قيم ومبادئ

... والحشيش يبي مطر!

تصغير
تكبير

هذا جزء من أرجوزة تراثية مطلعها رجل سافر إلى مكة، وجاب صوغه فوضعها في صندوق والصندوق ماله مفتاح؟ واللي يسوي المفتاح الحداد (والحداد يطلب فلوس! والفلوس عند العروس! والعروس تبي العيال! والعيال يبون حليب! والحليب عند البقر! والبقر يبون حشيش! والحشيش فوق الجبل! والجبل يبي مطر! والمطر عند الله).

هذا يلخص لنا المشهد فيمن يريد الكويت كويت سياحية أو كويت التنمية... ولكنه لم يبذل لتحقيق أدنى متطلبات التنمية سوى طلب تحرير الخمور!!؟

وعقيدة الكويتيين أن الله مسبب الأسباب، أي جاعلها بحكمته أسباباً مفضية إلى نتائجها، وهذه أسباب النهوض بعد التوكل على الله وخلّونا نشوفها اشلون طبقناها في الكويت؟ فقد أطلقتها الأمم المتحدة في 2016 باسم «أجندة الأهداف العالمية لعام 2030» تحوي 18 هدفاً إستراتيجياً أولها القضاء على الفقر وآخرها الشراكة لتحقيق الأهداف، ومبادرات عدة، إلا أنها لا أثر لها عندنا في وزارة التخطيط - تحديداً - وهي مبادرة التحوّل الرقمي؛ وابتكار حزم استثمارية ذات أثر اجتماعي مع إيجاد بيئة عمل محفزة؛ وتحويل إدارة شؤون الموظفين الى إدارة الموارد البشرية وأخيراً مبادرة تمكين العمل الاجتماعي التنموي لأخذ دوره المجتمعي.

كما حددت الأسس التي سيقوم عليها هرم التنمية وهي: الإنسان، الموارد الطبيعية، والتقنية... ولكن تمت إساءة استخدامها خلال الممارسة الديموقراطية «حتى ضاعت الصقلة فاتسع الخرق على الراقع».

أما الإنسان عندنا في الكويت، فمؤسف حقاً أن تمر علينا 60 عاماً من الدستور ومجلس الأمة وما يُعرف بالديموقراطية والمشاركة الشعبية... ولكنها بالنهاية اصطدمت بعد خروجها عن السيطرة... فقد امتهنت الإنسان وجعلته يتحرك بالريموت كنترول لصناديق الاقتراع.

كما حشدت الجماهير في ساحة الإرادة وعلّمتهم شعارات «ارحل... ارحل» من أجل التصفيات فقط، ويريدون بعد ذلك تنمية.

وثاني الأسس «الموارد الطبيعية»... ومؤسف حقاً أننا مازلنا متأخرين في استثمار أمثل في للنفط وتكنولوجيا المعادن والصناعات التحويلية... وليس الاستثمار النفطي محصوراً بإنشاء محطات هنا وهناك في العالم... ويكفي أن نعرف أن مكائن ومعدات لاستخراج النفط مازالت منذ اكتشافه سنة 1938... رغم مخلفاتها ملوثات البيئة!

كما عندنا مياه الخليج الدافئة بثروة سمكية هائلة... وأسعار السمك كالذهب طالع نازل!!

وعندنا حيازات زراعية شمال وجنوب الكويت (تطرد فيها الخيل) ولكننا وقعنا بأزمة إنتاج البصل في كورونا حتى وصل سعره رقماً فلكياً!

ويبون تنمية؟

وثالثة الأثافي «التقنية»، ونعني الاستخدام الأمثل للاستثمار المعرفي في استغلال مواردنا الطبيعية وحل مشكلاتها والتصدي للأخطار المستقبلية!

ووسائل التواصل الاجتماعي فالحة بتركيب المقاطع المسرحية المضحكة عن أوضاعنا الإدارية والمحاسبية للضحك فقط! فضلاً عن نشر الغسيل والاستهزاء والغمز وتصفية الحسابات، وبعدها يطلقون مواويل النياحة واللطم على «سيمفونية التنمية»... ولا أدري أين اختفت!!

وختاماً وما لزم بيانه، تفعيل دور وزارة التخطيط وإخراجها من قمقمها والتحوّل من وزارة تضع الخطط إلى وزارة تزرع التنمية وتجعلها هدفاً لها بعد ما ثبت عدم فاعلية دورها السابق...

حيث ترتكز خطط الوزارة واستراتيجيتها المستقبلية على التحول الكامل والمدروس في نماذج أعمالها وعمليات إدارة مراكزها ووحداتها لتكون مرجعاً في التنمية المستدامة.

وحيث إن وزارة التخطيط تأخذ على عاتقها ومسؤوليتها جميع أفراد ومؤسسات المجتمع فإنها ترتكز في خططها على التعاون الشامل مع كل الجهات وعموم المستفيدين في القطاع الخاص وإشراكهم مع القطاع العام وغيره من خلال مكتب دائم لها في كل مفاصل الدولة يقوم بمهام قياس وتقييم أعمالها بصورة سنوية مع وضع النقاط على الحروف ورفع نسبة جودة مخرجاتها ومنتجاتها ومبادراتها التي تطلقها أو تخطط لها للتحول إلى المفهوم السليم للتنمية، بدلاً من ترك الأمور هكذا لاجتهاد كل مجتهد... أو نكون مثل ما يقولون «ضيّع مشيته»!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي