ظهر عبدالله بن أبي بن سلول، زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، وكان أشهر لقب عُرف به (رأس النفاق)!
وذلك لأنه كان يظهر الإسلام ويضمر الكفر وعداوة المسلمين.
وكان من أشد الناس إيذاء لرسول الله وصحابته، وكان له أتباع عدة يسلكون مسلكه ويرددون أكاذيبه وافتراءاته!
فمن أشهر مواقفهم الخسيسة تكذيبهم لله ولرسوله يوم الأحزاب، فقد وعد النبيُ صلى الله عليه وسلم الصحابةَ أثناء حفر الخندق بفتح فارس والروم، فقال أحد المنافقين: يعدنا محمد، بكنوز فارس والروم وأحدنا لا يأمن على نفسه إذا ذهب للغائط! ففضحهم الله فقال (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا).
وكانوا يبحثون عن أي عذر للتخلف عن الجهاد مع رسول الله، فمرّة يقولون: إن بيوتنا عورة، فيكشف الله تعالى كذبهم فيقول «وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا» ومرة يقولون نخشى فتنة نساء بني الأصفر إذا ذهبنا لقتال الروم، فيفضحهم الله تعالى بقوله: «ومنهم من يقول إئذن لي ولا تفتنّي ألا في الفتنة سقطوا».
ومن أخزى مواقفهم: خذلان المسلمين في أحلك الظروف وأصعب المواقف، كما فعل ابن سلول حين انسحب قبل بداية غزوة أحد بثلث الجيش!
مات ابن سلول زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل انتهى النفاق بوفاته؟
يكفي أن تتأمل وتشاهد مواقف البعض من أحداث غزة اليوم حتى تعرف أنه مازال لابن سلول أتباع وأشباه.
فتأمل عدداً من أولئك الذين يهاجمون المقاومين والمرابطين والمجاهدين على أرض غزة وفلسطين، فسترى مطابقتهم لصفات ابن سلول!
طعن في عقيدة أهل غزة، وتشكيك في جهادهم، وسخرية من شهدائهم، و شماتة في أوضاعهم، وخذلان وعدم نصرة لهم، وتخذيل للناس عن دعمهم، ووصفهم بأوصاف لا تليق. بل إن البعض من هؤلاء ليستكثر الدعاء لأهل غزة!
على كل حال دعوة الله ماضية ودين الله منصور، والمجاهدون في غزة حددوا أهدافهم ورسموا طريقهم، ولن يلتفتوا لتخذيل من خلفهم، فغايتهم نيل إحدى الحسنين إما النصر وإما الشهادة.
وأما أمثال ابن سلول، فليس لهم إلا (مزبلة التاريخ).
X:@abdulaziz2002