هل الحكومة تساعد على معارضتها؟

تصغير
تكبير

قبل أيام كتبت مقالاً بعنوان «الحكومة المظلومة»، وقد رحب أو انتقد المقال جملة من الناس.

بشكل عام، يرى المرحبون بأن المقال متوازن وعادل، ويجب أن تُعطى الحكومة فرصة زمنية أكبر، بينما ذهب المنتقدون بأن المقال يبرر للحكومة أفعالها، وهو بمثابة «تسطيح» للوضع السياسي. هكذا هو حال الناس بين مؤيد ومعارض، والأهم ان المقال قد أثار سجالاً وطنياً.

ما أود تسليط الضوء عليه هنا: هو ان هناك مشاكل تمس المواطن مباشرة مثل ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وانقطاع الكهرباء، وتردي وضع الطرق، والازدحامات المرورية، ومشاكل القطاع الصحي العام، وتواضع المستوى التعليمي، وجميع ما سبق قد يكون متوارثا منذ سنوات. وبالتالي، فإن العمل على الإصلاح يتطلب وقتاً، وهذا منطق لا يختلف عليه أحد، ولكن في ظل هذه المشاكل لا يتعين أن تقوم الحكومة باتخاذ بعض الخطوات التي من شأنها أن تزيد أو تضاعف الحنق الشعبي، وبذلك فهي قد تساعد معارضيها على توسيع رقعة شعبيتهم، وذلك من قبيل فرض رسوم على المظلات، وتطبيق البصمة الثالثة.

وهنا يتبادر السؤال: لماذا تتخذ الحكومة هذه القرارات والمواقف دون دراسة ردود الأفعال، والتداعيات الناشئة عنها، والفوائد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، الناتجة منها؟!

لا أعتقد بأن القيام بتلك الخطوات مقصود منها مضايقة الناس، وقد تكون الغاية منها: التنظيم والالتزام، وهذا أيضاً مفهوم، ولكن لابد وأن تتزامن تلك الخطوات مع انجازات تلامس هموم الناس، مثل: التحكم في الغلاء، والإسراع في إقرار بعض الزيادات المالية المستحقة، والمبادرات السريعة، لمثل تلك التي تتعلق بالترفيه... خاصةً في فترة الصيف.

إن العمل السياسي المحترف يتطلب جهداً مدروس الخطوات، وبشكل يتعاطى مع السيكولوجية المجتمعية، ويحمل معه أدوات إعلامية جذابة وشفافة... كي تؤدي مهامها في ترطيب العلاقات السياسية.

ووفقاً لتلك القواعد، لابد للحكومة أن تدرك... أنّ المواطنين يأملون لها النجاح وتحقيق الإنجازات؛ لأنها تصب في صالحهم؛ ولكن ينبغي من الحكومة أن تعرف كيفية محاكاة معاناة الناس، وتقدر بل وتشجع حرياتهم في النقد البناء، وأن تعمل على تحقيق الإنجازات السريعة في مواضيع سهلة ومؤثرة ذات تأثير مباشر على الشعب، أما في حال فشلها في تقديم رؤية وخطة متزامنة مع تنفيذ فعلي وضمن إطار زمني مقدر، فذلك بالتأكيد سيزيد من رصيد معارضيها بحق أو من دون حق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي