خلال حفلٍ موسيقي راقٍ قدّمته «باريس الفيلهارموني»

«صوت السهارى» صدح أوركسترالياً... في «مركز جابر الثقافي»

تصغير
تكبير

فخامة الموسيقى الكويتية... حَضَرت في «أوركسترا باريس الفيلهارموني»!

فقد أحيت الأوركسترا بقيادة المايسترو أمين قويدر أمسيتين موسيقيتين، يومي الأربعاء والخميس، في قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية، بمركز جابر الثقافي، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

وتألقت الأوركسترا بالمعزوفات الكلاسيكية العالمية كما أظهرت فخامة الموسيقى الكويتية من خلال إعادة توزيع بعض الأعمال الشعبية المعروفة، مثل «صوت السهارى» و«أبشري يا عين» وغيرهما.

وشهدت الأمسية الأولى حضور حشد غفير، تقدمه الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، إلى جانب نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة العالمية القابضة الشيخ مبارك العبدالله، وسفير جمهورية فرنسا لدى الكويت أوليفييه غوفان، ورئيس المعهد الفرنسي بونوا كاتالا، وباقة من السفراء والدبلوماسيين وعشاق الموسيقى الكلاسيكية.

«تبادل الثقافات»

بعد الترحيب بالحضور، قال الزامل إننا اليوم نستكمل برنامج الموسم الثقافي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال تقديم هذا الحفل الموسيقي الممزوج بتبادل الثقافات وتلاقي مشاعر الحسّ بالفن والإبداع باستضافة فرقة أوركسترا باريس الفيلهارمونية «بقيادة المايسترو الرائع أمين قويدر، وبتعاون راقٍ بين السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي وباحتضان جميل من مركز جابر الثقافي، ومشاركة طيبة من الفنانين الكويتيين والموسيقيين، بإشراف الدكتور محمد البعيجان وتوزيع كل من عبدالعزيز شبكوه وراكان المرزوقي».

وأكمل «سنستمع هذه الليلة إلى فخامة العزف والأداء برسم لوحة إبداعية من المقطوعات الموسيقية العالمية، وباستهلال من المقطوعات الكويتية لتتناغم مع فرقة أوركسترا باريس الفيلهارمونية بروح كويتية تسكن وجدان جمهورنا صاحب الذوق الرفيع، وهذا ما يتطلع إليه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال إستراتيجيته الجديدة بعمل الشراكات الإبداعية، على كل المستويات الثقافية والفنية والأدبية».

ولفت إلى أنه «ستكون لهذه الشراكات والمبادرات من المبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني أكثر تفاعلاً وتواجداً مع انطلاق الحدث الأهم للموسم المقبل وهو (الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025)».

وختم بالقول: «كما سيكون للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إطلالة رائعة من المهرجانات والفعاليات ذات المستوى العالي في التقديم والحضور الإبداعي الفخم».

من جهته، قال السفير الفرنسي أوليفييه غوفان إن هذه الليلة تمثل بداية حفلين موسيقيين استثنائيين لا يحتفيان بجمال الموسيقى فحسب، بل أيضاً بالصداقة الدائمة والتعاون الثقافي بين فرنسا والكويت.

وأضاف «يشرفنا أن نرحب للمرة الأولى في الكويت بالأوركسترا الفيلهارمونية الدولية في باريس بقيادة المايسترو أمين قويدر، وكلاهما معترف بهما من قبل اليونسكو كفنانين من أجل السلام، كما أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والشكر موصول بشكل خاص لنائب رئيس مجلس إدارة المجموعة العالمية القابضة الشيخ مبارك العبدالله، وأود أن أعبّر عن امتناني لسمو الشيخ ناصر المحمد، على دعمه الثابت للفرانكفونية وفعالياتنا الثقافية».

«صوت السهارى»

في غضون ذلك، استهلت الأوركسترا حفلها بمقطوعة «صوت السهارى»، حيث قام بتوزيعها المؤلف الموسيقي عبدالعزيز شبكوه، الذي أبدع أيضاً بتوزيع أغنية «أبشري يا عين»، وأغنية «يا خالق الخلق»، في حين تكفّل راكان المرزوقي بإعادة صياغة «ألا يا أهل الهوى».

وبعد استراحة قصيرة، انطلق الفصل الثاني بـ «رقصة الباكانالي» للموسيقار الفرنسي كامي سان صانس، لتلتهب الأجواء على أنغام مقطوعة «بوليرو» للمؤلف الموسيقي الفرنسي موريس رافيل.

ولم تكتفِ الأوركسترا بهاتين الرائعتين، بل قدمت أيضاً موسيقى «المارش السلافي» للموسيقار بيوتر إبليش تشايكوفسكي، فموسيقى «كسارة البندق (خطوة ثنائية)» لتشايكوفسكي، لتختتم الليلة الأولى بمقطوعة «الفالس الرقم 2» للموسيقار ديميتري شوستاكوفيتش، وموسيقى «رقصة كان كان - حفلة في الجحيم» للموسيقار جاك أوفنباخ.

«الليلة الثانية»

في الليلة الثانية من الحفل، كان البرنامج مختلفاً تماماً، حيث قدمت الأوركسترا موسيقى «أفلام ديزني» مثل معزوفات «الملك الأسد» و«علاء الدين» و«ملكة الثلج (فروزن)».

كذلك، أبدعت في اختيارها لموسيقى بعض الأفلام العالمية التاريخية، على غرار موسيقى الكاوبوي الشهيرة لفيلم «الطيب والشرس والقبيح»، وموسيقى فيلم «المهمة» بالإضافة إلى موسيقى فيلم «العراب» (The Good Father)، فضلاً عن موسيقى فيلمي «دكتور زيفاغو» و«الرسالة» لموريس جار.

أيضاً، تألقت بالعزف الأخاذ لمجموعة من الأعمال، أولاها «حرب الكواكب» للموسيقار جون ويليامز، و«لعبة العروش» للمؤلف الموسيقي رامين جوادي، إلى جانب موسيقى «المصارع» و«قراصنة الكاريبي» لهانز زيمر.

«تكريس العلاقات»

عبّر الشيخ مبارك العبدالله عن فخره واعتزازه لكونه من الداعمين لهذا الحفل الموسيقي، وللثقافة الفرنسية وللعلاقات الفرنسية الكويتية، مؤكداً أن هذه المرة الأولى التي نشهد فيها حفلاً من هذا النوع في دولة الكويت. وأشار إلى أن وجود هذه الفرقة العريقة في الكويت يكرّس ويدعم العلاقات الثنائية بين الدولتين من الجانب الثقافي والحضاري، متمنياً المزيد من التعاون بين الدولتين.

«جمهور ذوّاق»

اعتبر المايسترو قويدر الجمهور الكويتي بأنه «جمهور رائع جداً وذوّاق بكل أنواع الموسيقى، وكان لي الشرف الكبير أن أعزف مع فرقتي أمام هذا الجمهور المتألق».

وأوضح أن الفكرة أتت من المركز الثقافي الفرنسي، «الذي اقترح علينا فكرة هذه الحفلة ونحن تجاوبنا معه بكل سهولة وفرح»، لافتاً إلى أن عدد الموسيقيين الفرنسيين 60 شخصاً والكويتيين 10 أشخاص.

«عالم القوس»

تزيّن البهو المحاذي لقاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية بمعرض «عالم القوس» للدكتور وليد السيف، والذي عرض نحو 50 قطعة من آلاته الموسيقية الوترية التي يبلغ عددها نحو 300 والتي جمعها على مدى 50 عاماً من 5 قارات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي