قد تُمهد لمواجهة مفتوحة ولا تضمن عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم

تفجير أجهزة «حزب الله»... ضربة معنوية قاسية من تغيير المعادلة الإستراتيجية

العملية الإسرائيلية ضد «حزب الله» اعتُبرت الأكبر من نوعها منذ بدء التصعيد
العملية الإسرائيلية ضد «حزب الله» اعتُبرت الأكبر من نوعها منذ بدء التصعيد
تصغير
تكبير

- تل أبيب تدعي أن «حزب الله» حاول اغتيال يعالون
- الفرقة 98 تتحرك شمالاً... تضم مظليين وقوات كوماندوس

يرى محللون إسرائيليون، أن سلسلة التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصال التابعة لعناصر «حزب الله» في لبنان وسورية، الثلاثاء، شكلت ضربة معنوية قاسية للحزب، وزادت من قدرة الردع الإسرائيلي. ومع ذلك، لم تؤدِ العملية إلى تغيير إستراتيجي جوهري في المنطقة، لكنها قد تمهد الطريق لمواجهة مستقبلية مفتوحة.

ويشير المحللون إلى أن «حزب الله» قد يرد بهجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة، مما قد ينذر بتصعيد قد يتطور إلى حرب شاملة. ومع ذلك، لا يُتوقع أن تسهم هذه التفجيرات في استعادة الأمن شمال إسرائيل، أو تحقيق هدف تل أبيب المتمثل بـ«إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».

وقال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، إن تفجير أجهزة الاتصال عن بعد «كشف لحزب الله مدى سهولة اختراقه، ليس فقط من الناحية الاستخبارية بل أيضاً من الناحية الرقمية والتقنية».

واعتبر أن «هذا التكامل بين الاستخبارات والاختراق الرقمي يشكل سلاحاً بحد ذاته، وعلى حزب الله ورعاته الإيرانيين الحذر منه».

في المقابل، شدد بن يشاي على أنه «في الوقت الحالي، لا يوجد تغيير جوهري في الوضع الإستراتيجي»، معتبراً أن «التفجيرات المنسوبة إلى إسرائيل تزيد من مستوى الردع ضد حزب الله وإيران، وتعتبر ضربة معنوية للحزب، لكنها لا تشكل تحولاً إستراتيجياً يضمن عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان».

وأضاف: «إذا كانت إسرائيل تقف بالفعل وراء هذه التفجيرات، بما في ذلك تلك التي حدثت في سورية، فهي توجه رسالة تحذير واضحة إلى حزب الله لعدم تنفيذ هجمات داخل إسرائيل، كما فعل الحزب أخيراً باستخدام بنية تحتية فلسطينية محلية»، في إشارة إلى الادعاءات الإسرائيلية بأن الحزب حاول تنفيذ عمليات تفجيرية داخل إسرائيل استهدفت إحداها مسؤولاً أمنياً بارزاً.

وقال إن «خبراء الإلكترونيات يعتقدون أن أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت تُستخدم لتنسيق وتوقيت إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة تجاه إسرائيل، وكذلك لإعطاء إنذارات لمقاتلي حزب الله ضد ضربات سلاح الجو».

وأضاف «من المرجح أن يرد حزب الله بإطلاق صواريخ مكثفة وهجمات بالطائرات المسيرة، لكن ربما لن يكون ذلك تصعيداً كبيراً عن الوضع الحالي».

حالة صدمة

بدوره، نقل محلل الشؤون الاستخباراتية في «يديعوت أحرونوت» رونين بيرغمان، عن ضابط رفيع المستوى في الجيش، أن «حزب الله في حالة صدمة وخوف وإهانة. الإصابات ليست قاتلة بشكل دراماتيكي، ولكن هناك مئات المصابين بجروح طفيفة ومتوسطة، ولدى كل عائلة تقريباً شخص مصاب».

وقال بيرغمان إن «العملية نجحت بالكامل وتركت حزب الله في حالة صدمة».

لكن الضابط رفيع المستوى استدرك قائلاً: «لا أعتقد أن هذه العملية التي كانت ناجحة بنسبة 100 في المئة ستساهم في تعزيز أمن إسرائيل. الأهم هو إعادة عشرات الآلاف من المواطنين الذين تم إجلاؤهم من الشمال، ولا أرى حتى الآن إستراتيجية واضحة لربط هذه العملية بتحقيق هذا الهدف».

وتوقع الضابط أن رد الحزب سيكون قوياً، مما قد يؤدي إلى تصعيد كبير في المواجهة بين الجانبين.

الفرقة 98

ميدانياً، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، نقل الفرقة 98 النظامية والتي تضم وحدات مظليين وقوات كوماندوس، إلى الجبهة الشمالية.

وأوضحت الإذاعة العسكرية، أن الجيش ينقل معظم قواته النظامية إلى الجبهة الشمالية، إذ إن «الفرقة النظامية الوحيدة التي ستبقى في قطاع غزة هي الفرقة 162، إلى جانب قوات الاحتياط».

ويأتي هذا التطور في ظل حالة الاستنفار القصوى في صفوف الجيش، والاستعداد لتصعيد المواجهات مع «حزب الله».

محاولة لاغتيال يعالون!

إلى ذلك، ذكر موقع «واللا» العبري، أن الأجهزة الأمنية كشفت أن «حزب الله» كان يسعى لاغتيال وزير الدفاع السابق موشيه يعالون.

وأضافت قناة «كان»، ان العملية كانت مُقررة قبل عامٍ من الآن - في رأس السنة العبرية - لاغتيال يعالون خلال زيارته لحديقة عامّة في تل أبيب.

وأعلن جهاز «الشاباك»، في بيان الثلاثاء، أنه أحبط هجوماً ضد شخصية أمنية كبيرة سابقة، بواسطة عبوة ناسفة من نوع «كليماغور».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي