فلسفة قلم

مشهد قاتم

تصغير
تكبير

منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة مفصلية ومعقدة، حيث تتصاعد التوترات بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل متسارع، ويبرز تحليل الأحداث الأخيرة أن إيران، رغم تحدياتها المتزايدة، قد تجد نفسها غير قادرة على مواصلة هذه الحرب لأسباب عدة. أهم هذه الأسباب هو عدم قدرتها على مواجهة التطور العسكري والتقني الإسرائيلي المدعوم أميركياً، كما تخشى إيران من تعرضها للاختراق، على غرار ما حدث لحلفائها، خاصة حزب الله، فضلاً عن الخوف من انفجار الجبهة الداخلية في حال تصاعد الصراع.

ولذلك، يبقى الداخل الإيراني عاملاً حاسماً، حيث يخشى النظام من تداعيات تصعيد طويل الأمد على الجبهة الداخلية الإيرانية التي تعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية متزايدة. في حال تصاعد الصراع، قد تجد إيران نفسها مضطرة لتعديل إستراتيجيتها لتجنب تفاقم الأوضاع الداخلية.

في المقابل، يبقى الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية الأخيرة هو العامل الحاسم في تحديد ما إذا كانت إيران ستصعد من موقفها عبر تصريحات قوية أو حتى هجوم عسكري محدود. فمن الواضح أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة، تسعى فيها دولة الاحتلال لإعادة صياغة الواقع الإقليمي بما يخدم مصالحها، وهو ما سيقابل برفض شعبي واسع في المنطقة.

الأسباب وراء تعقد الصراع ورفض دولة الاحتلال لأي تسوية للقضية الفلسطينية عديدة، منها الدينية والقومية والاجتماعية والاقتصادية. لكن، في الوقت الحالي، تلعب الأيديولوجيا دوراً حاسماً في تعميق هذا الصراع، خاصة بعد سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة الإسرائيلية. هذا التيار يؤمن بأن أي اتفاق سلام أو تسوية للقضية الفلسطينية سيقوض رؤية «إسرائيل الكبرى» ويضعف موقفها الدولي.

المشهد المقبل قاتم في الشرق الأوسط ويبدو مفعماً بالمفاجآت والمزيد من التعقيد، وسط دعوات متجددة للسلام والاستقرار في المنطقة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي