اتهام المشتبه به بحيازة سلاح في شكل غير قانوني
ترامب ينسب محاولة اغتياله إلى «خطاب» بايدن وهاريس
- هل تؤثر المحاولة على فرص فوز ترامب بالرئاسة؟
- ماسك يسأل عن سبب عدم محاولة أحد قتل بايدن أو هاريس
دخل الشوط الأخير من السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، مرحلة جديدة صعبة في ظل تصاعد حدة التوتر، بعدما نجا الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، من محاولة اغتياله للمرة الثانية خلال شهرين، معتبراً أن خطاب الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، هو السبب وراء عمليات اغتياله.
وجاء توقيف المهاجم المسلّح ليل الأحد، في ولاية فلوريدا، تزامناً مع ورود المزيد من التهديدات من وجود قنابل في سبرينغفيلد - أوهايو، التي باتت في قلب اتهامات لا أساس لها يروجها الجمهوريون ضد المهاجرين، وتساؤل إيلون ماسك، قطب التكنولوجيا الملياردير والمؤيد لترامب، عن سبب عدم محاولة أحد قتل بايدن أو هاريس قبل أن يحذف المنشور على منصة «إكس».
ومساء أمس، أكد المرشح الجمهوري عبر شبكة «فوكس نيوز»، أن المشتبه به «كان يؤمن بخطاب بايدن وهاريس وتحرّك بناء على ذلك»، مضيفاً أن «الخطاب الديمقراطي التحريضي يؤدي الى تعرضي لإطلاق نار». وتابع «أنا سأنقذ البلاد... وبايدن وهاريس يدمرانها من الداخل والخارج».
«كراهية» سويفت
وفي مؤشر آخر على حجم الانقسام السياسي، كتب ترامب على منصته «تروث سوشال» «أكره تايلور سويفت!» بعدما قالت إنها ستصوّت لهاريس «القائدة الرزينة والموهوبة».
وكان ترامب يمارس لعبة الغولف في ويست بالم بيتش - ولاية فلوريدا على مقربة من مقره في مار الا غو، عندما رُصد مطلق النار على مسافة منه.
وأعلن جهاز الخدمة السرية، أن واحداً أو أكثر من عملائه «فتحوا النار على مسلح» على تخوم ملعب الغولف، وعُثر على «بندقية من طراز إيه كيه 47» مع منظار وكاميرا فيديو.
وقال ريك برادشو، قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش، إنه بعد رصد ماسورة البندقية على مسافة تتراوح بين 300 و500 ياردة (من 275 إلى 455 متراً)، عن مكان ترامب في الملعب أثناء تطهير المكان من التهديدات المحتملة قبل مباراته، اشتبك العملاء مع المسلح وأطلقوا ما لا يقل عن أربع رصاصات.
وبعدها ألقى المسلح بندقيته وحقيبتي ظهر وأشياء أخرى وفر في سيارة سوداء، لكن الشرطة نجحت في توقيفه على بعد نحو 65 كيلومتراً من الملعب.
وعرّفت وسائل إعلام أميركية عن هوية المشتبه به بأنه راين ويسلي روث (58 عاماً)، الذي عبّر عن دعمه لأوكرانيا وسبق للشرطة أن أوقفته.
قضائياً، وجهت الى المشتبه به، تهمتا حيازة سلاح في شكل غير قانوني وحيازة سلاح تم محو رقمه التسلسلي، خلال مثوله للمرة الأولى أمام قاض فيديرالي في فلوريدا.
ومن المتوقع أن توجه الى روث تهم أخرى خلال جلسة استماع إضافية تعقد لاحقاً.
وهو بدا في الجلسة الأولى المقتضبة، هادئاً وأجاب بـ «نعم» بنبرة خافتة، على أسئلة عدة وجّهها إليه القاضي رايون ماكيب من المقاطعة الجنوبية.
وأوردت شبكتا «سي إن إن» و«سي بي إس» أن روث كان يعمل لحسابه الخاص في بناء مساكن ميسورة الكلفة في هاواي، ولديه سجل إجرامي طويل وهو ينشر بانتظام مقالات عن السياسة والأحداث الجارية، وينتقد أحياناً ترامب.
تأثير انتخابي
انتخابياً، فان احتمالية تأثير محاولة الاغتيال الثانية، على السباق الرئاسي لا تزال موضع شك.
وقد تفوقت هاريس على ترامب في معظم استطلاعات الرأي أخيراً، لكن السباق يبدو متقارباً للغاية، بحيث لا يمكن الحكم عليه، حتى بعد مناظرة الأسبوع الماضي، التي عُدّت على نطاق واسع تقدماً للمرشحة الديمقراطية.
ويبدو الوضع الآن مختلفاً تماماً عن الوضع بعد محاولة اغتيال ترامب الأولى خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا في 13 يوليو الماضي، حيث أصيب بجروح في أذنه، وشوهد وهو يرفع قبضته أمام الحشد، والدم يسيل على وجهه، في رد فعل أظهره في صورة القائد القوي، حيث افترض كثير من المراقبين من كلا الجانبين الديمقراطي والجمهوري في ذلك الوقت أن إطلاق النار حسم الانتخابات.
ونال الرؤساء السابقون الذين نجوا من محاولات الاغتيال، وبينهم رونالد ريغان (1981) وجيرالد فورد (1975)، زيادة موقتة في نسب التأييد، لكن هذا الأمر لم يدم طويلاً.
وستظهر استطلاعات الرأي في الأيام المقبلة ما إذا كانت محاولة الاغتيال الأخيرة ستؤثر على نسب تأييد ترامب أم لا.
بايدن وهاريس يُدينان «العنف السياسي»
ثمن الرئيس جو بايدن، جهود جهاز الخدمة السرية وفِرق الأمن لـ«يقظتهم وجهودهم» للحفاظ على سلامة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ومَن حوله.وقال في بيان: «أنا سعيد لأن الرئيس السابق لم يُصَب بأذى».
وتابع بايدن: «لطالما قلتُ إن لا مكان للعنف السياسي أو أي عنف في بلدنا، وقد وجّهتُ فريقي لمواصلة ضمان أن يحصل جهاز الخدمة السرية على كل الموارد والقدرات والتدابير الأمنية اللازمة لضمان سلامة الرئيس السابق».
وأكدت نائبة الرئيس كامالا هاريس أنها «منزعجة جداً» من محاولة الاغتيال.
وقالت في بيان: «ونحن نقوم بجمع الحقائق، سأكون واضحة: أُدينُ العنف السياسي. علينا جميعاً أن نقوم بدورنا لضمان ألا يؤدي هذا الحادث إلى مزيد من العنف».
وأضافت «أشعر بالامتنان، لأن الرئيس السابق ترامب في أمان. وأُشيدُ بعمل جهاز الخدمة السرية والشركاء في أجهزة الأمن على يقظتهم».
مارغوري تايلور تكشف ارتباط المهاجم بـ «آزوف» الأوكرانية
أكدت عضو الكونغرس مارغوري تايلور، ارتباط راين ويسلي روث، المتهم بمحاولة اغتيال دونالد ترامب، بكتيبة «آزوف» اليمينية المتطرفة، مشيرة إلى أنه زار أوكرانيا ويجمع التبرعات لكييف.
وكتبت على منصة «إكس»: «الذي تصفه وسائل الإعلام بأنه معتقل على ذمة قضية المحاولة الجديدة لاغتيال ترامب، لعب دور البطولة في فيديو لدعم كتيبة آزوف».
وأضافت: «الإدارة الأميركية ملزمة بتقديم إجابات حول ما تعرفه عن راين روث. حكومتنا تعرف كل أميركي يزور أوكرانيا».
وأضافت: «نجهل الكثير عن توماس كروكس (المشتبه به في قضية المحاولة الأولى لاغتيال ترامب في بنسلفانيا). يجب على الكونغرس أن يطالب بإجابات».
وسافر المشتبه به إلى أوكرانيا، التي كان يدعمها صراحة، بعد غزو روسيا في 2022، وقال للصحافيين هناك إن هدفه المساعدة في تجنيد مقاتلين أجانب لدعم قضية كييف بعد رفض تطوعه لكبر سنه.
وصرّح روث في مقابلة مصورة نشرتها صحيفة نيوزويك رومانيا «في يونيو 2022» كثير من «الصراعات الأخرى رمادية، لكن هذا الصراع أبيض وأسود بكل تأكيد. هذا عن الخير مقابل الشر».
من جهته، أفاد روث لموقع «سيمافور» الإخباري في مارس 2023 إنه كان يحاول تجنيد مقاتلين أفغان دربتهم الولايات المتحدة للقتال ضد روسيا، لكن وزارة الدفاع في كييف لم توافق على إصدار تأشيرات لهم.
الابن «لا يملك معلومات»
تواصلت وكالة «رويترز» مع آدم، نجل المسلح المشتبه به رايان ويسلي روث، في متجر الأجهزة الإلكترونية الذي يعمل به في هاواي.
وقال آدم إنه لم يسمع بمحاولة الاغتيال وإنه «لا يملك معلومات»، مضيفاً أنه لا يعتقد أن من الممكن أن يقدم والده على فعل شيء كهذا.
وأعاد المراسل الاتصال لاحقاً، وقال أحد زملاء آدم إنه ذهب إلى المنزل بسبب ظرف طارئ.