أيام قليلة تفصلنا عن عودة الطلبة للمدارس، وعن معرفة الجواب على السؤال المكرر «هل استعدّت وزارة التربية بشكل مقبول للعام الدراسي الجديد...؟»
أيام قليلة تفصلنا عن بداية مسلسل الشكاوى المكرر من نقص بالكتب ونقص بالهيئة التدريسية ونقص بالكراسي والطاولات ونقص بالهيئة الإدارية... باختصار شكوى من كل شيء.
أيام قليلة تفصلنا عن اشتعال وسائل التواصل الاجتماعي بالشكوى من ارتفاع أسعار المواد القرطاسية والحقائب الدراسية، وعن ارتفاع أسعار كل ما يحتاجه الطالب لسنته الدراسية الجديدة.
أيام قليلة تفصلنا عن الضجر و الشكوى المتكررة كل عام مع بداية العام الدراسي من الازدحامات المرورية الخانقة التي لا تنتهي...!
أيام قليلة تفصلنا عن عودة تجارة الدروس الخصوصية وإرهاق ميزانية رب الأسرة بهذه التجارة التي أصبحت سائدة وتزداد، والوضع أصبح بحاجة لتحرك جاد وحازم للقضاء على هذه الآفة التي دمّرت أجيالاً في السابق وستدمّر أجيالاً في المستقبل إن لم نتدارك الوضع.
أيام قليلة تفصلنا عن بداية الصراع في انتخابات الجامعة والمعاهد التطبيقية، ذلك الصراع الذي ستحاول من خلاله بعض القوى من خارج الحرم الدراسي السيطرة عليه بكل قوة، وسيمتد تدخلها للانتخابات الطلابية خارج البلد.
وبرأيي أن الوضع يجب أن يتغير وأن يتم اختيار الطلبة الثلاثة الأوائل على كل دفعة دراسية «لأننا بذلك سنحث الجميع على بذل المجهود للتفوق» بدلاً من الانتخابات التي مزقت كل ما بناه الأجداد من نسيج اجتماعي جميل.
باختصار أيام قليلة تفصلنا عن مواجهة الواقع الذي يبين لنا بكل حيادية موقعنا بالترتيب العالمي للتعليم، وان الحل لاتخاذ القرار لتطوير التعليم بيدنا واننا يجب أن نواجه الوضع المتدني لمستوى التعليم والصراعات بكل شفافية وشجاعة من أجل إنقاذ الأجيال القادمة.