عندما تتجه إلى فندق وأنت في سفرك خارج البلاد، أو حتى داخلها ويكون الفندق قريباً من البحر، تسأل موظف الاستقبال إن كانت الغرفة تطل على البحر، والسعر يكون عادة أعلى فيها لأجل الطلة، كذلك الحال إذا كان الفندق يطل على نهر أو بحيرة فالنظر إلى الماء يسر الناظرين.
الحديث طويل هنا بالكويت حول إزالات أي بناء أو حيازة لمبنى بشكل مخالف، فمرة يكون الحديث عن إزالة الديوانيات المقامة على أرض الدولة في الارتدادات المواجهة لبيوت السكن، وأخرى يكون الحديث عن إزالة المخازن في السراديب غير المرخصة لهذا الغرض، وهناك مخالفات بناء مشابهة.
ثم يرى المرء تراجعاً عن تطبيق القوانين على هذه المخالفات، ولا كأن هناك نظماً إدارية وتنظيمية مضى عليها عشرات السنين، مسؤولة عن تنظيم عمليات البناء ومراقبة كل ما هو مخالف والتعامل معه بشكل مناسب قبل أن يستفحل.
لكن هناك مشكلة تنظيمية رئيسية في الكويت، وهي التعامل مع الشواطئ العامة عبر إغلاق أبواب وحتى نوافذ البحر عن معظم سكان البلاد.
الكويت طلة البحر الجميلة أصبح بحرها الأزرق محجوباً عن أعين الناس للنظر إلى الشواطئ الذهبية والمياه الزرقاء. وليس هناك إلا بعض من الشواطئ المتاحة التي تعد على الاصابع ولا يتعدى عرضها مئات الأمتار في كثير من الأحيان.
أكثر من مئة وعشر كيلومترات من الشواطئ يتم احتكارها بوجه الغالبية وبوجه السياح الذين يزورون الكويت، ويسمعون أن البحر قربهم بأمتار لكنه محجوب عن الأنظار.
وهذا الاحتكار للبحر أمر مقيت حتى ولو انه أصبح كذلك من دون تخطيط وعن دون قصد إلى أن صار أمراً واقعاً مع مرور الوقت.
إن في البحر قرة لعين الرائي، ولنسيمه مداعبة للخواطر والذكريات، لذلك فإن حالة إغلاق البحر عبر شاليهات محدودة حالة شاذة عن أكثر دول العالم، فالبحر ملك للعامة ولا يمكن احتكاره من قبل أفراد قلائل.
في طرابزون التركية، تهبط الطائرة على المدرج المحاذي للبحر الأسود، وعلى امتداد الشارع المؤدي إلى مدينة ريزا شرقاً ولمدة ساعتين يمكن للمسافر مشاهدة البحر، فالبحر مفتوح على الأغلب، ليس هناك من أشخاص يحتكرون الشاطئ، على الرغم من حاجتهم إليه كأرض منبسطة مقابل سلاسل الجبال التي تمتد هناك بامتداد ساحل البحر الأسود.
على هذا الأساس، عندما يتم النظر إلى الإزالات لا يجب أن يكون هناك خوف أو حذر في تطبيق القوانين عليها من دون تعسف، وكذلك مطلوب الاهتمام بأمور تنظيمية أخرى تحتاج إلى تعديل أو إزالة، مثل الشاليهات الخاصة على البحر المقامة على أرض الدولة وليست الملك الخاص. مع الاستثناء من ذلك المباني الأثرية والتاريخية.
الكويت جميلة، والبحر يزيد من جمالها وزهوها وهو فستانها الفيروزي الصافي الذي يميزها، فازيلوا الحواجز عنه ولا تحرموا معظم أهلها من النظر إليه والاستمتاع به.