خلال تدشين الموسم الثالث عشر بحضور كوكبة من الفنانين والأدباء والإعلاميين
محمد الجسار: «المجلس الوطني» داعم للمؤسسات الأدبية الأهلية... وأولها «الملتقى الثقافي»
- طالب الرفاعي: «الملتقى» شمعة صغيرة في ميدان الثقافة الكويتية
- وليد العوضي: لا نجاح ما لم يكن لدى الشباب الصبر والشغف في صناعة السينما
- يعرب بورحمة: السينما في الكويت لا تتعامل مع الفن السابع كصناعة
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار على أن المجلس داعم لكل المؤسسات الثقافية في المجتمع المدني وأولاها «الملتقى الثقافي» لمؤسِسه الروائي القدير طالب الرفاعي.
كلام الجسار، جاء خلال تدشين الموسم الثالث عشر للملتقى، والذي انطلق بندوة عنوانها «الشباب والسينما الكويتية»، بمشاركة كل من المخرجَيْن السينمائيين وليد العوضي ويعرب بورحمة.
كما شهدت الندوة حضور عدد من المثقفين والأدباء والفنانين، وفي مقدمهم الفنان القدير جاسم النبهان، وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية سابقاً الدكتور علي العنزي، وشخصيات متعددة في مجالات شتى، على غرار عضو المجلس البلدي سابقاً خليفة الخرافي وابنته أريج الخرافي، والفنان حسام الرشيد والإعلامية الجازي السنافي والإعلامي حمزة عليان، وغيرهم باقة أخرى من الضيوف.
وأضاف الجسار في كلمته الافتتاحية أنه بدأ بالتعرّف على «الملتقى الثقافي» من بعد جائحة «كورونا»، حتى أصبح صديقاً دائماً له، «خصوصاً وأنه أحد التجمعات الثقافية الراقية ومنارة أدبية ملهمة في دولة الكويت».
«شمعة صغيرة»
من جهته، أعرب الرفاعي عن سعادته بافتتاح الموسم الثقافي الجديد، مرحّباً بهذه الكوكبة من الحاضرين، ومعتبراً أن الملتقى يُجسّد شمعة صغيرة في ميدان الثقافة الكويتية، «إذ نحاول أن نقدم مشاركة أهلية تدعم المؤسسة الثقافية الأساسية».
بعدها، استعرض العوضي سنوات دراسته في أكاديمية السينما في ولاية نيويورك في مطلع الألفية الثالثة، ومقابلته سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد (طيب الله ثراه) عندما كان وزيراً للخارجية، «حيث سألني سموه عمّا أفعله في نيويورك، فقلت له إنني أدرس السينما إلى جانب انشغالي في بعض الأعمال الأخرى، واستمر اللقاء بيننا حتى قمت بعرض فيلمي الأول (أحلام بلا نوم) في العام 2002 وكان ذلك في قاعة (Lincoln Sguare) بحضور 1200 متفرج».
وأضاف «بعد العرض بيوم واحد التقيت سموه على مأدبة الغداء لدى السفير الكويتي في أميركا محمد أبوالحسن، وكانت أصداء الفيلم قد وصلته، فأشاد بي بكلماته العفوية وطيبته المعهودة».
«التيار الطالباني»
في سياق آخر، قال العوضي إنه بسبب ما وصفه بـ «التيار الطالباني» في الكويت، واجه صعوبة بالغة في عرض فيلمه السينمائي «تورا بورا»، و«على إثر ذلك طلبت من الأب الروحي لأعمالي الفنان القدير سعد الفرج أن يرافقني في الذهاب إلى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، من أجل السماح بعرض الفيلم».
وأكمل «بالفعل ذهبنا معاً، وأخذت (الآيباد) معي لأعرض على سموه بعض المشاهد من الفيلم، كما رَويت له القصة بشكل موجز، والتي تدور أحداثها في إطار إنساني حول أبٍ وأمٍ يبحثان عن ابنهما الذي جرفته التيارات في أفغانستان. وهنا وافق سموه على عرض الفيلم، وقال إنني أدعمكم وأساندكم في هذا الموضوع».
وحول موضوع الندوة، شدّد العوضي على أهمية وجود الشغف والصبر لدى السينمائيين الشباب لشق طريق النجاح في الفن السابع، و«إلا فإن الجلوس في البيت أفضل من المحاولات بلا شغف أو صبر، بالإضافة إلى التواضع في التعامل مع الآخرين لأنه سر النجاح».
ولفت إلى أن صناعة الفيلم لا تعتمد على الإمكانات الهائلة، «بل من الممكن أن تكون عبر (الآيفون) ولكن بشرط وجود الفكرة والنضج السينمائي».
«المنظومة الاحترافية»
من جهته، قال المخرج بورحمة إنه منذ بداية مشواره كان يرجع إلى مُرشده في السينما المخرج عبدالمحسن حيات، موضحاً أن السينما في الكويت لا تتعامل مع الفن السابع كصناعة، «ولا توجد بيئة سينمائية حاضنة للموهوبين كما هو الحال في المسرح والدراما التلفزيونية».
ولفت إلى أن الفيلم الكويتي لايزال يُعامل كما لو أنه جزء من الثقافة فقط، في ظل غياب المنظومة الاحترافية الصحيحة التي تستثمر بالأفلام وتحولها إلى دخل قومي، كاشفاً عن أن صناعة الفيلم السينمائي تتطلب وجود شركة إنتاج ضخمة، وشركة دعاية وإعلان من أجل التوزيع، «وهذا ما لا يتوافر حالياً في الكويت».
«نواخذة السينما»
قال الفنان القدير جاسم النبهان إن السينما الكويتية تحتاج إلى «نواخذة»، وليس شرطاً أن يكون النوخذة رباناً للسفينة، وإنما يكون الداعم والمساند لها.
وتابع «بوطلال» أن كل الروّاد الذين قدموا أعمالاً خالدة في السينما كان وراؤهم مسؤول يثق بقدراتهم ويؤمن بدور السينما، و«لا شك أن الدور الكبير للشيخ جابر العلي في ثراء السينما الكويتية قديماً... لا يُنسى».
«وقفة (بوطلال)»
أثنى العوضي على الدور الكبير للفنان القدير جاسم النبهان قبل صناعة الفيلم السينمائي «تورا بورا»، إذ خاطبه بالقول: «لا أنسى وقفة (بوطلال) إلى جانبي، عندما عرضت عليه المشاركة في (تورا بورا)، حيث إنه لم يَر العقد قبل المشاركة بالعمل، وهذه لا تحدث إلا مع الفنانين الكبار، لأن البعض من الفنانين الشباب غالباً ما يركزون على إبرام العقود أولاً».