رأي قلمي

عندها تبلورت الفكرة...!

تصغير
تكبير

بينما كنتُ جالسة أفكر بموضوع لكتابة المقال الأسبوعي جاءتني رسالة على الواتس اب، من صديق عزيز محتواها:

«الاجتماع العائلي... (معركة الوعي).

هل يوجد أحد ما زال يجتمع بإخوانه وأُسرهم، وأخواته وأُسرهم يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً؟

أو يتواصل معهم عن طريق وسائل التواصل، أو يضمهم قروب أو أكثر في الواتس اب؟

من يجتمع بإخوانه وأسرهم، وأخواته وأسرهن يومياً أو أسبوعياً أو شهرياً أو يتواصل معهم بوسائل التواصل سواءً بحياة والديه أو بغيابهما هنيئاً له فهذه *عـــبادة*:

(إن القوم يتواصلون فتكثر أموالهم ويكثر عددهم... وإن القوم يتقاطعون فتقل أموالهم ويقل عددهم)، وذلك لكثرة نصيب هؤلاء من الرحمة، وقلة نصيب هؤلاء منها...!

الاجـتماع العائلي...!

قد يظن بعض الناس أنه إذا رأى عائلةً كبيرةً قد اجتمعت أو سمع أن لها قروبات في وسائل التواصل أنها عائلة ملائكية قد رفرف السلام عليها من كل جانب...!

والحقيقة أن ذلك غير صحيح... لكنهم أشخاص يصبر بعضهم على بعض... ويتحمّل بعضهم أخطاء بعض كي تبقى اللُّحمة قوية البُنيان، ثابتة الأركان.

ولأجل صلة الرحم فإن خفض الجناح بين الأهل، وبين الإخوة وأُسرهم، والأخوات وأُسرهنّ لا يسمى ذلاً... والتودد لهم لا يسمى نفاقاً... والنزول عند رأيهم لا يسمى انكساراً...

صلة الرحم، والمحبة هي عزٌ لك في الدنيا، ونجاة في الآخرة وسعادة لوالديك في حياتهما وبعد مماتهما.

يبهجهما تزاوركم وتعاونكم وتواصلكم ودعاؤكم والصدقة عنهم... صلة الأرحام تزيد الرزق، وتطيل العمر.

قال رسول الله، صلى الله عليه وآله:

(من أحب أن يُبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)».

انتهت رسالته.

عندها تبلورت الفكرة بعد قراءة الرسالة، ولم يبق منها إلّا التأكيد على التجاوز وغض الطرف، وعدم الوقوف عند بعض المواقف الصغيرة التي تكاد تكون تافهة ضئيلة دنيئة، لأن هذا التوقف قد يلبي حاجات موقتة، نتيجة رد فعل خاطئة، أو نتيجة سوء تقدير، أو سوء فهم، أو كان نتاج رؤية جزئية محدودة لبعض الأمور والقضايا.

دعوة من القلب إلى القلب، علينا أن نغض الطرف ونتجاوز عن أشياء كثيرة لا تستحق الاهتمام، من أجل الاحتفاظ بعلاقاتنا التي تنعش حياتنا وتجعلها بستاناً من النخيل الذي يظل يثمر أطيب الثمار حتى وإن رُمي بالحجارة.

M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي