ما الذي يحدث في خليجنا؟!
حرب ضد لغتنا العربية، من أجل محو ثقافتنا، الأغنياء الذين يملكون المجمعات والمحال الكبيرة وسلاسل المطاعم والفنادق هؤلاء مطلوب منهم الدفاع عن ثقافتنا ولغتنا العربية فهم منا، أليس كذلك؟.
العاملون في الفنادق والمجمعات وبعض المطاعم الكبرى لا يتحدثون باللغة العربية، وأين؟ هنا لدينا في الخليج العربي!
تحدث الكثيرون وكتب المثقفون وعملت الدراسات على أهمية اللغة للحفاظ على الهوية، وكلما زاد الصراخ كلما زادت المدارس التي تدعو أبناءنا للاهتمام بكل لغة ما عدا لغة العرب، كلما عقدت الندوات والمؤتمرات لدعم لغتنا كلما اشتعلت الحرب ضدها.
كنا قبل عقود نطالب بتعليم العلوم بلغتنا، اليوم نحن نطالب بأن تكون حواراتنا اليومية بلغتنا، الأجنبي المتحدث باللغة الإنكليزية لا يحتاج في بلادنا لمعرفة أي كلمة عربية، والعربي الذي لا يعرف غير لغته سيُعاني في بلادنا، هل هذا أمر يصدق؟!، في بعض مطارات دولنا الخليجية لا تُباع إلا الكتب الاجنبية لا أثر لكتاب عربي وإن وجد تجده منزوياً خائفاً كي لا يراه أحد، إذا سكنت أي فندق في بلادنا وأنت لا تعرف اللغة الإنكليزية فسوف تُعاني حتى في جملة (أريد شاي) رغم أن شاي كلمة عالمية، إلا أن العاملين في الفنادق وأحياناً المحلات الكبرى لا يستخدمون لغتنا، وأين في جزيرة العرب؟!
قبل سنة اجتمعت في لجنة التعريب هنا في الكويت مع مجموعة رائدة من المدافعين عن لغتنا من كل أنحاء وطننا العربي، بثثنا همومنا وبكينا معاً، حتى عندما طالبنا بعقد مؤتمر قومي للدفاع عن اللغة العربية لم نجد مسؤولاً ولا صاحب رأسمال مستعداً أن يدعم ذلك .
أصحاب رؤوس المال، أنتم عليكم مسؤولية كبيره في الوقوف مع ثقافة أمتكم، وإن شاء الله قريباً سنجد منكم واحداً يُبادر بخلق النموذج العربي لمؤسسة ربحية في بلادنا، حتى الذين زاد رصيدهم وتوسعوا خارج الخليج في بلاد المشرق العربي عليهم مسؤولية دعم لغتنا ونشرها عوضاً عما هو حادث اليوم للأسف الشديد.
إننا اليوم نعيش أمام موجة تسونامي لا يستطيع أحد أن يقف أمامها، نحن العرب فقط نواجه هذا الإعصار ففي كل بلاد العالم مازال أهلها يستمتعون بلغتهم ويدرسون بلغتهم ويتحدثون بالمطاعم والفنادق والمحلات بلغتهم، من هذه الدول من لا يزيد عدد أفرادها على بضعة ملايين وبعضهم يتكلم بلغات لم تصنف كلغة رسمية في الأمم المتحدة، ومع ذلك هم لا يقدمون أي لغة عليها، فهم معتزون بلغتهم، فخورون بثقافتهم.
أصحاب رؤوس المال في خليجنا، نسأل الله أن يجعلكم أداة خير للغتنا لنحافظ على ثقافة أمتنا العربية.