من الخميس إلى الخميس

كيف تتطور بلادنا؟

تصغير
تكبير

سأل أستاذ في الحقوق طلبته عن أهم صفة لا بد أن يتحلّى بها القاضي، كل طالب أجاب بما ظنّهُ الصفة الأهم، منهم من قال الحكمة، ومنهم من قال العلم، ومنهم من قال الصدق، واحدة فقط أجابت الإجابة الصحيحة التي أرادها الأستاذ، قالت: إنها الحيادية.

الحيادية ليست فقط تاجاً لا بد أن يرتديه كل قاضٍ؛ بل هي صفةٌ لا بد أن يؤمن بها الناس ويجتهدوا للعمل بها، إنها مركب الإنقاذ لأي مجتمع.

اليوم في الكويت قضايا كثيرة تتصدّى لها الحكومة، متابعة المزوّرين في الجناسي والشهادات العلمية، قضية البدون، قضية التأمين الصحي (عافية)، وغيرها من القضايا التي تناولها الناس بين التأييد وبين التحفظ، ولأننا نعيش في زمن (صحيفة في كل يد) فالكل يُبدي رأيه، ولا يُشترط لإعطاء الرأي طلب أصل الموضوع، ولا حتى البحث عن معلومات أو دراسات حوله، كل المطلوب أصابع تكتب، وأحياناً لا يقود تلك الأصابع عقل وقد يقودها مصلحة.

الحيادية هي موقف سلوكي يُلزم الفرد بألا يميل إلى جهة ضد أخرى لأسباب مرتبطة بمنفعة أو بكراهية، هذا السلوك الإيجابي نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، تحتاجه الحكومة لتتلمّس طريق الإصلاح دون ظلم، ويحتاجه المجتمع لكي يُقاد من قبل طبقة محايدة تُرشدك إلى طريق العدل، طريق العدل الذي هو منهج الحياة الناجحة.

على الحكومة أن تبتعد عن الإصغاء لأصحاب المصالح في أي قضية؛ فهؤلاء ليسوا حياديين وهم يستجلبون الأدلة، ويرتّبون الحجج من أجل ما يقولون عنه الرأي الأصلح وهو في حقيقته الرأي الأنفع.

في كل قضية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها لا بد من الابتعاد عن أطراف الصراع والبحث عن المحايدين الذين عُرف عنهم السلوك القويم والعلم في المجال من أجل الاستماع لهم، وفي النهاية إذا عزم على اتخاذ موقف، ففي استشارة المحايدين العارفين وفي التوكل على الله يكمُن سرُّ نجاح الدول.

اللغط والضغوطات لن تُجدي نفعاً عند أولي العزم، متى ما أدرك القادة عناصر النجاح سوف تتطور بهم الأمم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي