الصاروخ قطع 2040 كيلومتراً والدفاعات الإسرائيلية فشلت في اعتراضه
«فرط صوتي» حوثي يصل تل أبيب للمرة الأولى ونتنياهو يتوعّد بـ «ثمن باهظ»
- نتنياهو: نحن في معركة متعددة الجبهة ضد «محور الشر» الإيراني
- تل أبيب تُعلن تحطم الصاروخ في الجو وسقوط شظاياه قرب مطار بن غوريون «حماس» تؤكد أن «العدو الصهيوني لن يحظى بالأمن»
تجدّدت المخاوف من اتساع نطاق التصعيد الإقليمي في خضم الحرب التدميرية على قطاع غزة، بعدما أطلق حوثيو اليمن، أمس، صاروخاً بالستياً «فرط صوتي» وصل إلى وسط إسرائيل، للمرة الأولى، من دون أن تتمكن منظومة الدفاع الجوي من اعتراضه، بينما هدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حركة «أنصارالله»، «بدفع ثمن باهظ»، مذكراً بضربة ميناء الحديدة.
وقال نتنياهو في مستهل اجتماع حكومي، «نحن في معركة متعددة الجبهة ضد محور الشر الإيراني الذي يسعى لتدميرنا. هذا الصباح، أطلق الحوثيون صاروخ أرض - أرض من اليمن باتجاه أراضينا. كان ينبغي لهم أن يدركوا بالفعل أننا نجبي ثمناً باهظاً على كل محاولة للاعتداء علينا».
وأضاف «من يحتاج إلى تذكير بهذا الأمر، فليتفضل بزيارة ميناء الحديدة. كل من يهاجمنا لن يفلت من عقابنا. حماس بدأت تتعلم ذلك من خلال عملياتنا الحازمة التي ستؤدي إلى تدميرها وإطلاق سراح جميع أسرانا».
وفي 20 يوليو، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء مدينة الحديدة في غرب اليمن، غداة تبنّي الحوثيين هجوماً بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلاً في تل أبيب.
وكانت تلك المرة الأولى تتبنى فيها إسرائيل هجوماً على اليمن. وأكد المتمرّدون حينها أن ردّهم عليها «آتٍ» و«حتمي».
فشل الاعتراض
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي، فشل اعتراض الصاروخ، مشيراً إلى تحطمه في الجو وسقوط شظاياه في منطقة حرجية غير مأهولة شرق تل أبيب تبعد 6 كيلومترات عن مطار بن غوريون.
وأضاف أنه جرت محاولات اعتراض من منظومتي «حيتس» و«القبة الحديدية» ومازالت نتائجها قيد المراجعة.
ونوهت إذاعة الجيش، من جانبها، إلى وجود تقصير في أنظمة الرصد.
وأشارت إلى أن مسار الصاروخ بلغ نحو ألفي كيلومتر، والوقت المطلوب لصاروخ بالستي ليقطع مثل هذه المسافة هو نحو 15 دقيقة.
وقال القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي تسفيكا تشايموفيتش، إن الصاروخ استغرق نحو 13 إلى 15 دقيقة للوصول إلى هدفه، وهو ما يعتبر «فترة طويلة جداً بالمقارنة مع تهديدات أخرى».
وأكد أن الصاروخ تم اكتشافه مبكراً وجرت محاولات لاعتراضه، لكن «النتائج غير واضحة حتى الآن».
إلا أن إذاعة الجيش أوضحت أن الصاروخ استغرق «وقتاً طويلاً جداً» للتعرف عليه واعتراضه بنجاح.
وسقط الصاروخ البالستي على بُعد 6 كيلومترات من مطار بن غوريون وألحق أضراراً بالمحطة المركزية للقطارات في كفاردانيال، غير البعيدة عن وزارة الدفاع، ما أدى إلى إصابة 9 إسرائيليين بجروح طفيفة «أثناء توجههم للملاجئ»، وفق تل أبيب، بينما دوت صافرات الإنذار في أكثر من 50 بلدة.
وشوهد رجال إطفاء يكافحون حريقاً قرب اللد وزجاجاً محطماً في محطة للقطارات في موديعين.
وتقع المدينتان جنوب شرقي تل أبيب.
صاروخ «فرط صوتي»
وفي صنعاء، قال زعيم جماعة «أنصارالله» الحوثية عبدالملك الحوثي، إن «العملية تمت بصاروخ بالستي جديد يتميز بتقنية مطورة وتجاوز كل دفاعات العدو». وأضاف «دخلنا المرحلة الخامسة من التصعيد ضد الاحتلال نصرة لغزة ومقاومتها».
وفي السياق، قال الناطق العسكري يحيى سريع في فيديو عبر «إكس»، إن «العملية نفذت بصاروخ بالستي جديد فرط صوتي نجح في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له، وقطع مسافة تقدر 2040 كيلومتراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة».
وأضاف أن الصاروخ «تسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة حيث توجه أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ، وذلك للمرة الأولى في تاريخ العدو الإسرائيلي».
وتابع الناطق «على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبرِ المباركة، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة، ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم».
وقال نصرالدين عامر، نائب رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي، إن الصاروخ وصل إلى إسرائيل بعد أن «فشل» 20 صاروخاً اعتراضياً في إسقاطه، معتبراً «أنها البداية».
إلى ذلك، أشادت حركة «حماس» بالهجوم، مؤكدة أن «العدو الصهيوني لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه الوحشي على شعبنا في غزة».
واعتبر القيادي أسامة حمدان في مقابلة مع «فرانس برس»، الهجوم بمثابة «رسالة تقول لكل المنطقة إن إسرائيل ليست كياناً محصناً... حتى إسرائيل بقدراتها وتقنياتها ليست قادرة على منع الوصول إليها وإصابتها».
نتنياهو إلى نيويورك في 24 سبتمبر
يتوجه بنيامين نتنياهو، إلى نيويورك في 24 سبتمبر الجاري، اليوم الأول من «المناقشة العامة رفيعة المستوى» في إطار الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس، بأن من المقرر أن يبقى نتنياهو في الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، حتى 28 سبتمبر، علماً بأنه سبق أن زارها في يوليو الماضي، حيث أجرى محادثات رسمية في البيت الأبيض، وألقى خطاباً أمام الكونغرس الأميركي.