فاجأ العالم غير المسيس والمؤدلج القضية الفلسطينية بالوقوف معها بشكل عام ومع حقوق أهل غزة بشكل خاص، فكانت هناك سلسلة من الاحتجاجات في العديد من المدن الغربية وقيام الناشطين غير المسلمين بمقاطعة الكثير من المؤتمرات تضامنا مع غزة.
ومن بين أشهر الوقفات التضامنية ما صرح به المليونير الأميركي دان بالزاريان، الذي قال في مقابلة تلفزيونية «إن إسرائيل ارتكبت العديد من الهجمات الإرهابية فهم يسرقون الأراضي ويرتكبون إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وادعت إسرائيل بأن المقاومة قامت بقتل واغتصاب الأطفال وثبت أن ذلك محض كذب».
وقام الجمهور الإيطالي بادارة ظهره للنشيد الإسرائيلي في تصفيات كأس العالم المقبل التي تعقد هذه الأيام، كما ساند بعض الفنانين والمخرجين الحق الفلسطيني وطالبوا بوقف الإبادة.
وقال مارك غوبرود، أستاذ الفيزياء «إن نتنياهو لديه مصلحة واحدة وهي بقاؤه السياسي حتى لو كان ذلك يقوض بقاء إسرائيل على المدى الطويل، الأمر الذي يقوده إلى القيام بأشياء في الشهرين المقبلين يمكن أن تضر فرص كامالا هاريس، الانتخابية وتعزز فرص ترامب».
وقال نييل كيبيدي، وهو زعيم نقابي وناشط بريطاني «إن أطفالنا الآن في بداية فصل دراسي جديد، وفي غزة حدث القتل المدرسي وتدمير البنية التحتية التعليمية بأكملها مع استهداف المدارس والجامعات والقتل العشوائي للأطفال والمعلمين».
وقال ريتشارد سويل، وهو كاهن بريطاني بارز «إن إستراتيجية إسرائيل مغلفة، فالآن الفلسطينيون يدانون عندما لا يقبلون بحق إسرائيل في الوجود لقد منحت حكومة إسرائيل حرية التصرف في رفض نفس الحق الفلسطيني».
وقال الصحافي الاستقصائي الايسلندي كرييستون هرافنسون، إنه «تم تكليف أحد العلماء بكتابة مقالة حول تعريف الإبادة الجماعية في اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، وما إذا كان ينطبق على غزة ثم تم الغاؤه من قبل مجلة هارفارد للقانون، ان هذا يعني انهاء الحرية الأكاديمية».
وقال المحامي الفرنسي جان بيير ميجنارد، «إن الحملة الانتخابية الأميركية لا تهمني فكلا المرشحين يقعان في نفس هاوية الفجور من خلال دعم حرب وحشية».
ومازالت الأمم المتحدة تقف عاجزة من أمرها عن وقف الإبادة الجماعية ولم ينجح طلب المدعي العام في لاهاي بإصدار أوامر اعتقال عاجلة بحق نتنياهو وغالانت، الأمر الذي اعتبره نتنياهو عملاً متحيزاً وعاراً أخلاقياً ومعاداة للسامية، بينما قال كريم خان، المدعي العام للجنائية الدولية إنه يتعرض لضغوط من قادة دول كبرى من أجل عدم إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو الذي يفضل أن يكون لديه مئة قتيل ولا أسير إسرائيلي واحد.
ومازال بعض الدول المساندة للكيان الصهيوني لا تجيد تبرير موقفها دبلوماسياً وإعلامياً ويتجلى ذلك في موقف وزيرة الخارجية الألمانية أنالانا بيربوك، حين أعلنت خلال زيارتها تل أبيب «أن الضغط العسكري يعرض حياة المختطفين للخطر وهو وحده لن يؤدي إلى اطلاق سراحهم، والصفقة مع حماس ستتطلب دفع ثمن باهظ لكن حياة المختطفين تستحق العناء»... وهي لم تعلق على حياة الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال الصحافي جاك ميركينسون، «إن الإسرائيليين لهم الحق في الغضب من نتنياهو بسبب استعداده للتضحية بالرهائن، ولكن من المثير للقلق العميق مدى ضآلة الغضب الذي لايزال لديهم بشأن استعداده لقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين».
إن الرئيس الأميركي بايدن، وحكومته يعتبرون أنفسهم وسيطاً بين إسرائيل وحماس للتوصل لاتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وفي شهر مايو الماضي أعلن بايدن موافقة إسرائيل على مقترح منه ودعا حماس لقبوله، وبالفعل وافقت حماس وكان هناك دعم كبير من قبل مجلس الأمن الدولي ليجد العالم نفسه مذهولاً من تصريح نتنياهو برفض أي اتفاق، ليأتي بعده موقف انتوني بلينكن، معلناً انه لا يقبل اتفاقاً لوقف القتال بشكل دائم. وأرى أنه أسوأ وزير خارجية في تاريخ بلاده وبات منبوذاً من قبل الكثير من الناس في العالم آخرها عندما زار بريطانيا فقامت بعض الطواقم الطبية وهتفت بوجهه «لا مرحباً بمجرمي الحرب في بلادنا».
همسة:
ان آفاق غزة وصلت بالقضية الفلسطينية إلى أبعاد كبيرة.