الحرب اللا إنسانية على غزة تدخل شهرها الـ 12 من دون مؤشرات على هدنة

«سي آي إي» و«إم آي 6» يجدان صعوبة في تدمير «حماس»... إلا بفكرة أفضل منها

بيرنز ومور خلال ظهور علني مشترك غير مسبوق في كينوود هاوس في لندن
بيرنز ومور خلال ظهور علني مشترك غير مسبوق في كينوود هاوس في لندن
تصغير
تكبير

- لندن: دعم إيران لـ «حماس» وراء ما قامت به في 7 أكتوبر
- خطة إسرائيلية لدفع فلسطينيي شمال غزة إلى مواجهة... «الموت أو الاستسلام»
- بايدن أصبح «مهووساً» بقضية الرهائن والهدنة
- عائلة ناشطة أميركية
-  تركية قتلها الاحتلال تطلب تحقيقاً مستقلاً

دخلت الحرب اللا إنسانية والتدميرية الإسرائيلية على قطاع غزة، أمس، شهرها الثاني عشر، من دون مؤشرات إلى تراجع حدة القصف والغارات القاتلة، أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن رهائن والمحتجزين.

وفي السياق، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وليام بيرنز، إن العمل جارٍ على تقديم مقترح «أكثر تفصيلاً» بشأن الهدنة و«نأمل أن يتم ذلك في الأيام المقبلة»، معتبراً ذلك «مسألة إرادة سياسية».

وأكد مواصلة العمل «بأقصى ما نستطيع مع الوسطاء الآخرين بشأن وقف النار لأنه لا يوجد بديل مناسب».

وأوضح بيرنز أنه «تم الاتفاق على 90 في المئة من صفقة تبادل الرهائن ونواصل العمل لإنجاز الاتفاق... وعلى القادة من جانبي إسرائيل وحماس تقديم تنازلات».

وأكد أن سكان غزة تكبدوا خسائر فادحة، مشيراً إلى أن «إسرائيل قوضت قدرات حماس لكن مصطلح تدمير الحركة صعب».

وللمرة الأولى على الإطلاق، ظهر بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6) ريتشارد مور، معاً خلال فعالية لصحيفة «فاينانشال تايمز»، لمناقشة عدد من القضايا الدولية.

وقال مور، إن «حماس حركة وفكرة ولا يمكن قتلها إلا بفكرة أفضل منها»، معتبراً أن الفلسطينيين يحتاجون «بديلاً أفضل».

وأكد أن «دعم إيران لحماس، وراء ما قامت به في 7 أكتوبر»، مشدداً على أن «إيران تحاول زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ونتصدى لذلك».

كما أعرب مور، عن اعتقاده بأن إيران لاتزال تعتزم الثأر لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران أواخر يوليو الماضي، والذي تحمل طهران مسؤوليته لإسرائيل.

وفي مقال رأي للصحيفة، كتب بيرنز ومور أن وكالتيهما «استغلتا قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد».

وأكدا أن الهدنة «يمكن أن تنهي معاناة المدنيين الفلسطينيين وخسائرهم المروعة في الأرواح وتعيد الرهائن إلى ديارهم بعد 11 شهراً من الاحتجاز».

شكوك البيت الأبيض

وفي السياق، نقلت شبكة «سي إن إن»، عن مسؤولين أميركيين، أن العقبات الكبيرة التي تواجه المفاوضات أثارت شكوكاً داخل البيت الأبيض حول إمكانية إنهاء الحرب قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن.

وأوضح مسؤول رفيع المستوى، أن من غير الواضح إذا ما كان استخدام النفوذ الأميركي على إسرائيل، مثل حجب الأسلحة، سيؤثر على حكومة تضم شخصيات يمينية متطرفة، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

ونقلت «سي إن إن» عن مصدر ديمقراطي بارز، أن بايدن أصبح «مهووساً» بقضية الرهائن والهدنة، في الآونة الأخيرة.

وفي القدس، ذكرت قناة «ريشت كان»، أن التقييم حتى داخل إدارة بايدن يشير إلى أن إسرائيل وكذلك «حماس» غير مهتمتين بالتوصل إلى أي اتفاق، ولذلك الفرص ضئيلة للتوصل إليه.

خطة تهجير

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن جيش الاحتلال يدرس خطة لتهجير ما تبقى من فلسطينيي شمال غزة، بهدف تضييق الخناق على المقاومة، ودفعها لمواجهة «خيار الموت أو الاستسلام».

ووفقاً للمراسل السياسي للصحيفة إيتمار آيخنر، فقد عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجمعة، جلسة نقاش إستراتيجي وعصف ذهني مع مسؤولين عسكريين من أجل تحقيق تقدم في الحرب، في ضوء استمرار تعثر المفاوضات.

وأكد أن «النقاش أثار احتمال أن يضطر الجيش إلى إعداد المرحلة الرابعة من خطته ذات المراحل الثلاث في غزة، إذ تركز المرحلة الحالية (الثالثة) من القتال على الغارات المتكررة على مقاتلي حماس والبنية التحتية لها، ويجري الآن النظر في مرحلة أخرى، وهي أساساً طرد السكان من شمال قطاع غزة ومن ثم محاصرة المقاتلين».

ميدانياً، هزت غارات جوية وقصف مدفعي القطاع المدمر، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في جباليا ومدينة غزة شمالاً، وفي النصيرات والبريج (وسط).

وفي مخيم جباليا، قصفت خيمة للنازحين داخل مدرسة حليمة السعدية التي كانت تؤوي نازحين، ما أسفر عن استشهاد 8 على الأقل وإصابة 15 آخرين.

وقال أحمد عبدربه لـ «فرانس برس»، «يوجد ما بين 3000 و3500 شخص في هذه المدرسة. كنا نائمين عندما سقط علينا صاروخ فجأة. استيقظنا مذعورين. وجدنا شهداء، بينهم أطفال ونساء».

وكتب المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني في تغريدة على موقع «إكس»، «11 شهراً. كفى. لا أحد يستطيع أن يتحمل هذا الأمر لفترة أطول. يجب أن تنتصر الإنسانية. يجب وقف إطلاق النار الآن».

«محور فيلادلفيا»

وفي ما يتعلق بالعقبة الرئيسية للمفاوضات، أظهرت صورٌ التقطت بالأقمار الاصطناعية، قيامَ الاحتلال بتعبيد طريق رئيسي على طول محور فيلادلفيا.

وتكشف الصور التي حللتها شبكة «بي بي سي» رصف طريق يمتد لمسافة 6 كيلومترات ونصف الكيلومتر تقريباً، انطلاقاً من الساحل على طول السياج الحدودي.

كما أظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت في 4 سبتمبر، أعمال إنشاءات، ذكر أنها جرت في ذلك اليوم على طول امتداد السياج.

مقتل ناشطة أميركية - تركية

من ناحية ثانية، انسحبت قوات الاحتلال من مدينة جنين، بعد عملية عسكرية استمرت 10 أيام في شمال الضفة الغربية المحتلة، وأوقعت 36 شهيداً فلسطينياً، بينهم 8 أطفال.

وطالبت عائلة مواطنة تركية - أميركية قتلت الجمعة، خلال تظاهرة احتجاج على مستوطنات الضفة بتحقيق مستقل، متهمة الاحتلال بقتلها خلال عملية «عنيفة».

وأصيبت عائشة نور إزغي إيغي (26 عاماً) «برصاصة في الرأس» خلال مشاركتها في التظاهرة في بلدة بيتا.

وذكرت عائلة الضحية في بيان، «لقد خطفت من حياتنا من دون طائل وبطريقة غير قانونية وعنيفة، من جانب الجيش الإسرائيلي».

وناشد البيان، «الرئيس بايدن ونائبة الرئيس (كامالا) هاريس ووزير الخارجية (أنتوني) بلينكن إصدار التعليمات لإجراء تحقيق مستقل في عملية قتل غير قانونية لمواطنة أميركية وللتحقق من محاسبة كاملة للمذنبين».

واعتبرت واشنطن مقتل إيغي «مأسوياً» ودعت إسرائيل، إلى التحقيق، بينما ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعمل «الوحشي».

تعاون أميركي - بريطاني في وجه تهديدات «غير مسبوقة»

أكّد مديرا وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) بيل بيرنز وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (إم آي 6) ريتشارد مور، أمس، أهمية تعاونهما في مواجهة تهديدات «غير مسبوقة»، مع الإشارة إلى روسيا والصين والجماعات الإسلامية، في مقال مشترك في صحيفة «فاينانشال تايمز». وشدد مديرا الاستخبارات على أنه «ليس لديهما حليف آخر أكثر جدارة بالثقة» من بعضهما.
وقالا إنه يتعين عليهما التحرك اليوم «في نظام دولي متنازع عليه حيث يواجه بلدان مجموعة من التهديدات غير المسبوقة».
وأكد بيرنز ومور أن «من المهم أكثر من أي وقت مضى مواصلة المسيرة» للتصدي لروسيا، مؤكدين أنهما «سيستمران في مساعدة» كييف.
وأكدت «سي آي إي» تصميمهما على مكافحة «حملة التخريب» ومحاولات زعزعة الاستقرار عبر المعلومات المضللة التي تنفذها موسكو في أوروبا.
وتحدّث المديران أيضاً عن الصين باعتبارها «التحدي الجيوسياسي والاستخباراتي الرئيسي في القرن الحادي والعشرين»، إضافة إلى «مكافحة الإرهاب الإسلامي».
واعتبرا أن «الحفاظ على التميّز في مجال التكنولوجيا أمر حيوي» في مواجهة كل هذه التهديدات، مستشهدين بتطور الذكاء الاصطناعي.
ونُشر المقال قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن في 13 سبتمبر، حيث سيستقبله الرئيس جو بايدن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي