ألوان

صاروخ فلسطين

تصغير
تكبير

قامت القوات المسلحة الموالية لأنصار الله الحوثيين بإطلاق صاروخ فرط صوت على الكيان الصهيوني وصل إلى قرب مطار بن غوريون ولم تستطع القبة الحديدية ولا بقية الأجهزة المتطورة التي لديها ومعها أصدقاؤها الداعمون لها برصد هذا الصاروخ الذي يمثل نقلة نوعية في نوعية الصواريخ التي اطلقها الحوثي، كما صرح بذلك يحيى سريع، المتحدث الرسمي لتلك القوة اليمنية.

وكم كان دعماً معنوياً للقوى الفلسطينية المقاومة للكيان الصهيوني حين تم إطلاق اسم فلسطين عليه تكريماً للقضية الفلسطينية ومن وقف معها.

وقد قاموا برسم الكوفية الفلسطينية إضافة إلى خريطة فلسطين على متن الصاروخ الذي يمثل بشارة جميلة لكل داعم للقضية الفلسطينية، خاصة أنه صاروخ ذو مواصفات متطورة جداً مقارنة بما سبق من صواريخ قاموا بإطلاقها في السابق، إلا أن هذا الصاروخ قام بقطع أكثر من ألفي كيلو متر بأقل من ربع ساعة كما تم الإعلان عن ذلك، وهو أمر يمثل مشكلة تقنية أمام الكيان الصهيوني خاصة أن الدفاعات الأرضية والمنظومات التقنية فشلت في إيقافه أو إسقاطه.

ويبالغ البعض مشيراً إلى أن اليمن بات دولة متطورة عسكرياً مقارنة بروسيا والصين وكوريا الجنوبية، وهو أمر يشير إلى أن تطوراً ما حاضر في اليمن بغض النظر عمن يساند اليمن في إحداث التطور التقني على مستوى الصواريخ على الأقل ولا نعرف إن كان اليمن يمتلك تطوراً في مجالات عسكرية أخرى، إلا أن عملية اغلاق باب المندب يشكل تحدياً كبيراً أمام السفن وهو أمر يؤثر على الملاحة الدولية وعلى استقرار المنطقة كما أن لديه تداعيات اقتصادية تؤثر فعلاً على النقل البحري والأسعار.

إن صاروخ فلسطين ترك أثراً إستراتيجياً كبيراً لدى الكيان الصهيوني ومن يقف معها، بل إن عدم رصده وإسقاطه سيكون محوراً رئيسياً للتحقيق الذي سيقوم به الكيان الصهيوني حتماً بالتطرق إليها، إضافة إلى نقاط مهمة أخرى حدثت أثناء العمل العسكري منذ عملية طوفان الأقصى، اذ انه لم يسبق وان اشترك الكيان الصهيوني بحرب لمدة عام كامل متواصل، حيث إن حروبها السابقة كانت لا تتعدى بضعة أيام فقط.

بالطبع، هناك أهداف إستراتيجية للتوسع الصهيوني وهي خطة طموحة تصل إلى احتلال الأراضي حتى يصلوا الى نهر الليطاني في لبنان.

وبسبب تلك الصواريخ الآتية من اليمن ومن غزة ومن لبنان تأهبت فرق الإسعاف الإسرائيلية بصورة كبيرة جداً وسط الخوف الذي سكن لدى الصهاينة لعدم تشغيل صفارات الإنذار عند انطلاق بعض الصواريخ لأن الأجهزة لم ترصدها، وبالتالي بات الخوف مضاعفاً ناهيك عن الصهاينة المشردين وهم تلك الفئة التي كانت تقطن في مستوطنات شمال الكيان وهي قريبة من جنوب لبنان وليس هناك أمل قريب بالأفق، طالما أن الكيان الصهيوني بات لديه جنوح نحو المزيد من التصعيد بعد قصف لبنان وتفجير آلاف من أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي وإضعاف القدرة على إدارة المعركة لدى حزب الله بعد اغتيال أمينه العام حسن نصرالله، وهي أعمال مكملة إلى بعضها البعض بهدف إجبار حزب الله إلى خلف نهر الليطاني عندها يكون نتنياهو قام بتحقيق هدف استراتيجي، بيد أن حزب الله رد بإرسال عشرات الصواريخ لكنها لا تريد حرباً مفتوحة وشاملة رغم أن صواريخها وصلت إلى مناطق بعيدة نسبياً معتمداً على الردع وهي نظرية الضاحية الجنوبية مقابل تل أبيب لكنها وإن كانت لم تقتل شخصيات قيادية إسرائيلية إلا أنها قامت بقصف قاعدة عسكرية للكيان الصهيوني ولم يتم الإعلان صراحة عن حجم القتلى والجرحى طالما أن إسرائيل تتبع المدرسة العربية بعدم ذكر الحقائق كاملة.

ورغم كل القتل الإجرامي للكيان الصهيوني، يتساءل الكثير كيف يجتمع هذا العدد من القياديين في مكان واحد بظروف دقيقة وحساسة دون احترازات أمنية كافية.

ولأن الإعلام سلاح مهم في أي حرب قام الكيان الصهيوني بوقف حرية الإعلام بمداهمة مقر قناة الجزيرة في رام الله وصادر بعض الوثائق والأجهزة وإغلاق المكتب كما قام بتمزيق صورة شيرين أبوعاقلة، بل إن بعض الدول التي تدعي أنها تمتلك حرية الإعلام باتت تضايق كل من ينتقد إسرائيل قانونياً، لذا لا بد من فرض العقوبات وإبعاد نتنياهو عن المشهد السياسي بطرق سلمية أو غير سلمية والشارع الإسرائيلي هو الذي يقرر ذلك الأمر.

ولقد أعلنت «حماس» أنها تدين العدون الإرهابي الذي شنته طائرات العدو الصهيوني على الضاحية الجنوبية في بيروت بإيقاع قوي كون الوضع بعد طوفان الاقصى يختلف عما سيكون بعده لأن الترسانة التي يمتلكها حزب الله باتت أكثر تطوراً وتأثيراً عما كان عليه الوضع في عام 2006م.

من جانبهم، يتابع المستوطنون الصهاينة ومن يقف معهم تفاصيل التفاصيل للعمليات العسكرية منها الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان والتي استهدفت الجليل الأعلى ومناطق أخرى وكذلك الجولان حيث تمركز بعض القوات الصهيونية كما استهدف حزب الله بصواريخ كاتيوشا مركز كتيبة استطلاع رقم 631 التابعة للواء غولاني في ثكنة راموت نفتالي بالكيان الصهيوني ليدرك المستوطنون بأن عودة أهل الشمال إلى مستوطناتهم بات ضرباً من الخيال خاصة أن نتنياهو سيجد نفسه أمام معضلة إستراتيجية كما أنه سيجد الكل سيتخلى عنه قريباً بمن فيهم من شجعه على بدء الحرب على لبنان الأبي.

قال جدي قبل وفاته بكل ثقة وهو إنسان بسيط إن عودة فلسطين مجرد وقت، وتبع ذلك الكثير من الأعمال الفنية والقصائد التي صدرها الشعراء العرب منهم الشاعر العراقي مظفر النواب حين قال «إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفة».

همسة:

صاروخ فلسطين مرحلة من مراحل تحريرها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي