وجع الحروف

صناعة الوعي الاجتماعي...!

تصغير
تكبير

لو تمعّنا في ردود المجتمع الكويتي تجاه أي تغيير، نراه أقرب إلى عاطفي المنحى، فإن حدث تغيير يسبب له الأذى تجده يتذمر و«يتحلطم بالكويتي» وقس عليه ردود أفعال مكونات المجتمع بما فيها مؤسسات المجتمع المدني.

الشاهد والمحصلة أن معظم المتغيرات والمنعطفات التي مر بها المجتمع على اثر قرارات بعضها يلامس الأفراد البسطاء تختلف ردود الفعل، البعض يستهجن ما يحصل، والبعض الآخر يرد دون منطق وحجة مواجع التغيير وقلة يتشدقون وتشعر بأنهم وكأنهم لا يعيشون في مجتمعنا وكثير منهم يلتزم السكوت ويردد ما يذكره صباحاً ومساءً سبع مرات (حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) وهنا حين يقولها (كفاه الله ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة).

وبعض المتضررين يكتفي بالدعاء على من ظلمه وهو دعاء أجازه كل العلماء.

نرى بأننا أمام جهل بالمعطيات وخطأ فادح في التعامل مع التغيرات والقرارات التي تصدر وينساق الكثير وراء التكهنات والإشاعات التي لا يقابلها نفي وبشفافية من الجهات المعنية.

قد يراها البعض «بالونات جس نبض» وقد يراها البعض تغييرات آتية كما حصل في بعض الإشاعات التي أُثيرت.

بالنسبة لي... ما زلت وسأظل متفائلاً.

الشاهد، أننا بحاجة إلى صناعة الوعي الاجتماعي.

الوعي الاجتماعي يعني آراء ومشاعر اجتماعية وعادات وتقاليد توجد لدى الناس والتي تعكس واقعهم الاجتماعي.

فهل كل تغيير حصل وسيحصل يعكس ما يريده السواد الأعظم من المجتمع الكويتي؟ وكيف تكون ردود الأفعال ؟

طبعاً معلوم نظرياً وعملياً أن أي تغيير يواجه بمقاومة لأنه يغير من واقع المستفيد/المتلقي وبعضهم على حق وبعضهم تحركه المصلحة ليس إلّا.

إنّ صناعة الوعي الاجتماعي تبدأ من الشفافية وقبول الرأي والرأي الآخر، وأفضل وسيلة لتحسين الوعي الاجتماعي تبدأ من وزارة الإعلام عبر جلسات حوارية تبث على الهواء مباشرة وتحدد لها أهداف محددة يراد غرسها في ذهن المواطن (مثلاً: مفهوم المواطنة الحقة، الولاء الوظيفي، الأمان الوظيفي، والمستوى المعيشي للموظف والمتقاعد والحاجة إلى إعادة هيكلة الاقتصاد الكويتي والمنظومة الإدارية وتحقيق التنمية المستدامة وغيرها من الملفات الشعبية).

هذه اللقاءات والحوارات والحلقات النقاشية والتي كنا نشهدها في السابق تناقش قضايا/مشاكل/ظواهر تهم المجتمع الكويتي وفي كل الأحوال الشفافية والحياد يعتبران هما المحرك الرئيسي لنجاح التغيير.

وفي التوازي مع هذا، تتطلب الحاجة وبإلحاح إلى ضرورة نفي الإشاعات ومحاسبة مروجيها على الفور.

الزبدة:

إنّ التركيز على صناعة الوعي الاجتماعي مع تطوير التعليم وبث روح التفاؤل وتحسين المستوى المعيشي أساس المدخل الفعلي لصناعة الوعي الاجتماعي في ظل جنوح أهل الخبرة إلى السكوت و«التحلطم».

أدعو المولى عز شأنه أن يصلح حال البلد والعباد...

الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي