اقرأ ما يلي

هل أنت آلة؟

تصغير
تكبير

«لا يكلفُ اللهُ نفساً إلا وسعها»...

هذه الآية القرآنية جعلتُها عنواناً لكل عمل أقوم به، بمجرد أن أقرأها أشعر بتكويني البشري الطبيعي، ولا أكترث لمن يقول ابذلي جهداً أكبر... الممارسة والخبرة تطور من البشر مع مرور الوقت، أما طلب المزيد فهذا من الخوارق التي يسعى البعض فيه لبث الإحباط.

ليوناردو دا فينشي رسم الطائرة، لكنه لم يصنعها. وشرح تشريح جسم الإنسان بخطوط قلم رصاص، لكنه لم يدخل عملية جراحية لمريض كي يعالجه.

بل استطاع البشر في ما بعد أن يقوموا بعمل دراسات عدة وتجارب حتى استطاعوا صنع الطائرة والتي مازالت قيد التطوير، فالكثير من الحوادث التي أودت بحياة بشر وخسائر مادية، كان أسبابها طرقاً لتعديل الأخطاء وتفاديها.

الكثير من الأفكار طُبقت على أرض الواقع وبعضها قوبلت بالرفض والاستنكار، ويعتبرونها ضرباً من الجنون.

من كان يستخدم الهاتف العمومي أو هاتف المنزل في سنوات مضت، هل تخيل يوماً من الأيام أن يصبح الهاتف قطعة صفيحة صغيرة من دون أزرار يستطيع الاتصال بها لجميع قارات العالم، بل وإرسال رسائل منها ومتابعة مقاطع فيديو؟

مرّ بي نوع من الناس من يتحدث كثيراً بلغة «أنا»، فكان هو سبب نجاح الشركة التي يعمل بها من وجهة نظره، وهو من قام بإنجازات صنعت ملايين الدنانير، وهو وحده من قام بالفكرة وهو من طبقها وحده.

والغريب أن العديد من الناس يحبون سماع هذا النوع من الحديث. لا يستطيع الملياردير أن يدير شركته كلها لوحده وان كان نابغة ويملك عقلية فذَّة، وأكبر دليل العديد منهم يخسر أمواله بسهولة بأي شكل من الأشكال أو تحت أي ظرف شخصي أو خارجي.

قم بواجبك على أكمل وجه، إن كنت تملك القدرة والوقت والفكرة لعمل المزيد، فهذا شيء جميل، لكن لا يعني أن تهلك نفسك وجسدك في القيام بعمل وحدك.

وإن كنت تعتقد أن لا بأس في ذلك وأن باستطاعتك القيام بعمل مجموعة كاملة لوحدك، لا تحزن في ما بعد عندما يُنسب النجاح لشخص ما وتهميش جهدك الذي بذلته وضحيت بوقتك وزوجتك وأطفالك لأجله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي