أحياها «بوشعيل» والبلوشي والرجيب والمالكي على مدار يومين في «مركز جابر الثقافي»

«ليلة الصوت الجريح»... تكريم من الطراز الرفيع

تصغير
تكبير

بصوت «نبض الكويت» الفنان القدير نبيل شعيل، والفنانين النجوم مساعد البلوشي وفواز الرجيب وفدوى المالكي، حظي جمهور مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وتحديداً في قاعة «المسرح الوطني»، مساء الخميس والجمعة الماضيين، بحضور حفل غنائي من الطراز الرفيع حمل عنوان «ليلة الصوت الجريح» من إنتاج شركة «تريفي الدولية» للإنتاج الفني، حيث انتعشت فيهما ذكرياتهم الجميلة مع روائع الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر.

عفوية «بوشعيل»

«نبض الكويت» بوشعيل، الذي يعتبراً واحداً من أهم نجوم الأغنية الكويتية المعاصرة، كان مسك ختام كلتا الليلتين، حيث إنه أطلّ على الجمهور المكتمل العدد وسط تصفيقهم الحار، ليبادلهم بعفويته المعهودة التحية، ثم ينطلق بقيادة المايسترو الدكتور أحمد العود وفرقته الموسيقية مبحراً بصوته الشجي والقوي وتغنّى بأربعة أعمال من أروع مع قدمه «الصوت الجريح» بوخالد، والبداية كانت مع أغنية «تأخرتي» من كلمات بدر بورسلي وألحان عبدالرب إدريس، فحظيت بتفاعل جميل من الحضور. وبسلاسة واحترافية كبيرتين، انتقل لأغنية «سامحني خطيت»، من كلمات مبارك الحديبي وألحان غنّام الديكان، والتي قدمها بإحساس كبير كما حال سابقتها.

ومن الأعمال الغنائية الثقيلة، كما وصفها «بوشعيل»، حطت رحاله بعدها على الأعمال الغنائية ذات الإيقاع النقازي، إذ اختار أغنية «آه يا الأسمر يا الزين»، من كلمات يوسف ناصر المسفر وألحان مصطفى العوضي، وهنا أخذ الجمهور يصفق بحرارة ويردد معه بصوت واحد كلمات الأغنية تلبية لطلبه. أما آخر ما شدا به «نبض الكويت»، فكانت الأغنية الوطنية «نعم نحبك»، من كلمات الشيخ خليفة العبدالله الصباح وألحان عبدالرحمن البعيجان، والتي كذلك لم يتوقف الجمهور عن مشاركته في غنائها مع التصفيق الحار.

ثقة البلوشي

ومع جمال هذه الوصلة الغنائية، أتت بقية الوصلات الغنائية التي لم تقل في نجاحها ورونقها وتألق نجومها، إذ أطل الفنان مساعد البلوشي على الحضور واثقاً مبتسماً، وقدم ثلاثة أعمال غنائية بأداء رائع قطفها بعناية من بستان عبدالكريم عبدالقادر، وأولى تلك الأغاني جاءت بعنوان «ليل السهارى»، من كلمات الشيخ خليفة العبدالله الصباح وألحان عبدالرحمن البعيجان، فكانت بداية موفقة منه واختياراً ذكياً ينمّ على خبرة سنوات طويلة. بعدها، قدم أغنية «آخر كلام»، من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله، ثم ختمها بأغنية «ما نسيناه»، من كلمات يوسف ناصر المسفر وألحان عبدالرحمن البعيجان.

سعادة المالكي

أما الفنانة المغربية فدوى المالكي، والتي قدمت أربعة أعمال في وصلتها الغنائية حظيت على إعجاب الحضور، فكانت قد أعربت عن سعادتها لاختيارها للمشاركة في هذه الليلة التكريمية لقامة فنية كبيرة مثل الراحل عبدالكريم عبدالقادر، وأول ما قدمته بصوتها كانت أغنية «عاشق»، من كلمات عبداللطيف البناي وألحان عبدالرب إدريس، ثم أتبعتها بأغنية «غيب وأنا غيب»، من كلمات الشيخ فهد الأحمد وألحان أنور عبدالله، في حين جاءت الأغنية الثالثة بعنوان «آجرّ الصوت»، وهي من كلمات عبداللطيف البناي وألحان أنور عبدالله. أما ختام وصلتها، فكانت مع أغنية ذات إيقاع «نقازي» بعنوان «ارجع يا كل الحب»، من كلمات ساهر وألحان مشعل العروج.

رزانة الرجيب

ومع صوت الفنان فواز الرجيب، جاءت أغنيتي «لا خطاوينا»، وهي من كلمات ساهر وألحان سليمان الملا، و«رد الزيارة»، من كلمات الشيخ خليفة العبدالله الصباح وألحان عبدالرب إدريس، فقدمها الرجيب برزانة صوت وأداء متقن جميل، فاستحق التصفيق الحار من الجمهور.

«الراحل لن يُكرّر أو يُقلّد»

حرص «نبض الكويت» نبيل شعيل على مخاطبة جمهوره قبل أن يشرع في وصلته الغنائية، حيث قال: «تواجدكم في هذا الحفل، وتواجدنا وكل القائمين على هذا العمل الفني هو تكريم للراحل ولأسرته، مع ذلك نبقى مقصرين (وما راح نوفيه حقه)، ولكن هذا جزء بسيط نحاول نعبّر عما في داخلنا لهذا الشخص الفنان الذي ترك بصمة وتاريخاً، ولا يمكن أن يُكرر أو يُقلّد أو تغنّى أعماله بنفس ما قدمها هو، إذ مهما غنينا أعماله سنبقى صغاراً عند إمكاناته وقدراته الفنية».

وأضاف «تعلمنا منه الكثير. في النهاية يبقى لنا شيء واحد وهو أن نتذكره، خصوصاً أنه علّمنا كيف نكون محترمين مع الناس والفن، وكيف ننقل صورة جميلة لبلدنا الحبيبة الكويت».

«الليلة... تعني لنا الكثير»

لم يغفل الفنان مساعد البلوشي، وقبل أن ينطلق بوصلته الغنائية، عن الإشارة إلى أهمية الحفل، فقال: «في هذه الليلة أنا مع زملائي الفنانين شعورنا مختلف تماماً، والسبب أن (ليلة الصوت الجريح) تعني لنا الكثير، وإن شاء الله أن نوفق بتقديم شيء جميل ينال إعجابكم».

«دور يجب عليّ القيام به»

أعرب الفنان فواز الرجيب لـ«الراي» عن سعادته بهذه المشاركة، قائلاً: «بمجرد أن تمت دعوتي للمشاركة في هذا الحفل شعرت بأنه دور يجب عليّ القيام به، أولاً لقيمة الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، وثانياً لإحياء الأغنية الكويتية الأصيلة مجدداً، حيث إن هناك أجيالاً جديدة لم تسمع هذا اللون الغنائي، وإن شاء الله أن أكون قد قدمت شيئاً جميلاً من خلال مشاركتي الرمزية بأغنيتين».

تقنية «الهولوغرام»

فاجأ منظمو الحفل الحضور بأداء الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر لأغنية «أنا رديت» وظهوره على خشبة المسرح، وذلك من خلال الاستعانة بتقنية «الهولوغرام» التي تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أشعة الليزر بحيث تطفو الصورة في الهواء كمجسم هلامي فيه طيف من الألوان، حيث بدا «بوخالد» كأنه واقف أمامهم يشدو بحنجرته الذهبية وصوته الجريح.

وتعمل هذه التقنية من خلال حدوث تصادم بين الموجات الضوئية والشيء الذي يرغب المستخدم في تصويره وعرضه، ما يسمح بإمكانية مشاهدة الجسم ورؤيته من كل الاتجاهات كما لو كان جسماً حقيقياً.

شهادات في حق «بوخالد»

انطلق بعرض مقطع فيديو مسجل تضمن ظهور عدد من رفقاء درب الراحل، حيث أشار كل منهم إلى الأعمال التي جمعتهما معاً.

وأبرز من ظهروا في المقطع كان الشاعر القدير عبداللطيف البناي الذي تحدث عن تعاوناته العديدة مع الراحل منها أغنيتي «عاشق» و«آخر كلام»، موضحاً كواليس تسجيلها.

من جانبه، أشار الفنان البحريني أحمد الجميري إلى أغنية «غريب» قائلاً: «لقد تميزت بشجن وصدق التعبير الكلمة، وهذه النوعية من الأغاني التي كان يختارها الراحل فيها إحساس قوي وشجن، لأن تعبير صوته وأداءه قوي، لذلك يجب أن يكون في الموضوع شدة».

أما الشاعر القدير بدر بورسلي، فقال: «كان يؤمن بالفكرة وكيفية إيصالها، وبالنسبة إليّ كان مرحلة من أجمل المراحل التي عشتها ككاتب أغنية، وكإنسان، وكصديق إلى أن وصلت صداقتنا إلى الأخوة وأكثر».

فيما قال الشاعر ساهر: «اللقاء الفني الأول معه كان من خلال أغنية (لا خطاوينا)، إذ لم يغير فيها أي كلمة، ولم يبدِ اعتراضه عليها، بل كان متحمساً إلى يوم التسجيل حيث حضرت معه، وكان شعوراً لا يوصف، والحمد لله الأغنية لاقت نجاحاً وتوفقنا فيها».

أما الملحن أنور عبدالله، فوصف الراحل بالقول: «هو هرم من أهرام الأغنية العربية وليس الكويتية والخليجية فقط، بل هو تاريخ، وأي ملحن يتمنى ويتشرف بالتعامل مع فنان بحجم بوخالد».

حرفية علي حسن

جاء الحفل الغنائي منقولاً مباشرة على شاشة تلفزيون الكويت تحت قيادة المخرج الدكتور علي حسن، الذي كان مخرج العرض على المسرح أيضاً وأحد منتجي الحفل. واستطاع حسن باحترافيته وخبرته أن يمنح المشاهدين ممن لم يتمكنوا من الحصول على تذاكر، شعوراً كأنهم متواجدون داخل قاعة المسرح.

حرص السعدون

بدا واضحاً حرص مشرف عام الحفل ناصر السعدون على أدق التفاصيل فوق خشبة المسرح وخلف الكواليس وحتى في غرفة التحكم، وذلك قبل انطلاق الحفل بساعات حتى آخر ثانية من انتهائه. ورغم كل الضغوط التي كان يمرّ بها في حينها لخروج الحفل على أتم وجه، إلا أنه كان وسيع الصدر بشوشاً في وجه ضيوفه والجمهور، وفي الوقت ذاته مرحباً بسماع كل الملاحظات، آخذاً إياها بعين الاعتبار.

«تربينا على موسيقاه وفنه وغنائه»

قال المشرف الموسيقي للحفل الملحن عبدالله القعود لـ«الراي»: «بوخالد يستحق أكثر مما قمنا به، فهو هرم من أهرام الأغنية الخليجية والكويتية، وقد تربينا على موسيقاه وفنه وغنائه، لذلك أتمنى أن نكون قد قدمنا ولو شيئاً بسيطاً مما قدمه لنا طوال مسيرته الزاخرة بالعطاء».

وتابع: «جاء اختيار الأغاني بالمشاورة ما بيننا وبين الفنانين، إذ راعينا مسألة المقامات الموسيقية والإيقاعات والسرعات، وحاولنا قدر المستطاع أن يكون الجدول متنوعاً. أما الأغاني التي لم نستطع تقديمها كغناء، فقمنا بشبكها كـ(ميدلي)».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي