هجوم كبير للجيش بهدف استعادة أجزاء من العاصمة السودانية

الخرطوم تحت «محرقة» المعارك

دخان المعارك في الخرطوم أمس
دخان المعارك في الخرطوم أمس
تصغير
تكبير

نفّذ الجيش السوداني غارات جوية وقصفاً مدفعياً، أمس، في الخرطوم، تزامناً مع خوضه قتالاً «شرساً» ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ «حميدتي» في العاصمة، في ما وصفه شهود بـ «المحرقة».

وقال مصدر عسكري، طلب عدم كشف هويته «قواتنا تخوض قتالاً شرساً مع الميليشيات المتمردة داخل الخرطوم»، مشيراً إلى أن قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، عبرت جسرين رئيسيين فوق نهر النيل الفاصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش، وتلك الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

وأفاد السكان بأن المواجهات بدأت فجراً عند عبور قوات عسكرية تلك الجسور إلى المدن الثلاث المتجاورة التي تُشكّل منطقة العاصمة الكبرى، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري، في ما يبدو أنه أول هجوم كبير للجيش منذ 17 شهراً لاستعادة أجزاء من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم.

وأفاد العديد من سكان أم درمان بوقوع «قصف مدفعي مكثف حيث سقطت القنابل على المباني السكنية»، بينما حلّقت الطائرات الحربية في سماء المنطقة.

وفي الخرطوم بحري شمال العاصمة، أفاد شهود عن قصف مكثّف بالمدفعية والطيران، متحدثين عن «أصوات انفجارات ضخمة».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعرب للبرهان خلال لقاء الأربعاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن «قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان»، مندداً بـ«تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليمياً».

كما حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، من أعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت مدينة الفاشر في أيدي الدعم السريع.

وقال تورك في بيان، «على القتال أن يتوقّف فوراً. كفى يعني كفى»، مضيفاً «بناء على تجربة الماضي المريرة، إذا سقطت الفاشر، هناك خطر كبير بوقوع انتهاكات بدوافع عرقية، بما في ذلك عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها».

وخلال اجتماع وزاري في الأمم المتحدة حول السودان، قالت القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة جويس مسويا الأربعاء، إن «الشعب في السودان عاش الجحيم مدى 17 شهراً، والمعاناة في تزايد»، معلنة تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ من أجل مكافحة المجاعة.

بدورها، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس -غرينفيلد عن مساعدة جديدة بقيمة 424 مليون دولار للسودانيين ومن بينهم اللاجئون في الخارج.

وأكدت أن «الاغتصاب والتعذيب والتطهير الإثني واستخدام الجوع سلاحاً، كلها غير مقبولة» داعية إلى «عدم غض الطرف» عما يجري في السودان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي