباً اليوم، ونقف صفاً واحداً خلف إخوة لنا في الدين يتم قتلهم واستباحة دمائهم وديارهم بصورة لم يسبق لها مثيل، هنا يعطينا الشيخ الخميس درساً في دور الفقيه المُؤمن الذي يعرف ويعلم الأولويات في وقت تكاد تتمزق فيه الأمة بسبب بعض الذين يصبون الزيت على النار ويخدمون العدو الصهيوني بقصد أو دونه في تفكيك الوحدة الإسلامية وهذا ما يراهن عليه الصهاينة.

إننا اليوم في أمس الحاجة إلى من يناصر إخوتنا في فلسطين ولبنان ولو بالدعاء الذي بخلت به فئة قليلة من ادعياء الفقه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اليوم تمر الأمة في اختبار عظيم في مواجهة هذا العدو الغاشم، إنهم أعداء الله وأعداء الإنسانية ومخططهم أكبر بكثير مما يتخيل بعض الغافلين هداهم الله.

في وسط هذا التلاطم وهذا التوتر الشديد بل والحرج الأشد، خرج علينا الشيخ عثمان الخميس وجعل الأمر واضحاً جلياً وهو له جمهور عريض وهو من أصحاب العلم الشرعي المشهود لهم ووضع الأمور في نصابها الصحيح، وذلك بدعوته لنبذ الخلاف والاختلافات كافة في هذا الوقت بالذات، وهذا موقف نسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناته وأن يمد الله في عمره، إذ أثبت هذا الشيخ الجليل أنه صاحب علم وصاحب نظرة ثاقبة ولم يخضع أو يجامل البعض الذين ركبوا موجة التوبيخ وتكسير العزائم للأبطال المقاومين في فلسطين ولبنان، الأيام المقبلة حُبلى بالمفاجآت الصادمة وعلينا جميعاً أن نتوحد في وجه آلة الدمار الصهيونية رد الله كيدهم إلى نحورهم... شكراً لك شيخ عثمان وجزاك الله خيراً... دمتم بخير.

jaberalhajri8@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي