«البرنامج تجربة احترافية قد يتم تكرارها»
أحمد الشرقاوي لـ «الراي»: «نهمة»... لتوثيق مسيرة الفن الكويتي
- دوافع عدة شدّتني لأُقدّم البرنامج... أبرزها الفكرة
- التوثيق يحفظ المعلومة ويُعتبر أساس الإعلام
كشف الشاعر الغنائي القدير أحمد الشرقاوي، عن كواليس صناعة برنامجه التلفزيوني «نهمة»، الذي يتم عرضه مساء كل يوم خميس على شاشة تلفزيون الكويت القناة الأولى و«منصة 51»، حيث أوضح في كلامه أن فكرته تقدم خدمة جميلة جداً للفن والشعر الغنائي الكويتي، وأنه أحب أن تكون له بصمة في ذلك.
«يمثّل اتجاهي»
وقال الشرقاوي لـ «الراي»، «بعد جائحة كورونا وظهوري في (السوشيال ميديا)، قدّم لي مجموعة من أصدقائي المخرجين العديد من الأفكار لتقديم برامج تلفزيونية، لكن للأمانة لم أكن متفرغاً حينها، إلى جانب أن الأفكار لم تكن ناضجة، ولهذا لم يتم تشكيل فريق عمل لمناقشتها ثم تنفيذها على أرض الواقع. وعندما عُرضت عليّ فكرة برنامج (نهمة) الذي يتكلم عن التراث الفني والشعري الكويتي، سعدت كثيراً بها كوني أحد أعمدة هذا المجال، كما لمست أنها تمثل اتجاهي».
وتابع: «بداية، جلست مع المخرجين خالد الرفاعي وخالد الجدي، ومعنا كامل فريق الإنتاج، وأيضاً المُعدّين علي كمال وحسين الصيدلي اللذين شاركتهما في الإعداد، وتحدثنا وتناقشنا عن كل ما يخصّ (نهمة) وكيفية دورانه، وطرحنا أسماء الضيوف المفترض استضافتهم. بعد ذلك، جهزنا فريق عمل احترافياً متكاملاً، ودارت عجلة التصوير بعدما تمت الموافقة عليه من قبل وزارة الاعلام وبإشراف وتشجيع كبير من الوكيل المساعد لقطاع التلفزيون تركي العارضي، إذ أصبحنا نعرف تماماً ما الذي سنقدمه للمشاهدين، ومَنْ هم ضيوفنا وما الذي نريده منهم، وما هي فكرتنا الأساسية والهدف منها».
وأوضح الشرقاوي أنه «كانت هناك دوافع عدة شدتني لأقدم البرنامج، أبرزها الفكرة، فهو يقدم خدمة جميلة جداً للفن والشعر الغنائي الكويتي. فأحببت أن تكون لي بصمة ويد في هذا الموضوع من خلال تقديم برنامج يوثّق مسيرة الفن الكويتي العريق منذ بدايته، والتكلم عن أساطيره وفنانيه الكبار وكل مَنْ خدمه».
«لا صعوبات»
أما عن الصعوبات التي واجهته خلال فترة صناعة «نهمة»، قال: «ربما الصعوبة الوحيدة التي قد أشير إليها أن التسجيل تمّ في عزّ فصل الصيف، إذ كنا نباشر التجهيز منذ ساعات الظهيرة. غير ذلك، لا أعتقد أننا قد واجهنا صعوبات بما تعنيه الكلمة، إذ كل شيء كان على مستوى متناغم واحترافي، في ظل وجود جيش متكامل من فريق الإخراج والإعداد والتصوير وحتى فنيي الإضاءة والصوت، يذلل أي صعوبة في حال وجدت. حتى من الناحية الفنية، لم نواجه صعوبة، بل على العكس، كسبنا ضيوفاً على مستوى عالٍ أثروا (نهمة) وقاموا بتغذيته بالفكر والمعلومة والفن».
«التوثيق أساس الإعلام»
وحول أهمية هذه النوعية من البرامج التوثيقية، قال الشرقاوي: «من وجهة نظري، تعتبر من أهم البرامج التي يجب أن نوليها اهتماماً سواء كانت فنية أو سياسية أو أدبية واجتماعية وصحية وغيرها، والسبب أن التوثيق هو من يحفظ المعلومة، كما أن التوثيق يُعتبر أساس الإعلام والذي يراه الجيل الحالي ومَنْ سيأتي بعده».
وأضاف «لولا الكبار وما قام به الشيخ جابر العلي تحديداً مع الفنانين الذين طلبهم آنذاك مستنداً إلى رأيهم في توثيق الأعمال والفنون الكويتية كافة، لكانت فنوننا الكويتية قد ولّت واندثرت، أو أنه أضيفت عليها أمور لتُدمّر نكهتها مع التناقل ومرور السنوات».
«توثيقات جديدة»
وشدّد الشرقاوي على ضرورة الاستمرار في التوثيق قائلاً: «يحب أن نحرص على القيام بتوثيقات جديدة في شتى المجالات الحياتية، مثل الفنية والشعرية والأدبية والاجتماعية والإنسانية وغيرها، من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية، ومن خلال رؤى وأفكار جديدة وتصوير جديد».
«تكرار التجربة»
وفي حديثه، عرّج الشرقاوي على تجربة التقديم، قائلاً: «سبق لي أن قدمت في الثمانينات من القرن الماضي برنامجاً خاصاً لوزارة الداخلية يحمل عنوان (الأمن والمواطن)، وبالتالي تقديمي لبرنامج (نهمة) ليس بالتجربة الجديدة، بل أعتبره تجربة احترافية في هذا المجال الذي أنتمي إليه. وقد يتم تكرارها مستقبلاً في حال وُجِد ما هو مناسب وفق طرح جيد، سواء كان برنامجاً فنياً أو إنسانياً ونفسياً، وبطريقتي الشخصية».
«دعم واضح»
اعتبر الشرقاوي أنه «لا يمكننا أن ننكر دور وزارة الإعلام الواضح في منحها اهتماماً كبيراً لدعم الفن بكل أنواعه، سواء من خلال السهرات الفنية، أو استضافة كبار الفنانين وحتى نجوم جيل الشباب من المطربين والملحنين والشعراء، إذ تعرفنا عليهم من خلال برامج التلفزيون والإذاعة. كما لا يمكننا نكران دعمها المادي والمعنوي وتشجيعها وصناعتها للأعمال الفنية، سواء لكبار الفنانين أو الشباب، وهذه نقطة تحسب لها ويجب أن تُذكر».
«أبواب المسؤولين مفتوحة»
أشار الشرقاوي إلى أن «الإخوان في وزارة الإعلام، من دون استثناء، أبوابهم مفتوحة أمام كل شخص يمتلك فكراً جديداً، سواء على صعيد التلفزيون أو الإذاعة».
وأضاف «إلى جانب ذلك، عندما كنت ألتقي، بمحض الصدفة، بوزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، لا أجد منه سوى كل الترحيب والاهتمام والحثّ على تواجدي في الساحة وتقديم الأفكار الجديدة في حال وُجدت لديّ، وكان يُشدّد دوماً على التوجه إليه مباشرة، بقوله إن بابه مفتوح لاستقبال الجميع. كما لا أنسى حضوره ودعمه لي شخصياً عندما كُرّمت من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب».